لا تخلو الساحة الفنية من المناوشات بين فنانٍ وآخر، خاصةً إذا كان كلاهما له رصيد ثقيل في السينما والدراما، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على التعاون بينهما، من خلال صعوبة أو ندرة اجتماعهما في عمل واحد.
هذه الحالة انعكست على علاقة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز بالزعيم عادل إمام، خاصةً أنهما لم يجتمعا سويًا إلا في عملٍ واحد، وكان فيلم «عيب يا لولو.. يا لولو عيب» عام 1978، ورغم المحاولات التي تم بذلها منذ سنوات لم يتعاونا مرة أخرى منذ ذلك الحين، وما زاد الأمر سوءًا هو نشوب الخلاف بينهما في وقت سابق، وتجدد الأمر في الأعوام الأخيرة.
في 22 يناير من عام 2005 خرج الفنان محمود عبدالعزيز عن دبلوماسيته وصرح لموقع «دنيا الوطن»، في حوار له، أن هناك أزمة نشبت بينه وبين عادل إمام فيما يخص مسلسل «رأفت الهجان»، وقال: «اختلق البعض أزمة من لا شيء على صفحات الصحف والمجلات وكل ما أتذكره هو أنه تم ترشيحي للدور، ثم تم ترشيح عادل إمام من بعدي».
بعد ترشيح عادل إمام لأداء «رأفت الهجان» قال محمود عبدالعزيز، حسبما ذكر: «حسبي الله ونعم الوكيل»، واستمر الجفاء بينهما حتى التقى صدفة بالزعيم في شارع أحمد عبدالعزيز بعد منتصف الليل.
وروى عبدالعزيز عن هذا اللقاء: «وجدته يناديني من شباك سيارته، فهبطت وسلمت عليه، فشعر هو باختلاف في نبرتي معه فقال لي: يا عم إن كان على الهجان حلال عليك»، حينها رفض الساحر التحدث في الأمر بسبب رؤيته الفنانات ليلى علوي ونبيلة عبيد وأخريات في سيارة خلفهما.

وبعد هذا اللقاء بفترة تلقى الفنان محمود عبدالعزيز اتصالًا من جهاز المخابرات، مؤكدين له أنه هو من سيجسد دور «رأفت الهجان»، وبالفعل وقّع على العقد، حسب روايته.
واشتعلت الأزمة بين الساحر والزعيم أثناء تصوير «رأفت الهجان»، ويروي عبدالعزيز عن الأزمة: «في أحد البرامج سألني المذيع: هل مازال عادل إمام هو نجم الإيرادات الأوحد؟! فأجبت قائلاً: لا»، وكشف أنه فوجئ باقتطاع إجابته على هذا النحو، موضحًا أنه قال نصًّا: «لا.. طبعًا يوجد آخرون يحققون إيرادات كبيرة».
وروى عبدالعزيز عن هذا الأمر: «وقبل أن ينتهي البرنامج كنت أبحث عن عادل إمام في كل مكان، فقد حدث مونتاج لإجابتي»، وتابع: «ومن هنا تضاعفت الشائعات والخلافات لفترة طويلة».
وخلال نفس الحوار، أكد الساحر أن أزمته مع عادل إمام انتهت، وأضاف: «التقينا في حفل زفاف ابنة الفنانة الكبيرة زهرة العلا والمخرج الكبير حسن الصيفي، وفور دخول عادل إمام للحفل وجدته ينظر لي مبتسمًا، اقتربت منه وتعانقنا وجلسنا وقتًا طويلًا تعاتبنا، وأوضحت له الحقيقة الكاملة وتأكد وتأكدت أن هناك من كانوا يسعون لاستمرار الخلافات بيننا».
وتجدد الخلاف بينهما لمرة ثالثة في عام 2008، بعد أن أعلنت شركة «جودنيوز» للإنتاج عن موافقة عادل إمام ومحمود عبدالعزيز على أداء عمل مشترك بينهما، حسب ما هو منشور على موقع شبكة «ART» في ديسمبر من نفس العام.
وحسب ما كان منشورًا اختلف النجمان على مؤلف الفيلم الذي سيؤديانه، بعد أن اختار محمود عبدالعزيز الكاتب وحيد حامد، بينما أراد عادل إمام يوسف معاطي، وهو ما تسبب في فشل المشروع المشترك بينهما.