الحكومة المصرية حريصة على تسوية أي ملفات عالقة للمستثمرين الكويتيين في مصر ومستمرون في بذل كل الجهود من أجل تسوية القضايا كافة بما يحافظ على حقوق الطرفين
حريصون على استقلال قرارنا حتى لا يتصور أحد أنه يستطيع أن يفرض علينا أجندة أو تصوراً معيناً لشكل المنطقة في المستقبل
غياب الأمن أيضاً أثر على حركة السياحة وكذلك انتشار الإرهاب في سيناء ودخلنا في ظواهر متعددة من أهمها ما يطلق عليه ظاهرة «الذئاب المنفردة»
حريصون على زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر واجتذاب المزيد من المستثمرين
يجب التعامل مع مختلف التحديات باستعادة حركة السياحة والتقليل من حجم الاستيراد خاصة الاستهلاكي وزيادة الصادرات المصرية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتسوية الملفات العالقة للمستثمرين
 الرئيس قال «السلام الدافئ» على أن تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس وأن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم العادلة والمشروعة
 أشعر بالغضب والأسى أن يقع أولادنا بفخ التنظيمات الإرهابية ويتصرفوا بقناعات خاطئة هدفها ضرب الأمن والأمان والسلام في بلادنا وعلاقاتنا بالدول الأخرى
يجب دعم الاحتياطي النقدي حتى نستطيع الشروع في عملية الإصلاح التي تنطوي على كثير من الصعاب والمعاناة والمشقة للشعب المصري خاصة الفئات الأقل دخلاً
مصر وصلت في عام 2010 إلى 14 مليون سائح وبلغ دخلنا من السياحة وقتها أكثر من 11 مليار دولار
تراجع معدلات السياحة أثر بشكل كبير على الاحتياطي النقدي وما يدخل الدولة والاقتصاد المصري من عملات صعبة
الاقتصاد المصري به من المقومات التي تساعده على النمو والحركة بشكل متسارع
حريصون على مساعدة أشقائنا في إثيوبيا لتحقيق التنمية المنشودة وفي نفس الوقت مهتمون بتأمين حقوقنا المائية فالنيل بالنسبة لنا قضية وجود
العلاقات المصرية ـ التركية «على حالها» وهم سمحوا لأنفسهم بالتعليق على ما يحدث في مصر بكثير من التصريحات التي لا محل لها والتجاوز والتدخل في شؤوننا
مصر لا تدعم المعارضة الإثيوبية ولا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة وأرجو ألا يزج بنا في هذه القضايا فهذا ليس من سياستنا
أكد السفير المصري لدى البلاد ياسر عاطف أن مصر تحاول تعظيم قدراتها العسكرية من أجل حماية أمنها القومي وأمن المنطقة العربية كلها، مشددا على أن التنسيق والتفاهم المصري - الخليجي على أعلى مستوى حاليا.
وقال السفير ياسر عاطف في لقاء مع «الأنباء» تناول مختلف القضايا على الساحتين الاقليمية والدولية وخاصة مكافحة الإرهاب وملف التنمية والأوضاع في مصر والعلاقات مع دول الخليج: «نحن حريصون على استقلال قرارنا حتى لا يتصور احد انه يستطيع ان يفرض علينا أجندة او تصورا معينا لشكل المنطقة في المستقبل».
كما شدد على حرص الحكومة المصرية على تسوية أي ملفات عالقة للمستثمرين الكويتيين في مصر واستمرارها في بذل كل الجهود من اجل تسوية كافة القضايا بما يحافظ على حقوق الطرفين.
وأكد أن محور تنمية قناة السويس مشروع ضخم وجميع الفرص الاستثمارية به مطروحة أمام المستثمرين الكويتيين، مشيرا إلى أنهم موجودون بالفعل في مصر والحكومة حريصة على زيادة استثماراتهم هناك وعلى اجتذاب المزيد منهم.
