لم تعرف حنان، ابنة قرية المطيعة بأسيوط، أن رقصتها في حفل زفاف شقيقها، ستكون الأخيرة.. ولم تعرف العائلة أن السعادة والابتسامات سيصيرا حُزنًا وبكاء بعد ساعات قليلة.
"دفاعها عن شرفها" كان الذنب الذي ارتكبته ابنة الصف الثاني الثانوي، ليتخذ "ذئبًا بشريًا" قراره سريعًا بقتلها والتخلص من جثتها في ترعة، خوفًا من افتضاه أمره.
في أجواء قروية، قضت "حنان" أسعد لحظاتها وآخرها، مع صديقاتها تحتفل بزفاف شقيقها.. رقصت مع صديقاتها، ثم انتهى حفل الزفاف.. وحان موعد الرحيل.. الرحيل الأبدي.
استقلت الفتاة سيارة ابن خالتها، ليصل بها إلى منزلها، مغادرة حفل الزفاف، إلا أنها اختفت عقب نزولها من السيارة، على بُعد أمتار قليلة من المنزل.
عمليات البحث لم تُجدِ نفعًا.. واتجهت الأسرة لتحرير محضر غياب، حتى ظهرت المفاجئة، وقالت إحدى قريباتها إن شخصًا اتصل على هاتف الفتاة قبل استقلالها السيارة عائدة لمنزلها.
وبعد 6 أيام، تم العثور على جثتها داخل جوال في الترعة المقابلة لمنزل أسرتها، بها إصابة بالرأس، تؤكد أن جريمة قتل وراء الحادث.
كانت "المكالمة الأخيرة" خيطًا قاد إلى فك لغز الجريمة، حيث كشفت المباحث عن صاحب الرقم الأخير الذي اتصل بالفتاة، وهو أحد جيرانها.
انطلقت قوة أمنية من مركز شرطة أسيوط إلى منزل المشتبه به، وألقت القبض عليه، وكشفت التحقيقات الأولية أن المتهم انتظر عودتها من حفل الزفاف، حتى وصولها للمرور فوق معدية صغيرة فوق الترعة، تصل بها إلى منزلها، وهاجمها محاولًا اغتصابها، إلا أنها قاومته بشدة، وأحدثت إصابات متفرقة بجسده، فتخلص منها بخنقها، ثم ضربها بقوة على رأسها.
أسرة الفتاة أكدت ـ خلال مقابلة مع الإعلامي معتز الدمرداش ـ أنه في اليوم التالي لاختفاء "حنان" جاء القاتل ليسأل عن آخر التطورات، حتى يُبعد الشبهة عن نفسه، وطالبت بالقصاص من القاتل في الجلسة الأولى لمحاكمته، قائلين إن ابنتهم "شهيدة"، والقاتل "إرهابي".