في الوقت الذي تتصدر فيه أنباء وتطورات الثورات العربية الصحافة العالمية‏,‏ طرحت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية سؤالا مهما حول كيفية التعامل مع زعماء الأنظمة الديكتاتورية المخلوعين في المنطقة

وعما إذا كانت الحصانة أم المحاكمة أفضل بالنسبة لحكام اليمن ومصر وتونس وليبيا. الذين صنفوا بالحكام الديكتاتوريين, ملمحة أن هناك ميلا مؤيدا لمحاكمتهم شريطة مراعاة الالتزام بالعدالة.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن هذا السؤال تختلف إجابته من دولة عربية لأخري. ففي اليمن, عرض مفاوضون دوليون الحصانة علي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كوسيلة لإغرائه علي الاستقالة بعد32 عاما في السلطة.

وبالنسبة لليبيا, فإن القادة الغربيين يأملون في التوصل أيضا إلي وسيلة خروج لمعمر القذافي ربما بالسماح له بالتوجه إلي فنزويلا أو أماكن أخري في افريقيا.

أما بالنسبة لمصر, فإن السلطات المصرية احتجزت بالفعل الرئيس المخلوع حسني مبارك لاستجوابه بأحد المستشفيات العسكرية حول دوره في الفساد وقتل مئات المتظاهرين الذين نظموا مظاهرات عبر الإنترنت والفيس بوك انتقلت بعدئذ إلي ميدان التحرير سعيا وراء إقصائه عن الحكم.

فيما يسعي في الوقت ذاته وزير العدل التونسي إلي تسليم الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي فر إلي السعودية إثر إجبار شباب المتظاهرين علي عزله في يناير الماضي بعد حكم للبلاد استمر23 عاما لاستجوابه بشأن عشرات من الاتهامات من بينها ارتكاب جرائم قتل والإتجار في المخدرات.

واعتبرت الصحيفة أن الخيار بين الحصانة والمحاسبة ليس بالأمر السهل, حيث يعد عرض العفو بمثابة التلويح بالجزرة بوصفه يوفر فرصة لوضع نهاية لأعوام من الممارسات الوحشية والفساد تمنح لديكتاتور سابق ومن شأنها إمكانية السماح للبلاد بالتركيز علي احتياجات أكثر الحاحا مثل بناء دولة جديدة, لكن المحاكمة تتيح الفرصة للعدالة بأن تأخذ مجراها بالنسبة للضحايا في حال ما إذا كانت محاكمة نزيهة تضع أساسا لبناء مؤسسة شرعية لدولة مستقبلية.

وفي الوقت ذاته, أكد ليخ فاونسا زعيم اتحاد العمال البولندي السابق- والذي لعب دورا مهما في ثورة بلاده ضد الشيوعية- أن القدرة علي التعاون مع الجيش وعدم النظر إليه علي أنه العدو هي السر في نجاح أي ثورة, وهو ما حدث في حالة مصر. وأوضح فاونسا- في حديث لإحدي الصحف البولندية ـ أن الجيش جزء لا يتجزأ من الأمة, ولذلك فلابد من إيجاد صيغة للتعامل معه علي أساس أن أي عنصر عسكري اليوم هو فرد مدني غدا.. وهو ما يعني أن الجيش جزء من الشعب. واعتبر فاونسا الاختلاف الوحيد بين الثورات العربية والثورة ضد الشيوعية في بلاده هو الدور الذي لعبته التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي لإنجاح الثورة في شمال أفريقيا.