ونفى السفير المصري أن يكون لبلاده أي دور أو دعم للمعارضة الاثيوبية، مؤكدا أن «مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة وأرجو الا يزج بنا في هذه القضايا فهذا ليس من سياسة مصر».
وبالنسبة للأضرار المتوقعة على مصر جراء بناء سد النهضة، قال عاطف «وقعنا اتفاقيات مع شركات وبيوت خبرة عالمية لكي نحدد حجم ما سيترتب على سد النهضة من آثار وستوافينا في مدة زمنية معينة بدراسات مدققة عن الآثار والأضرار المائية والاقتصادية والبيئية التي تقع على مصر والسودان جراء بناء هذا السد».
وعن العلاقات المصرية ـ التركية وصفها السفير عاطف بأنها «على حالها كما هي»، مشددا على ان الرئيس التركي والمسؤولين الأتراك «سمحوا لأنفسهم بالتعليق على ما يحدث في مصر بكثير من التصريحات التي كانت لا محل لها والتجاوز والتدخل في شؤوننا بشكل يتجاوز أي شكل من أشكال العلاقات بين دولتين كل منهما له سيادته وكيانه، ولافتا في الوقت ذاته إلى أنه كان هناك كلام مشجع الا اننا لم نر أفعالا على الأرض من الجانب التركي مؤخرا.
وعلى صعيد مواجهة الإرهاب قدم السفير خالص تعازيه لأسر شهداء سيناء من الجيش والشرطة وقال «اننا اليوم في مسرح اقليمي مفتوح لنفاذ التنظيمات والأفراد والأسلحة والعمليات الإرهابية، ومستهدفون من تلك الجماعات التي تلعب دورا ضارا وتخريبيا بمصالحنا في المنطقة ومصر تتعامل معها بكل قوة وحزم.
وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
أجرى الحوار:أسامة أبو السعود
نبدأ معكم من العلاقات المصرية ـ الخليجية وفي القلب منها العلاقات المصرية ـ الكويتية، كيف تقيمونها؟
&<645; العلاقات المصرية ـ الخليجية علاقات وثيقة، والسنوات الأخيرة اثبتت مدى قوة هذه العلاقات ومتانتها في كم الدعم والتواصل على أعلى المستويات السياسية والاقتصادية والاستثمارية بين مصر ودول الخليج بشكل عام وتحديدا السعودية والإمارات والكويت والدور الذي لعبته الدول الثلاث كان ومازال مقدرا جدا من جانب مصر.
وثانيا: العلاقات الوثيقة دائما يكون فيها تعاون في كثير من القضايا، وهناك تعاون عميق وتفاهم نرصده في معظم - ان لم يكن في كل القضايا بين مصر ودول الخليج.
وهناك بعض القضايا التي يكون فيها اختلاف في وجهات النظر، وهذا طبيعي في ظل علاقة تغطي كثيرا من القضايا الإقليمية والدولية شديدة التشابك مع المصالح، وفي النهاية فإن كل دولة تحكمها رؤيتها لتحقيق مصالحها وربما في هذه النقطة يكون هناك نوع من التباين.
فعادة الدول تنظر الى القضايا بما يحقق مصالحها، وايضا رؤيتها لترتيب الأوضاع الإقليمية، وهذا ايضا يمكن ان يجعل هناك بعض الاختلاف في الرؤى.
ولكن بشكل عام فإن التنسيق والتفاهم المصري ـ الخليجي على أعلى مستوى.
ولكن البعض تحدث عن فجوة في العلاقات المصرية ـ السعودية بعد تصويت مصر على مشروعي القرارين الروسي والفرنسي حول سورية بمجلس الأمن، كيف تنظرون لذلك؟
&<645; من الجيد انك اثرت هذا السؤال لأن هناك عدم موضوعية في تناول هذا الأمر، فالتحليلات السائدة في مواقع التواصل أو المقالات الصحافية التي تناولت هذا الأمر افتقدت الموضوعية والدقة.
