fiogf49gjkf0d
فجر شيم توكر، رئيس الحزب الديمقراطى الليبرالى التركى، مفاجأة بإعلانه عن مؤشر الأمم المتحدة لتصنيف حالة الديمقراطية فى البلاد، واعتبارها دولة نصف حرة, واحتلالها المركز 89 على مستوى العالم فى الحريات, موضحا أن تركيا انحدرت إلى الترتيب 138 فى ترتيب حرية الصحافة بمختلف دول العالم، بما يعنى أنها أقل من بنجلاديش والسنغال والسلطة الفلسطينية, قائلا: أعرف حجم الذهول والدهشة التى ستصيبكم حينما تسمعون عن التجربة التركية التى تتغنون بها على أنها الأولى فى الشرق الأوسط.
وأوضح توكر خلال مؤتمر "الانتقال إلى الديمقراطية فى العالم العربى.. تحديات تاريخية وحلول ليبرالية"، الذى تنظه شبكة الليبراليين العرب ومنظمة فريدريش ناومان بالقاهرة لمدة يومين، أن الديمقراطية بالمنطق الأمريكى ليست جوالا من القمح بمجرد أن تحصل عليه يصبح من السهل تشكيله, موضحا أن الديمقراطية لا تعنى تغيير الأفكار والعقليات، وبناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة فقط، ولكن الديمقراطية تعنى احترام حقوق الأقليات المختلفة مع الأغلبية الحاكمة.
وأشار توكر إلى صعوبة تطبيق العلمانية فى المجتمع المصرى المعروف عنه الالتزام بالقيم والمورث الثقافى الخاص به, موضحا أن الديمقراطية ليست جزءا من الثقافة العربية والإسلامية التى يوجد بها الدين الذى يحدد ما الذى ستقوم به خلال اليوم من الصباح حتى النوم, مشيرا إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكة هيلارى كلينتون التى دعت البلدان العربية التى تتحول من حالة الاستبداد إلى حالة الديقراطية إلى حتمية فهم مصطلح الديمقراطية, موضحا أن العلمانية تعنى الحرية والمساحة الفاصلة بين المسجد أو الكنيسة من جهة, وديوان العمل من جهة أخرى.
وأضاف كذلك الترويج لليبرالية فى المجتمع الإسلامى صعب جدا, متوقعا معركة قاسية بين الليبرالين والإسلاميين خلال الفترة المقبلة فى مصر لتطبيق كل منهم لمبادئه. مشيرا إلى أن مفهوم الحريات وتطبيقه هو ما يميز الليبرالية عن غيرها من الأيدلوجيات.
وشدد توكر على المصريين بضرورة التدخل والمشاركة فى صياغة الدستور, والاهتمام بالتفاصيل البسيطة لأنها المحك الذى سيحدد المصير.
وشن توكر هجوما حادا على الحكومة التركية التى تتطلع إلى الالتحاق بالاتحاد الأوروبى، على الرغم من عدم تطبيق الديمقراطية بمفهومها الكامل داخل تركيا قائلا: "حينما سمعتكم تتكلمون على ليبرالية تركيا قلت فى نفسى إنكم تتحدثون عن تركيا أخرى غير التى أعرفها وأعيش فيها, مضيفا لو كنت أوروبيا فلن أوافق على طلب تركيا بالانضمام للاتحاد الأوروبى, فتركيا مازالت تتجادل حول معنى الديمقراطية".
ووصف توكر النظام الانتخابى التركى بالعار, موضحا أن من يحصل على نسبة أقل من 10% يهمل ولا تهتم به الحكومة ذات التوجه الإسلامى التى ملأت السجون بالصحفيين وأصحاب الرأى, دون تهمة واضحة.
وقال أيفو فايجل، عضو البرلمان الأوروبى وتحالف الليبرالليين والديمقراطيين من أجل أوروبا, إن تطور وسائل الاتصال أتاح فرصة تغيير العالم, وأضاف أن المصريين أسقطوا نظاما مستبدا تجسد فى شخصيات ديكتاتورية, مشددا على شباب الثورة على حتمية المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة للمشاركة فى صنع القرار والحفاظ على الثورة التى صنعوها.
وأضاف "لكم كل الحق فى الانتقادات الحادة التى وجهتموها لنا كاتحاد أوروبى بدعمنا لتلك الشخصيات التى ظلت تمارس الاستبداد حينما كنا ندعهما", مشددا على قادة الاتحاد الأوروبى ضرورة تغيير طريقة تفكيره عن دول الشرق الأوسط التى دائما ما تم لصق تهمة الإرهاب بها, مشددا على أن التعاون فى بناء الدولة الديمقراطية والمؤسسات الحديثة أهم بمراحل من التعاون لبناء محطة طاقة نووية.
ودعا إسرائيل إلى ضرورة اغتنام الفرصة التاريخية التى صنعها شباب العرب لإحراز تقدم ملموس، وإقامة سلام دائم بالمنطقة, قائلا: أعرف أن القادة العرب الآن لديهم الاستعداد للتفاوض، لكن لا أعرف الرغبة الإسرائيلية.