يتأهب الرئيس الأمريكى الحالي باراك أوباما، للتخلي عن الحقيبة النووية التي ظل يحملها لمدة ثمانية أعوام، بهدف تسليمها إلى خليفته في البيت الأبيض سواء المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أو الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتحمل هذه الحقيبة في داخلها شفرات لنهاية العالم، يمتكلها رجل البيت الأبيض، يستطيع من خلال ضغطة زر كتبت السطر الأخير من تاريخ البشرية وتحويل العالم إلى كتلة لهب نووية تحرق الأخضر واليابس.
وفى ظل المخاوف التي بدأت تسيطر على حديث ساسة العالم من احتمالية نشوب حرب نووية في عهد الرئيس الأمريكى الجديد، تستعرض "فيتو" خلال التقرير التالي، تفاصيل حقيبة الدمار الشامل التي يحملها رؤساء أمريكا.
1- مخزن أسرار النووي
الحقيبة الجلدية السوداء التي تتبع الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين كظلهم أينما ذهبوا، لغز يتساءل عنه الكثيرون، وتمثل حاليا ظل الرئيس باراك أوباما، والتي يصطحبها في جميع تحركاته الداخلية والخارجية، ما هي إلا مخزن للأسرار النووية التي تسمح للرئيس باتخاذ قرار بتوجيه ضربة نووية خلال تواجده بأي بقعة على وجه الأرض.
تحمل الحقيبة مسمى آخر وهو "كرة القدم النووية"، وتحتوي على أدوات سريّة تعطي لرجل البيت الأبيض الحق، في إمكانية التعامل مع أي تهديد محتمل للأمن القومي الأمريكى، وتمنحه رخصة توجيه ضربة نووية خلال دقائق، حتى لو كان الرئيس بعيدًا عن مراكز القيادة الثابتة ومن بينها غرفة عمليات البيت الأبيض.2- الحقيبة الغامضة
وتقول صحيفة "بيزنس أنسايدر" الأمريكية، إن الحقيبة الغامضة يشار إليها بـ "حقيبة الطوارئ الرئاسية"، وعادة ما يكلف بحملها أحد كبار المساعدين العسكريين الخمسة للرئيس، وتكون بالمتناول بشكل دائم تحسبًا لأي طارئ.
ويقول المدير السابق للمكتب العسكري في البيت الأبيض بيل جولي، إن هذه الحقيبة لا تحتوي على الزر الأحمر لإطلاق الصواريخ النووية، بل تضم أربعة عناصر رئيسية للتعامل مع حالات الطوارئ.
3- الحبر الأحمر والأسود
وتتضمن أيضا خيارات توجيه ضربة نووية انتقامية، محفوظة في 75 صفحة مطبوعة بالحبر الأحمر والأسود، وكتاب آخر يضم قائمة بالمواقع السريّة التي يمكن أن يلجأ إليها الرئيس الأمريكى في حالات الخطر، بالإضافة إلى مجلد "مانيلا" الذي يحتوي على 10 صفحات من إرشادات تشغيل نظام بث الطوارئ، وبطاقة الرقم القياسي مع رموز المصادقة.
وبحسب الصحيفة، يبرز هوائي صغير من الحقيبة، يوحي بوجود معدات اتصال وأجهزة أكثر تعقيدًا بداخلها، ويخضع الضباط المكلفون بحمل الحقيبة السوداء لتدريبات تؤهلم لمساعدة الرئيس على إدارة أي هجوم نووي خلال دقائق قليلة.
4- دروب كيك
وحول الحقيبة اللغز قال وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت ماكنمار إن تسمية "كرة القدم النووية" جاءت من مفهوم "دروب كيك"، وهو الاسم الحركي الذي يطلق على خطة "الحرب النووية السرية"، ويحتاج الشروع في هذه الخطة ركل إحدى هذه الكرات وفق هذا المفهوم.
وأينما ذهب الرئيس الأمريكي يجب أن تتبعه هذه الحقيبة، سواء كان ذلك في الطائرة الرئاسية أو الطائرات المروحية أو السيارات التي يتنقل فيها أو حتى داخل المصاعد، وفي إحدى المرات شوهد مساعدو الرئيس الأسبق بيل كلنتون وهم يهرولون خلفه حول مجمع البيت الأبيض حاملين الحقيبة أثناء ممارسته للتمارين الرياضية.
5- خطة الحرب
الجدير بالذكر أن مفهوم "حقيبة الطوارئ" الرئاسية ظهر للمرة الأولى في عهد الرئيس جون كينيدي، إبان أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وذلك بعد أن رأى ضباط الأمن القومي أن من الضروري أن يتمتع الرئيس بإمكانية الوصول غير المحدود إلى خطة الحرب النووية.
وأوضح قال بيت ميتزيجر، العقيد السابق في البحرية الأمريكية، وقام بحمل هذه الحقيبة السوداء للرئيس الأسبق، رونالد ريجن: "كنت على قدر عال من التركيز خلال تلك الفترة، حيث إن الوقت قصير للغاية بين التحذير والتنفيذ ولا بد من الاستعداد في أي وقت وفي أي لحظة، ولهذا كان علينا أن نبقى على مسافة قريبة جدا من الرئيس".
وقال كينجستون رييف، الخبير بشئون الأسلحة: "تتحكم تلك الحقيبة بقوة غير معهودة حيث إن أمريكا لديها 900 رأس نووي، القوة التدميرية لكل منها تفوق القنبلة التي ألقيت على هيروشيما بنحو 20 مرة"