فمن يراجع نص المشروعين الفرنسي - الإسباني، والمشروع الروسي يجد فيهما تشابها في النصوص من حيث الدعوة الى حفظ السلام ووقف الأعمال القتالية وحماية المدنيين، ومصر دأبت دائما في مجلس الأمن أو في الأمم المتحدة بشكل عام على التصويت مع القرارات التي تحقق السلم والأمن وحماية المدنيين.
ولذلك كان من الطبيعي ان يكون موقف مصر مع القرارين، لأنهما يدعوان في فقراتهما العاملة الى هذا الأمر.
ومن المنطقي جدا ان تصوت مصر على المشروعين وان كان المشروع الفرنسي اكثر اتساعا في تلك الخطوات، ولكن في النهاية فإن القرارين في صياغتهما هناك ما يدعو الى تحقيق السلم والأمن وحماية الشعب السوري وهذا هو الهدف الأساسي.
وما يهمنا في مصر بالأساس هو حماية المدنيين العزل من أبناء الشعب السوري الشقيق الذين يتعرضون يوميا للقصف وفي نفس الوقت لا تصل اليهم المساعدات الانسانية.
وفي التسعينيات تقدمت مصر باقتراح في مجلس الأمن بأنه ليس من حق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ان تستخدم حق النقض «الفيتو» في مشروعات القرارات التي تدعو الى تحقيق الأمن والسلم ووقف الاقتتال.
ولكن روسيا مثلا استخدمت هذا الحق 5 مرات ضد أي قرار ضد نظام بشار الأسد على مدى السنوات الماضية؟
&<645; كما ذكرت سابقا ان كل دولة تعمل بما يتوافق مع مصالحها، وما دفعنا للتصويت على القرارين ان كل قرار يحتوي على نصوص لحفظ الأمن وحقن الدماء وتحقيق السلام في سورية.
اذن تؤكدون انه لا يوجد أي خلاف مصري ـ سعودي في الملف السوري تحديدا؟
&<645; بالطبع، لا يوجد أي خلاف مصري ـ سعودي، ولكن هناك تباينا في الرؤى في الملف السوري ونحن نتفق على الهدف وهو الحفاظ على الشعب السوري والدولة السورية وفي نفس الوقت وقف نزيف الدم والأنهار التي تراق يوميا في سورية.
لكن كيفية الوصول الى هذا الهدف ربما هي التي تشهد تباينا في الرؤى بيننا.
هل يمكن ان تتقدم مصر باعتبارها عضوا حاليا في مجلس الأمن بمشروع قرار عن الدول العربية يضمن وقف انهار الدم في سورية حاليا؟
&<645; مصر كدولة نامية عربية افريقية تمثل هذه الدوائر جميعا في مجلس الامن يمكن أن تطرح هذا الموضوع في حال وجود توافق عربي على مثل هذا القرار.
البعض ربط توقف شركة أرامكو السعودية عن تزويد مصر بالمواد البترولية المتفق عليها، بوجود هذا التباين في المواقف حول الملف السوري حاليا، بم تردون على ذلك؟
&<645; لا يوجد أي ربط بين ذلك، فالموضوع تجاري وفني وهو اتفاق مصري ـ سعودي لتزويد مصر شهريا بـ 700 ألف برميل من المنتجات البترولية المختلفة «بنزين - غاز - سولار..»، وهذا الاتفاق لمدة 5 سنوات بقيمة تزيد على 23 مليار دولار.
