داهمت أمس, الشرطة السرية السورية, منازل قرب العاصمة دمشق خلال الليل, وذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه المعارضة الشعبية للرئيس بشار الاسد, في عقب هجمات ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية.
وقتلت قوات الأمن ومسلحون موالون للأسد,112 شخصا علي الأقل في اليومين الماضيين, عندما اطلقوا النار علي محتجين يطالبون بالحريات السياسية, وإنهاء الفساد الجمعة الماضي, وخلال تشييع جنازات الضحايا بعد ذلك بيوم.
وقالت منظمات حقوقية سورية, إن السلطات أقدمت أمس, علي اعتقال الناشط الحقوقي المعروف دانيال سعود رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سوريا, بشكل تعسفي. وأضافت المنظمات, وبينها المنظمة الوطنية لحقوق الانسان, أن سعود مازال قيد الاعتقال,مشيرة إلي أن سعود من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا. وهو من سكان مدينة بانياس ومعتقل سياسي سابق( حزب العمل الشيوعي), لأكثر من11 سنة.
في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء السوري عادل سفر, أن حزمة من التشريعات المهمة سيتم اقرارها في الايام المقبلة, في إطار الاصلاح السياسي في البلاد.
وقالت وكالة الانباء السورية( سانا) أمس, إن إعلان سفر جاء خلال استقباله السفير التركي لدي دمشق عمر اونهون, مشيرة إلي أن سفر, عرض للسفير التركي طبيعة ودوافع الاحداث وحملات التحريض والمؤامرة التي تتعرض لها سوريا. واشار رئيس الوزراء السوري, إلي أهمية المراسيم التي صدرت في مجال الاصلاح السياسي, والتي تمثلت برفع حالة الطواريء والسماح بحق التظاهر السلمي, وإلغاء محكمة أمن الدولة العليا, مؤكدا أنها تشكل جزءا من حزمة تشريعات هامة سيتم اقرارها في الايام المقبلة, علي صعيد قانون الاحزاب والاعلام والادارة المحلية.
ورحب سفر, بالخبرة التركية في مجال تعزيز عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والتطوير الاداري, لافتا إلي أهمية الاستفادة من التجربة التركية, في وضع آلية ملائمة لترجمة نتائج عملية الاصلاح, علي أرض الواقع بالسرعة الممكنة.
فيما ذكرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية أمس, أن تصاعد أحداث العنف ضد المتظاهرين في سوريا, يضع الرئيس الامريكي باراك أوباما, في موضع دبلوماسي صعب.
ونقلت الصحيفة, عن سياسيين قولهم إن الولايات المتحدة وبالتحديد أوباما, تعاملا مع الرئيس السوري بشار الاسد, كما لو أنه مصلح حقيقي, ولكنه كان في الواقع يسير علي خطي والده كسلطوي مستبد, علي استعداد لمهاجمة شعبه إذا طالب بحريات سياسية.وذكرت الصحيفة, أن مظاهرات أمس, اسفرت عن مقتل ما لا يقل عن75 شخصا, من قبل القوات السورية لترتفع حصيلة القتلي إلي أكثر من200 شخص, منذ بداية الاحتجاجات.
وفي السياق ذاته, أكد محللون أتراك أن وضع الرئيس السوري بشار الأسد, بات صعبا وغامضا, وأنه من الصعب الآن التنبؤ بما سينتهي إليه مصيره, بعد أن استحالت الأوضاع إلي حجيم, يلتهم المواطنين الأبرياء.
وقال المحللون إن الشعب السوري يتظاهر منذ يوم الجمعة الماضي, لعدم اقتناعه بوعود الاصلاحات المعلنة من قبل الرئيس السوري بشار الأسد, مما أدي الي مقتل أكثر من200 شخص, وإصابة العشرات بجروح مختلفة علي أيدي قوات الامن السورية. واعتبر المحللون أن سوريا, شهدت أجواء ربيع مع وصول بشار الأسد إلي الحكم, لكن ظهرت بعد ذلك الدولة الخفية, والجنرالات من بقايا عهد والده الرئيس الراحل حافظ الأسد, وهو ما أعاق حملة الإصلاحات التي وعد بها بشار الأسد, منذ تسلمه السلطة.
وفي الإطار نفسه, حذرت الحكومة الاسترالية أمس, مواطنيها من التوجه إلي سوريا, كما طالبت رعاياها الموجودين هناك بمغادرة البلاد.
ونقلت هيئة الاذاعة الاسترالية عن كيفين رد, وزير الشئون الخارجية والتجارة قوله إن الوضع في سوريا, يتدهور بشكل كبير, وهناك خطر كبير بسبب المظاهرات والعنف الدائر هناك.
وأضاف وزير الخارجية أن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين, أمر غير مقبول ويجب وقفه فورا. كما نصحت وزارة الخارجية البريطانية أمس, رعاياها في سوريا بمغادرة البلاد بعد أسابيع من الإضطرابات. وقال وزير الخارجية وليام هيج, لقد توافرت معلومات حول مدي العنف الذي وقع الجمعة الماضية, علي الرغم من محاولة السلطات السورية لإخفاء هذه المعلومات عن العالم.
وأشار البيان الصادر من الخارجية البريطانية, إلي نصيحتها للرعايا الموجودين في سوريا, بسرعة مغادرة البلاد علي الرحلات التجارية خوفا من أن تزداد الأوضاع سوءا, إلا حال دعت الضرورة للإستمرار في الوجود في البلاد.