في الوقت الذي تتصاعد فيه وتيرة الاحتجاجات في كافة المدن السورية ضد الرئيس السوري
بشار الأسد ونظام حكمه، قالت جريدة ''الجارديان'' البريطانية إنه برغم سيطرة التساؤل بشأن إمكانية سقوط نظام بشار الأسد بالقوة، على يد السوريين، مثلما حدث مع نظيريه الرئيسين السابقين زين العابدين بن علي و
حسني مبارك، فإن الغرب لا يرغب في رحيل الأسد.
وأشار ت الجريدة في مقال للكاتب سايمون تاسدال نُشر يوم السبت تحت عنوان ''بيع القضية السورية''، إلى أن ''السؤال الكبير بالنسبة للسوريين، بعد أن أصبحت الاضطرابات في انحاء البلاد موجهة ضد نظام حزب البعث، فحسب، بل أيضا ضد رئيس البلاد الذي تتسم سياساته بالتخبط، هو ما إذا كان سيتم إجبار الرئيس بشار الأسد على ترك منصبه مثلما حدث لنظيريه في مصر وتونس''.
وقال الكاتب إنه ''صحيح أن الولايات المتحدة وحلفاءها - بينهم بريطانيا بالطبع - عبرت عن قلقها البالغ جراء العنف لاذي تعاملت به قوات الأمن اليسورية مع المتظاهرين والذي أوقع مايزيد عن 200 قتيلاً، حيث حثت الخارجية البريطانية حثت الرئيس بشار الأسد مراراً على عدم قمع المتظاهرين سلمياً، والبدء في إصلاحات ديمقراطية، وتبنيت الإدارة الأمريكية نفس النهج''.
وأضاف الكاتب '' أنه على عكس ما كان الحال في مصر، حيث طالبت الولايات المتحدة وبريطانيا، بعد تردد.. حسني مبارك بالتنحي، وعلى عكس ليبيا حيث تدخلت الدولتان عسكريا لمساعدة المعارضة الليبية، لم تأخذ واشنطن، أو لندن خطوات ملموسة لدعم المتظاهرين في سوريا، أو معاقبة النظام.. فلا عقوبات، ولا تجميد أصول، ولا حظر، أول وقل للمساعدات أو قطع لعلاقات دبلوماسية، وبالتأكيد لافرض لمنطقة حظر جوي.
ويعتقد الكاتب في مقاله أن أمر سوريا بالنسبة لدول الغرب ودول اقليمية: '' فالسؤال الاهم.. يتعلق بمصلحتها الخاصة بدرجة أكبر، ألا وهو: هل سقوط الأسد أمر مرغوب فيه؟ الإجابة التي لايفصح عنها هي ''لا'' في الغالب''.
ويرى الكاتب أنه الحروب الأهلية هي الأكثر احتمالاً في البلدان العربية، باستثناء مصر وتونس والمغرب جراء الثورات التي اندلعت في المنطقة، فيقول ''بعبارة أخرى، في البلدان العربية باستثناء مصر وتونس والمغرب، فإن الحروب الأهلية هي النتيجة الاكثر احتمالية، جراء تصاعد أعمال العنف، أكثر من تحقيق الديمقراطية، فالخطورة في سوريا تكمن في تعدد الأعراق والديانات والمؤسسات الهشة.
ويعتقد الكاتب أنه ''ليس كل شخص يؤيد بيع القضية السورية، فهناك بعض الأصوات المؤثرة في الاحتجاجات. يقول مدير المشرق العربي في وزارة الدفاع في إدارة الرئيس بوش الابن ديفيد شينكر، إن الخوف مما قد يأتي لا يجب أن يمنع الولايات المتحدة من دفع الأسد للرحيل، فلا يمكن أن يكون هناك اسوء منه (الأسد)''.