أوجاع الاقتصاد
ننتقل الى أوضاع الاقتصاد المصري الذي يقلق جميع المصريين في الداخل والخارج، ما رسالة الطمأنة من سيادتكم فيما يخص الاقتصاد المصري؟
&<645; الاقتصاد المصري بالتأكيد خلال السنوات الخمس الماضية يحتاج الى القدرة على الاستقرار وهذا يخص أي اقتصاد في العالم، وظروف مصر خلال السنوات الخمس الماضية كانت صعبة جدا ولم تشهد استقرارا، فبعد الثورة كان هناك نظام انتقالي وهو المجلس العسكري وجرت انتخابات البرلمان وبعدها الانتخابات الرئاسية فأصبح هناك نظام متكامل في البرلمان والرئاسة ولكنها كانت سنة صعبة جدا وجميعنا يعرف وضعها، وفي الآخر قرر الشعب لفظ هذا النظام.
ومن ثم جاء نظام جديد وايضا انتقالي الى ان جاء الرئيس عبدالفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة 2014 وتعد هذه أول فترة بدأ يعود فيها الاستقرار الى الحياة السياسية والحياة العامة في مصر عموما.
وفي ذات الوقت بدأ هذا الاستقرار السياسي يضفي ملامح الاستقرار على الوضع الاقتصادي.
وتقديري الشخصي وايضا آراء الكثير من الخبراء والمحللين الاقتصاديين ان وضع الاقتصاد العالمي لم يتعاف منذ أزمة 2008 ـ 2009 ولم يستعد الاقتصاد العالمي عافيته على الإطلاق.
وكل التقارير الدولية تشير الى ذلك، فمعدلات نمو التجارة بين دول العالم كلها تشهد معدلات ضعيفة جدا، وفي نفس الوقت فإن الاقتصادات الكبرى التي تعتبر قاطرات نمو الاقتصاد في العالم ومنها الاقتصاد الصيني تشهد تراجعا في معدلات النمو التي اعتادت عليها.
ونفس الامر بالنسبة للدول الناشئة التي كانت تلعب دورا - الى حد ما - في تحفيز الطلب العالمي مثل البرازيل وغيرها، وكذلك دول الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة تشهد نوعا من الركود حيث لا تزيد معدلات النمو بها عن 1%.
فكل هذا التراجع في معدلات النمو لقاطرات الاقتصاد العالمي اثر على الاقتصاد وحركة التجارة العالمية وهو ما اثر علينا في مصر ايضا بشكل كبير اضافة الى غياب الاستقرار السياسي طوال الفترة السابقة.
اضافة الى ان غياب الأمن ايضا اثر على حركة السياحة وكذلك انتشار الارهاب في سيناء ودخلنا في ظواهر متعددة من أهمها ما يطلق عليه ظاهرة «الذئاب المنفردة».
وهذه الذئاب المنفردة كما يطلق عليها الغرب هي التي تقوم بعمليات انتحارية وتفجيرات في دولنا ومنطقتنا وفي أوروبا كفرنسا وبلجيكا، فكل هذا اثر على حركة السياحة الى مصر.
فقطاع السياحة كان من اهم قطاعات التشغيل في مصر التي يعمل بها مواطن من كل 7 مواطنين يعملون في السياحة بشكل مباشر أو غير مباشر.
فمصر فقدت حوالي مليوني وظيفة كانت تعمل في قطاع السياحة بسبب تراجع معدلات السياحة سنويا حيث فقدنا العام الماضي وحده اكثر من 50% من معدلات السياحة القادمة الى مصر.
وقد وصل عدد السياح القادمين الى مصر في عام 2010 الى 14 مليون سائح وكان دخل مصر من السياحة وقتها اكثر من 11 مليار دولار، وبالتالي فإن تراجع معدلات السياحة اثر بشكل كبير على الاحتياطي النقدي وما يدخل الدولة والاقتصاد المصري من عملات صعبة.
وبالطبع السياحة تحرك الاقتصاد وذلك ببناء شركات ومصانع وفنادق وحركة استثمارات ضخمة تحرك الاقتصاد وتساهم في توظيف الشباب بشكل رئيسي.
