كشف مصادر مسئولة بالهيئة العامة للبترول أن محطة معالجة الغاز فى حقول مليحة بالصحراء الغربية، التابعة لشركة عجيبة للبترول، توقفت للمرة الثانية، عقب إعادة تشغيلها فى 23 أغسطس الماضى، الأمر الذى يتسبب فى حرق كميات تقدر بالملايين قدم مكعب من الغاز يومياً، نظراً لتعطل المحطة فى مرحلة التشغيل التجريبى، رغم حاجة مصر الماسة للغاز، فى ظل الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد، وتكبد الموازنة العامة للدولة مليارات الدولارات سنوياً لاستيراد الغاز.
 
وكان "اليوم السابع" قد انفرد، فى 20 أغسطس الماضى، بالكشف عن إهدار شركة «عجيبة للبترول» 87 مليون قدم غاز يومياً، نتيجة تعطل محطة المعالجة بعد أسبوع من التشغيل التجريبى، وتجاهل إصلاحه لمدة 5 أشهر.
 
وأشارت مصادر لـ"اليوم السابع" إلى أن المحطة توقفت للمرة الثانية منذ 20 يوماً بسبب تعطل ضواغط الدخول، ما أدى إلى انخفاض إنتاج الشركة، واستمرار إهدار وحرق الغاز المنتج من الآبار لعدم إغلاقها، ولكن بكميات أقل من المرة الأولى، مشيرة إلى أن هذه الكميات تقدر بـ32 مليون قدم مكعب من الغاز.
 
وأضافت المصادر، أن تقليل إهدار وحرق الغاز جاء بعد ما نشرته "اليوم السابع" حول إغلاق الشركة لبعض الآبار وترك بعضها لكى يحدث توازن بين سعة المحطة التى تقدر بـ24 مليون قدم مكعب من يومياً والكميات التى  تنتجها الآبار وتخطت الـ70 مليون قدم فى بداية التجارب، وفقاً لتقارير الإنتاج التى اطلعت اليوم السابع عليها.
 
وأوضحت المصادر، أن الشركة قامت بإنشاء محطة بسعة 24 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، وهى أقل بكثير من إنتاج الآبار الحقيقية، ثم بادرت بإنشاء محطة أخرى بسعة 100 مليون قدم مكعب يومياً من خلال شركة إنبى،  موضحة أن وزارة البترول تجاهلت فتح تحقيق فى الكارثة خلال المرتين الأولى والثانية، والتى تستدعى إقالة رئيس الشركة، على حد قول المصادر.
 
وبالتواصل مع شركة عجيبة، التى يرأسها المهندس أسامة البقلى، رداً على المعلومات التى حصلت اليوم السابع عليها، اعترفت الشركة بالفعل بتعطل المحطة، بسبب وجود عطل فى ضواغط الدخول، مؤكدة أنه جارى إصلاحه، ولكن لم توضح الشركة مصير الغاز المنتج من الآبار،  ومصير الآبار التى تعرضت لمشاكل ومخاطر جراء تعطل المحطة فى المرة الأولى.
 
وجاء نص رد الشركة كالتالى، "تعمل محطة معالجة الغاز المصاحب للزيت الآن من خلال فاصل الزيت عن الغاز لفصل 3200 برميل زيت خام يومياً، وحوالى 2100 برميل مياه مصاحبة يومياً، و21 مليون قدم مكعب من الغاز للشحن، والمتوقف حالياً لعطل ضواغط الدخول وجارى أعمال الصيانة للإصلاح، حيث لا يمكن كلما توقف الضاغط أن يتم إيقاف المحطة كلياً "وقف الآبار"، حيث سيؤدى ذلك لتوقف إنتاج الزيت بقيمة 3200 برميل خام يومياً، علماً بوجود مخاطرة حال إعادة تشغيل الآبار لاسترجاعها على الإنتاج، وهو ما حدث سابقاً لبئرين، بعد الإغلاق لارتفاع نسبة المياه المصاحبة، بالإضافة لإعادة تشغيل جميع أجزاء المحطة مرة أخرى حال توقف الآبار.
 
 وكانت شركة عجيبة قد أكدت، فى خطاب توضيحى سابق لـ"اليوم السابع"، أنه تم وضع المحطة على الإنتاج بعد الانتهاء من إصلاح الضاغط الأول والثانى فى 31 أغسطس الماضى، حسبما ذكرت الشركة فى خطاب توضيحى سابق لـ"اليوم السابع"، اعترفت فيه بتعطل المحطة وحرق الغاز منذ مارس الماضى.
 
وأوضحت الشركة أنه تم إسناد شركة إيتالفلويد بتوريد محطة المعالجة فى يونيو2014، حيث انتهت الإنشاءات فى نهاية مارس 2016، وبدأت مراحل اختبارات القبول الفنى المبدئى.
 
وأشارت الشركة إلى أنه فى مراحل الإنتاج الفنى تمت مواجهة بعض المشاكل الفنية بضواغط المحطة لوجود مستوى عالٍ من الاهتزازات، علماً بأن هذه الضواغط تم توريدها بواسطة إحدى الشركات العالمية، التى تعمل فى تصنيع وتوريد ضواغط الغاز وهى شركة جنرال إلكتريك، كمقاول باطن من خلال شركة ايتافلويد، حيث تم عمل تعديلات لخفض مستوى الاهتزازات والتى لم تؤد للنتائج المطلوبة.
 
وأضافت الشركة، "تم استدعاء فريق عمل من شركة الضواغط، من المركز الرئيسى بالولايات المتحدة الأمريكية، وتم عمل قياسات تفصيلية للاهتزازات، كما تم استخدام شركات دولية أخرى من ألمانيا وإيطاليا والخبراء المصريين لمراجعة التعديلات المطلوبة.
 
وذكرت الشركة، أنها أسندت لشركة إنبى فى شهر ديسمبر الماضى أعمال الدراسات الهندسية المبدئية والتى تجرى حاليا لإنشاء محطة جديدة لمعالجة الغازات بسعة 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا، وكذلك أعمال التوسعات المطلوبة بشبكة نقل الغازات الرئيسية بالصحراء والتى تتيح أقصى استفادة من احتياطات الشركة من الزيت والغاز.