بحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس مع رئيس الوزراء الإيطالية سيلفيو بيرلسكوني ملفات الهجرة ومعاهدة التنقل الحر المعروفة بشنجن وذلك خلال القمة بين الزعيمين التي عقدت في روما امس الاول.
فقد اكد ساركوزي وبيرلسكوني ان الدول الأوروبية التي وقعت اتفاقية حرية الهجرة بين25 دولة عام1985 وبدأت في تفعيلها عام1995 تعاني حاليا من هجوم شرس من قبل المهاجرين غير الشرعيين من دول المغرب وشمال افريقا والتي تمر بموجة من الثورات والتغيرات السياسية الجذرية مما عكس اثرها علي المحيط الدولي ككل. ويأتي هذا اللقاء بين الزعيمين لتهدئة التوتر الذي اثير مؤخرا بين البلدين بسبب سماح ايطاليا باستقبال المهاجرين التونسيين وصل عددهم الي30 ألف مهاجر مع اعطائهم حق الاقامة المؤقتة لمدة سته اشهر مما يتيح لهم حق الانتقال الشرعي الي فرنسا ودول اوروبية اخري. وقد ارسل الزعيمان خطابا الي المفوضية الأوروبية يطالبها ببحث سبل جديدة لتعديل اتفاقية حرية الهجرة في اوروبا نظرا للظروف الراهنة في تلميح انها قد تمس بالأمن القومي لعدد من الدول وذلك في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في يونيو المقبل. وفي الوقت نفسه, وعلي الرغم من تأكيد الزعيمين دعمهم الكامل للثورات في المنطقة إلا انهما شددا علي ضرورة الإسراع من قبل الدول الأوروبية للحد من الهجرة غير الشرعية. واضافا انهما سيدفعان في اتجاه الضغط علي دول شمال افريقيا لتشديد الرقابة والدوريات علي حدودهما البحرية لتقليص الهجرة غير الشرعية وخاصة في ظل عدم وجود حروب اهلية في تلك الدول.
وعلي الجانب الآخر, ذكرت وكالة انباء آكي الايطالية أن المفوضية الأوروبية ابدت استعدادا لتعديل قواعد اتفاقية شنجن التي تنظم الحركة عبر الحدود الأوروبية وانتقال الأفراد ضمن أرضي الاتحاد الأوروبي وذلك علي عكس موقفها السابق. ونقلت عن أوليفيه باييه المتحدث باسم المفوضية أن الأمر ممكن, في اشارة الي الخطاب الذي بعثته حكومتا ايطاليا و فرنسا عقب القمة الثنائية أمس بروما. واشترط المتحدث موافقة جميع الدول الأعضاء علي التعديلات المقترحة من أجل تفادي المشاكل الناتجة عن حدوث خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي. ونفي المتحدث إمكانية أن تنسحب أي دولة من دول اعضاء الاتحاد الأوروبي من منطقة شنجن, وأكد ان هذا الأمر غير وارد.