قالت مصادر مطلعة لــ"اليوم السابع"، إن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان أصدر قرارا داخليا يبيح فيه انتحار أى فرد ينتمى لجماعة الإخوان وتفجير نفسه فى أى عملية إرهابية، لكن وفقا لتعليمات الجماعة أو العمليات التى تطلب فيها من أفرادها الإقدام على هذه الخطوة، فى الوقت نفسه شكلت الجماعة خلية أزمة جديدة لتصوير مثل هذه العمليات.
وأكدت المصادر، أن قيادات التنظيم الدولى اعتمدوا فى هذا القرار على عدد من الفتاوى التى أصدرها شيوخ مقربين للجماعة والتى تبيح الانتحار والقيام بالعمليات التفجيرية ضد نظام حكم جائر على حد وصفهم، وليس ضد عدو أو محتل هذه المرة، ومن هذه الفتاوى فتوى منسوبة للشيخ يوسف القرضاوى الذى أكد فيها أنه طالما ان الانتحار جاء بناء على تعليمات الجماعة وليس على تعليمات الفرد فهو مباح ولا مانع منه.
واستطرد القرضاوى فى فتوى سابقة له:" لو رأت الجماعة أن ينتحر شخص وفقا لتعليماتها وليس وفقا لتعليمات شخصه فهو أمر مباح أما إذا أقدم الشخص على الانتحار دون الرجوع لتعليمات الجماعة فهذا أمر مرفوض".
وأوضحت المصادر أن الجماعة طلبت أيضا من أعضائها إرسال أى مقاطع أو صور لأى أفراد تنتحر اعتراضا على نظام الحكم الحالى، من اجل الترويج لها وإظهار أن المصريين يعترضون على حكم الرئيس الحالى وهو ما يدفعهم للانتحار من أجل التخلص من هذا الحكم.
وعقب ثورة 30 يونيو تعمدت جماعة الإخوان بث تقارير صحفية على مواقعها مفبركة تروج للانتحار وتزعم ان كثير من المصريين لجأوا للانتحار للهروب من النظام الحالى منها تقرير نشره موقع إخوان أون لاين مطلع العام الماضى أى عقب ثورة 30 يونيو بقرابة العامين فقط جاء فيه :" أن هناك حالات انتحار كثيرة شهدتها مصر في الفترة الأخيرة، باعتبارها واحدة من بلاد الربيع العربي كما إن الاضطرابات التي شهدتها مصر على مدار الأربع سنوات الأخيرة وإخفاق ثورة 25 يناير 2011 في تحقيق أهدافها أصاب الكثير من الشباب بحالة من الإحباط وأثر على حالتهم العقلية، وسبب لهم اكتئابًا شديدًا دفعهم إلى الانتحار.
وزعم موقع إخوان أون لاين أن الكثير من المصريين يعيشون في حالة خوف ورعب من الاعتقال أو المضايقات من قبل النظام الحاكم، وهو ما يؤدي إلى التوتر النفسي كما أدعى أن مصر سجلت في الفترة الأخيرة العديد من حالات الانتحار، كان أبرزها الشاب الذي قام بشنق نفسه على إحدى لوحات الإعلانات الموجودة في طرق القاهرة، وزينب المهدي الناشطة السياسية.
بدوره قال كمال الهلباوى القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، ان مثل هذه اللإعال ستجعل المصريين يكرهون الإخوان كثيرا ولا يمكن لمفتى عاقل أو يعلم صحيح الدين أن يفتى بالانتحار أو المشاركة فى الأعمال الإرهابية ضد أى نظام مهما كانت الظروف.
وتابع الهلباوى: أن مصر ليست إسرائيل بالنسبة للإخوان أو أعضائها أو غيرهم من اى جماعة وبالتالى فمصر ليست عدو مطلقا وإنما هذه الفتاوى كان يتم إصدارها فى السابق فقط فيما يخص الفلسطينيين فى حربهم والعمليات التى يقومون بها ضد إسرائيل فقط.
وأوضح الهلباوى ، أن الفتوى التى اعتمد الاخوان عليها وهى تعود للشيخ يوسف القرضاوى هو نفسه تراجع عنها بعد ذلك وبالتالى لا يجب على إنسان عاقل أن يستمع إلى مثل هذه الفتاوى أو غيرها فهى ليست من الدين فى شيء.