كشف استطلاع للرأي أجراه مركز بيو الأمريكي الشهير للأبحاث‏,‏أن أكثر من نصف المصريين يريدون إلغاء معاهدة السلام مع اسرئيل‏,‏مشيرا الي انتشار روح التفاؤل بين غالبية الشعب المصري و التطلع لمستقبل أفضل يسوده الديمقراطية‏.‏

وأظهرت نتائج الاستطلاع- الذي أجري في الفترة ما بين24 مارس الماضي و7 ابريل الحالي- أن54% من المصريين يرغبون في الغاء اتفاقية كامب ديفيد الموقعة مع اسرائيل عام1979, وذلك مقابل36% فقط يفضلون الابقاء عليها.وأشارت النتائج الي أن الآراء تغيرت وفقا لمستوي دخل المستطلعين,حيث إن60% من الأقل دخلا يدعمون إلغاء المعاهدة,في حين ان45% من الطبقات الاكثر دخلا يؤمنون بضرورة استمرار العمل بها.

وأوضح الاستطلاع,الذي أجري وجها لوجه مع ألف مصري,أن غالبية المصريين(57%) متفائلون بشأن مستقبل بلادهم عقب ثورة25 يناير, واعرب65% عن رضاهم عما تسير اليه الامور في مصر, و ان77% فرحون برحيل الرئيس السابق حسني مبارك.

وحول الانتخابات المقبلة قال41% فقط انهم يتوقعون بشدة ان تكون الانتخابات المقبلة حرة و نزيهة بينما ترواحت آراء59% ما بين مرجح و غير مرجح.

وكشف الاستطلاع عن ألمع الشخصيات و القوي المسيطرة حاليا علي الساحة السياسية في مصر,حيث أشار الي ان المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة, هو أكثر شخصية شعبية في مصر بحصوله علي90% من الآراء المؤيدة له, وحصل الجيش بوجه عام علي تأييد88%, في حين حظيت جماعة الاخوان المسلمين علي75% من الاصوات الايجابية, مقابل70% اعربوا عن تفضيلهم لحركة شباب6 ابريل.

وحول آراء المصريين بشأن مرشحي الرئاسة المحتملين, حظي الأمين العام السابق للجامعة العربية السيد عمرو موسي علي89% من التأييد, في مقابل70% للمرشح الرئاسي السابق ايمن نور و57% للدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وذلك وفقا للتقييمات التي عرضها للاستطلاع والتي تظهر ترتيب اهمية المرشحين وفقا لأعضاء اللجنة الفنية.

وأظهرت النتائج انقساما في الآراء حول الأصوليين, ففي الوقت الذي أبدي31% تعاطفهم معهم, قال30% ممن شملهم الاستطلاع انهم يتعاطفون مع من يعارض الأصوليين.

وعلي الصعيد نفسه,لم يغيرالتحول السياسي الذي تشهده البلاد من آراء المصريين السلبية حول الولايات المتحدة, حيث أعرب79% عن آراء سلبية تجاه الولايات المتحدة, بتراجع من82% العام الماضي.

وحول تعامل الادارة الامريكية مع التطورات السياسية في مصر, قال39% ان الولايات المتحدة كان لها تأثير سلبي علي التحول السياسي في البلاد,مقابل22% قالوا انه كان لها تأثير ايجابي. واعرب60% عن عدم ثقتهم في الرئيس الامريكي باراك اوباما.

وعلي صعيد التطورات الحالية في الشرق الاوسط والتي أسفرت حتي الآن عن سقوط نظامين في كل من مصر و تونس,حذر وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله من فشل حركات التحرر في شمال إفريقيا وطالب الدول الأوروبية ببذل المزيد من الجهد لدعم الثوار.

وقال الوزير الألماني في تصريحات لصحيفة بيلد الألمانية يخطئ من يعتقد أن الثورات عند جيراننا قد انتهت,نحن الأوروبيين علينا أن نتحلي بالإصرار حتي يأتي صيف بعد الربيع العربي ولا يعود الشتاء مرة أخري.

وعلي الصعيد ذاته,ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية ان الثورات التي اجتاحت المنطقة كشفت جوهر الصراع الحقيقي في المنطقة.

واشارت الصحيفة الامريكية في تقرير بثته علي موقعها الالكتروني اليوم ان ما لمسناه خلال صحوة العالم العربي هو ان الثورات التي اندلعت في المنطقة مرت دون هتافات معادية للولايات المتحدة, والاعتراضات المعتادة علي اسرئيل, وذلك لان الثوار كانت اهدافهم هي التخلص من الزعماء المستبدين وكان شعار الثوار في بنغازي أمريكا هي صديقنا.

ووصفت الصحيفة الامريكية الرجال والنساء الذين شاركوا في الاحتجاجات في مختلف مدن الوطن العربي بانهم لا يخاطرون بحياتهم من أجل قضية أساسية ـ في إشارة الي القضية الفلسطينية ـ, ولكن من أجل حرية مصر وليبيا وتونس وسوريا. واشارت الصحيفة الي ان الصراع في فلسطين ليس هو من اشعل الثورات العربية, ولكن استبداد الحكام العرب هو الذي اشعل هذه الثورات.

ومن جانبها,أكدت حنين الزعبي, النائبة العربية بالكنيست الاسرائيلي, في حوار عبر الهاتف مع وكالة الانباء الالمانية, أهمية التغييرات الجذرية التي أحدثتها ثورة25 يناير في مصر والتي لاتزال تداعياتها تتواصل داخل البلاد وخارجها, خاصة علي المستوي الاقليمي.

وقالت الزعبي ان ثورة الشباب في مصر أعادت من جديد الاعتبار للشعب كقوة استراتيجية ناسفة لأنظمة الاستبداد والقمع.