المشير أحمد بدوي، أحد أبطال القوات المسلحة، الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور خلال فترة خدمته في القوات المسلحة، وخاصة فترة صموده أثناء الثغرة، ضاربًا أروع أمثلة القائد الذي يشد من أزر جنوده.

“صورة” اليوم لقطة نادرة اجتمع فيها 3 ممن مروا على منصب رئاسة مصر في جنازة المشير أحمد بدوي، وهم من اليسار إلى اليمين الرئيس الراحل محمد نجيب، ويظهر إلى يساره المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع فيما بعد، وكان وقتها في رتبة فريق، والرئيس السابق محمد حسني مبارك، إضافة إلى ابن الفريق أحمد بدوي، وأخيرا الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

ولد المشير أحمد بدوي، في 3 أبريل 1927 بالإسكندرية، تخرج في الكلية الحربية عام 1948، وشارك في حرب فلسطين، حيث عين بعدها مدرسا في الكلية الحربية، ثم أصبح مساعدا لكبير معلمي الكلية عام 1958، وعقب هزيمة 1967 أحيل إلى المعاش ليلتحق بكلية التجارة جامعة عين شمس، ويحصل على درجة البكالوريوس.

وفي مايو 1971 أصدر الرئيس السادات قرارا بعودته إلى صفوف القوات المسلحة، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972، وحصل على درجة الزمالة عام 1972، ثم تولى منصب قيادة فرقة مشاة ميكانيكية.

وخلال حرب أكتوبر المجيدة استطاع مع فرقته عبور قناة السويس إلى أرض سيناء، من موقع جنوب السويس، ضمن فرق الجيش الثالث الميداني، وتمكن من صد هجوم إسرائيلي، استهدف مدينة السويس.

وعندما وقعت الثغرة اندفع بقواته إلى عمق سيناء لخلخلة جيش العدو، واكتسب أرضا جديدة من بينها مواقع قيادة العدو، في منطقة عيون موسى جنوب سيناء، وحين حاصرته القوات الإسرائيلية استطاع الصمود مع رجاله، شرق القناة فى مواجهة السويس، وهي البطولة التي منحته ترقية إلى رتبة اللواء، وتم تعيينه قائدا للجيش الثالث الميداني، وسط ساحة القتال نفسها، وفي 20 فبراير 1974 وبعد عودته بقواته، كرمه الرئيس السادات في مجلس الشعب ومنحه نجمة الشرف العسكرية.

وفي 2 مارس سنة 1981، لقي الفريق أحمد بدوي، هو و13 من كبار قادة القوات المسلحة مصرعهم، عندما سقطت بهم طائرة عمودية، في منطقة سيوة، بالمنطقة العسكرية الغربية بمطروح، وأصدر الرئيس أنور السادات قرارا بترقية الفريق بدوي إلى رتبة المشير وترقية رفاقه الذين قضوا معه إلى الرتب الأعلى، واعتبارهم شهداء الوطن.

شيعت جنازة المشير أحمد بدوي، وزملائه، يوم الثلاثاء 3 مارس سنة 1981، من مقر وزارة الدفاع، في جنازة عسكرية يتقدمها الرئيس محمد أنور السادات.