ما روشتة تعافي الاقتصاد المصري من وجهة نظركم؟
&<645; الاقتصاد المصري به من المقومات التي تساعده على النمو والحركة بشكل متسارع، وأرى ضرورة ان يتعامل خلال الفترة المقبلة مع مختلف التحديات باستعادة حركة السياحة والتقليل من حجم الاستيراد خاصة الاستهلاكي وزيادة حركة الصادرات المصرية وجذب المزيد من الاستثمارات من الدول العربية الشقيقة او مختلف الدول الأجنبية مع تسوية جميع الملفات العالقة بالنسبة للمستثمرين.
وأيضا يجب دعم الاحتياطي النقدي حتى نستطيع ان نشرع في عملية الاصلاح التي تنطوي على كثير من الصعاب والمعاناة والمشقة للشعب المصري خاصة الفئات الأقل دخلا.
ولذلك فلدينا تحديات كبيرة نواجهها حاليا، وان شاء الله الشعب المصري قادر مع الرئيس السيسي على تجاوز تلك التحديات.
انخفاض تحويلات المصريين
كيف تنظرون لانخفاض معدلات تحويل المصريين في الخارج؟
&<645; حينما يتحرك الاقتصاد بشكل اكبر ويصبح هناك نوع من الاستقرار الاقتصادي الكامل، يشعر به المواطن المصري في الخارج سيحول امواله عن طريق البنوك والشركات الرسمية بدلا من الافراد لأنه سيكون لديه ثقة اكبر في حسن انتظام دولاب العمل في الاقتصاد المصري.
ولكن ما إجراءاتكم للتعامل مع هذه القضية خاصة من الناحيتين الأمنية والاقتصادية؟
&<645; نحن نتعامل مع القضية بشكل متكامل بما فيه البعد القانوني والأمني للذين يقومون بالتحويل خارج المصارف الرسمية، فنحن نتعقب مثل هذه الحالات ونضعها امام القانون.
تنسيق أمني
ماذا عن التنسيق الأمني والاستخباراتي المصري ـ الكويتي في هذا الإطار؟
&<645; التنسيق الأمني المصري ـ الكويتي على مستوى عال والتواصل مستمر بشكل يومي، ونحن نتعاون مع الجانب الكويتي في كافة القضايا التي يمكن ان تسبب اي نوع من الضرر بالنسبة لنا وآخرها الحادث الارهابي الذي وقع قبل ايام بالقبض على مواطن مصري يتبنى فكر داعش.
وبالطبع جميعنا ندين هذا الحادث وهذا يؤكد ما أشرت اليه سابقا عن «الذئاب المنفردة» والتي تنفذ أوامر من خارج الحدود، والحمد لله انه لم ينجح في مسعاه.
اين وصلت التحقيقات في هذه القضية؟
&<645; كل المعلومات مازالت في إطار التحقيقات الجارية معه وستكون هناك معلومات اكثر دقة عن تفاصيل القضية ستظهر في مرحلة لاحقة.
تنظيمات إرهابية
ولكن ما شعورك الشخصي كسفير لمصر في الكويت باتهام احد مواطني مصر بهذا العمل الارهابي؟
&<645; أكيد اشعر بالغضب والحزن والأسى ان يقع اولادنا في فخ التنظيمات الإرهابية وتشعر ايضا بان هذا الرجل يتصرف بقناعات خاطئة هدفها ضرب الأمن والأمان والسلام في بلادنا وعلاقاتنا بالدول الأخرى، خصوصا ان هناك من يأخذ تلك الأعمال الفردية الشاذة ويعمم عليها، وأكيد نحن حريصون على وضع تلك القضايا في سياقها الصحيح، ومن ناحية أخرى فان هذا يدعونا ايضا كأفراد ومجتمعات الى ان نكون متيقظين جدا لمثل هذه القضايا، وعلينا جميعا مسؤوليات متعددة بان نقي أبناءنا مثل هذه الأفكار.
الجالية المصرية
ننتقل الى قضية التعاون المصري ـ الكويتي على مختلف الاصعدة ومواقف الكويت مع مصر خلال السنوات الأخيرة تحديدا واحتضانها للجالية المصرية الكبيرة في الكويت.
