مناظرة ساخنة شهدها برنامج العاشرة مساء، الذي يقدمه الإعلامي وائل الإبراشي، على فضائية «دريم 2»، أمس الإثنين، بين الشيخ محمد عبد الله نصر، المعروف بـ«الشيخ ميزو»، والشيخ عبدالله رشدي إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، بعد ادعاء الأول أول أمس الأحد، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أنه «المهدي المنتظر ويدعو الناس إلى مبايعته». الابتذال سيطر على الحلقة، التي استمرت 4 ساعات، أرهقت المشاهدين أماها دون جدوي، ليعلن الشيخ محمد عبد الله نصر أنه ما كان غرضه أن يعلن أنه «المهدي المنتظر»، ولكنه أراد أن يستفز علماء الأمة ويلقي حجرًا في الماء الراكد، على حد قوله، ليعرف كيف سيتمكنوا من الرد على أي إنسان يقول أنه «المهدي المنتظر». ما عمل علبيه الشيخ «ميزو»، وما أراد أن يصل له هو أن يثبت أمام الناس أنه ليس هناك ما يسمى بـ«المهدي المنتظر»، وأن المسلمين في حالة تخلف لأنهم ينتظرونه ولا يعملون وهو لن يأتي، مستنكرًا علامات الساعة التي من بينها «ظهور المهدي المنتظر»، مستدلًا بقول الله تعالى «لا تأتيكم إلا بغتة». الشيخ محمد عبدالله نصر تعامل مع الحلقة بـ«خدوهم بالصوت»، دون أن يعطي لمناظره الذي امتاز بالثبات الانفعالي، الفرصة الكافية للرد عليه، ودون الاستناد على أدلة شرعية، منكرًا أحاديث الإمام البخاري في ذلك، كما احتج بأنه ذكر في الحديث «أنه سيملأ الأرض عدلًا بعدما ملئت جورًا»، بأن ذلك يعني أن الجيش المصري سينهار وهو لن يحدث، على حد قوله. وعندما أنكر عليه البعض فعلته، وتهييج الرأي العام ضد القضية، استفز الجمهور بقوله «أنا كتبت البوست عالفيس وأنا قاعد في بيتنا ومطلبتش من حد يتكلم عن الموضوع»، وليس هذا وفقط، فالحلقة كاملة شهدت كمية «استفزاز»، جعلت بعض الدخلاء يخرجون عن شعورهم في الحديث معه، بالإضافة أن البعض اعتبر أن هناك حربًا على الدين في الفترة الحالية متمثلة في الشيخ ميزو، وخروج إسلام البحيري من السجن. كما استهزأ «ميزو» بمناظره والجمهور لامساكه بهاتفه المحمول طوال الحلقة وعدم الاهتمام بكلام البعض، وتطاول على البعض الآخر، الذين أنكروا على «الإبراشي» الإتيان بمثله في البرنامج، واحتكر العلم على نفسه، معتبرًا أنه المجدد الوحيد الذي يستطيع أن يعلم الأمة دينها من جديد، وأنه يريد أن ينهض بها من كبوتها. الأزهر الشريف باعتباره المؤسسة الدينية الأولى في الدولة، لم تصدر بيان رسمي ترد فيه على «الشيخ ميزو»، تبين فيه موقفها منه ومن ادعائه، ليكون في ذلك رادعًا لكل من تسول له نفسه فعل ذلك، في الوقت الذي من المفترض أن تكون فيه على أهبة الاستعداد للدفاع عن «الدين». لن يستطيع أحد إنكار أن الشيخ عبدالله رشدي، تمكن من الرد على «نصر»، ولكن طالت الحلقة أكثر مما ينبغي دون الوصول إلى أدلة مقنعة ترد الرجل على عقبيه ويعلن اعتذاره عن ادعائه، فكان الأمر يستدعي أن يكون هناك شخصية كبيرة من مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف للرد على «الشيخ ميزو»، ولو كان الأمر ببيان مكتوب، ثم لماذا الإصرار على الشيخ عبد الله رشدي، الذي ناظر المفكر إسلام البحيري من قبل، وهي المناظرة التي أغضبت الكثير من أئمة وعلماء الأزهر وحتى الجمهور، لعدم تمكن الأول من الرد على «البحيري» بطلاقة، وعدم التحليل الجيد للبعض الأمور الدينية. الحلقة شهدت تواجدًا لوزراة الأوقاف، ولكنه كان بـ«السئ»، فعلق محمد أبو حطب وكيل الوزراة في مداخلة هاتفية قائلًا:«الشيخ ميزو»عميل، مضيفًا:«الأشكال اللي زي دي مينفعش نستضيفها فى الإعلام»، فكان رد «أبو حطب» كأي شخص في مداخلة هاتفية وليس ممثلًا عن وزارة الأوقاف، ولم يستطيع محاجاة الرجل ولكنه اكتفى باتهامه بالعمالة. الدكتور عادل محمود المراغي، الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، قال إن سبب عدم رد الأزهر على «ميزو»، أنه ينأي بنفسه بعيدًا عن مثل هذه الادعاءات والأشخاص، وأن ينزل إلى هذا المستوى المنحدر، واصفًا الشيخ محمد عبدالله نصر بـ«المعتوه» الذي يبحث عن «الشهرة»، مؤكدًا في تصريحات خاصة لـ«اليوم الجديد» أنه مدفوع يعمل على «بلبلة» أفكار الناس. الأستاذ بكلية الدعوة الإسلامية، نوه إلى أن أن الشيخ عبدالله رشدي، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، على درجة كبيرة من العلم والاحترام، ولكن كان لابد أن يجلس مع «ميزو» باحث ودارس في شبوهات المستشرقين، حتي يتمكن من إلجامه، مضيفًا أن «نصر» ومن على شاكلته، يبدأون بالطعن في كتب التراث والأحاديث النبوية.