في إحدى الأركان الهادئة داخل أروقة محكمة الأسرة يجلس رجل في الثلاثين من عمره يرتدي ملابس أنيقة ويبدو على ملامحه الطيبة، وينتظر نداء الحاجب له للمثول أمام القاضي.
وبالاقتراب منه لمعرفة سبب وجوده في المحكمة، بدأ المهندس عادل في سرد قصته لمحررة "البوابة نيوز"، حيث قال لي في البداية: ربما لن تصدقي ما أسرده لك، ولكنها الحقيقة.
وبدأ الزوج يحكي قصته لـ"البوابة نيوز" قائلًا: تعرفت على زوجتي شيماء وأنا في الثامنة والعشرين من عمري في فرح نجل عمي.. فقد كانت فتاة جميلة جدًا ملامحها ملائكية وأعجبت بها كثيرًا.. وهي كانت صديقة لنجلة عمي شقيقة العريس.. وعندما عرفتني عليها نجلة عمي أعجبت بها كثيرا، وتبادلنا رقم الهاتف.. وشعرت بأنها تبادلني نفس الإعجاب.
واستطرد الزوج: بدأت أتقرب منها وتبادلنا المكالمات الهاتفية، وبدأت بيننا قصة حب جميلة، كانت تظهر لي زوجتي خلالها الطيبة الزائدة والرقة وطاعتي في كل شيء.
وأنا كنت أتعامل معها معاملة حسنة، وطلبت منها أن أتقدم لخطبتها، وبالفعل قابلت والدها واتفقت معه على الزواج بعد 3 شهور، فأنا مهندس وأعمل في شركة محترمة.. وكانت شقتي جاهزة للزواج.. وفي فترة الخطوبة كنت أعاملها معاملة حسنة جدا، وكنت أشتري لها الكثير من الهدايا الثمينة.. ولم أحرمها من أي شيء، وبالفعل تم زواجنا بعد 3 شهور من الخطبة.
وأكمل الزوج وملامح الحزن الشديد تظهر على وجهه: كنت أشعر بأنني الإنسان الأكثر سعادة في العالم ولكن سرعان ما تبدل كل شيء بعد شهر من الزواج وما خفي كان أعظم.. اكتشفت أنني تزوجت من امرأة أخرى فالزوجة الهادئة المطيعة تحولت إلى امرأة متسلطة جدا، وذلك بعد شهر واحد فقط من الزواج بعد أن نشبت أول مشاجرة بيننا، فوجدتها عنيفة جدا في التعامل معي وأنا إنسان مسالم لا أحب المشاكل ولا الصوت العالي، وبدأت تتشابك معي بالأيدي وتضربني، ولكني تحملت وخلقت لها الأعذار، بل وقمت بمصالحتها واشتريت لها هدية.
ولكن هذه لم تكن المرة الأخيرة التي تقوم فيها زوجتي بضربي، فكلما حدثت مشكلة بيننا تكرر فعلتها.
واستطرد الزوج: ولكن الغريب في الأمر أنها كانت تفعل ذلك بيننا في المنزل وكانت تعاملني معاملة طيبة جدا أمام أهلي والجميع.. وكل الناس يحسدونني عليها وعلي هدوئها وطاعتها الشديدة لي.
وفي كل مرة أقرر أن آخذ موقف تجاهها كنت أضعف، لأنني أحبها جدا ولا أستطيع الاستغناء عنها.. وبعد سنة من زواجنا رزقنا الله بنجلي الأول أحمد.. وبعدها بسنتين أنجبت نجلنا الثاني حسن.
ولكنها كانت تزداد في استبدادها لي وتزداد معاملتها لي سوءا، وعندما أخبرتها بإخبار أشقائها باستبدادها وتسلطها هددتني بأنها ستخبر أصدقائي وزملائي في العمل بضربها لي وتخبرهم بأنني ضعيف الشخصية وتفضحني أمامهم وتهز صورتي في أعينهم.. والجميع يعلم بأن شخصيتي قوية وأنا مهندس ولي وضعي.
ومرت السنوات وأنا أتحمل إهانتها لي بسبب حبي لها ولأولادي، ولكنني لست ضعيف الشخصية مطلقًا.. أنا فقط لا أريد أن أخرب بيتي.. ولا أحب المشاكل مطلقًا.
تتدافع الذكريات على ذهن الزوج، ما يجعله يصمت للحظات ثم يكمل قصته: زوجتي كانت تعنفني كالطفل الصغير علي كل تصرف أفعله لم يعجبها واسودت الحياة في عيني واستمرت حياتي معها هكذا لمدة خمس سنوات منذ زواجنا.. حتى حدثت المشاجرة الأخيرة التي قصمت زواجنا وخلعت حذاءها لتضربني به فقمت بضربها وذهبت إلي منزل أهلها واتهمتني بضربها يوميا.. وعندما حاولت الدفاع عن نفسي لم يصدقني أحد فهي كانت تعاملني أمامهم معاملة حسنة.. وطلبت مني الطلاق لكنني رفضت حتى لا يعيش أولادنا بين أب وأم منفصلين، ولكنها لجأت إلي محكمة الأسرة ورفعت دعوي خلع ضدي.