&<645; الحمد لله التعاون قائم بين مصر والكويت على أعلى المستويات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، والاتصالات مستمرة واللقاءات متجددة دائما بين قيادتي البلدين.
هل هناك لقاءات قريبة بين قيادتي البلدين؟
&<645; ان شاء الله سيكون هناك لقاء قريبا، وايضا لدينا آليات متعددة للتواصل بين البلدين على رأسها اللجنة المشتركة والتي تنعقد سنويا بين مصر والكويت وآخر اجتماعاتها كان في شهر فبراير الماضي وكانت لجنة مثمرة جدا وتم خلالها الاتفاق على كثير من القضايا بين البلدين في شتى المجالات الاقتصادية والتعليمية والثقافية وغيرها.
وايضا الزيارات المتواصلة بين البلدين سواء على المستوى الحكومي او البرلماني.
وعلى مستوى رجال الاعمال هناك تواصل مستمر بين رجال الاعمال في البلدين وتعاون استثماري متواصل.وفي الجانب الاقتصادي سواء عن طريق المكتب الثقافي المصري في الكويت او المكتب الثقافي الكويتي في مصر وأنشطتهما المتعددة، وهناك تواصل كبير وزيارات متبادلة للمثقفين المصريين والعرب للكويت على مدار العام وخاصة مع احتفال الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية وكذلك زيارة الفنانين والمثقفين الكويتيين لمصر وكان آخرها حصول بطل فيلم «حبيب الأرض» على جائزة افضل ممثل في مهرجان الاسكندرية.
فهذا العمق الثقافي القوي هو أساس في هذه العلاقات المتميزة بين البلدين.
وماذا عن الجالية المصرية في الكويت؟
&<645; أسجل دائما شكري وتقديري للجالية المصرية في الكويت ودعمهم لبلدهم مثل مشاركتهم في مشروعات مثل بيت الوطن، وايضا حرصهم على قضاء إجازاتهم في مصر ايضا هو دعم قوي وتواصل مستمر مع بلدهم، وايضا يؤدون عملهم بشكل فيه إتقان ومحط إعجاب من الجانب الكويتي الشقيق.
واعتقد ان الجالية المصرية في الكويت والجاليات المصرية بشكل عام تلعب دورا إيجابيا في مد جسور التواصل مع شقيقاتنا من الدول العربية.
أزمة المدرسين
ننتقل لما دار خلال الأيام الماضية من أزمة خفض بدل السكن للمدرسين، وكيف تعاملتم مع هذا الأمر؟
&<645; كما ذكرت سابقا ان العلاقات بين مصر والكويت من القوة والعمق بحيث نستطيع تناول أي قضية ونتعامل معها بما يحافظ على المستوى المتميز من التعاون بين البلدين بما فيها قضية بدل ايجار السكن للمدرسين.
هل هناك انفراجة في هذا الإطار؟
&<645; سنجلس مع اشقائنا من الجانب الكويتي وسنبحث كيف يمكننا معالجة هذا الأمر وما يمكن ان نقدمه في هذا الصدد.
ايضا كانت هناك مشكلة تعرض لها عدد من المصريين المسافرين الى مصر بسياراتهم الخاصة وحجزهم داخل الموانئ بسبب مستحقات مالية على عدد من أندية السيارات ومنها النادي الكويتي، كيف تمت معالجة هذه القضية؟
&<645; نادي السيارات المصري عضو في الاتحاد العالمي لنوادي السيارات، وهناك مستحقات للنادي المصري لدى أندية نظيرة في الدول العربية وغيرها من الدول، وتم اتخاذ قرار من اجل سرعة تحصيل هذه الحقوق.
وهناك زيارة قادمة الى مصر من عدد من أندية السيارات في الدول العربية الشقيقة للقاء نظرائهم في نادي السيارات المصري لحل هذا الموضوع وتسوية هذه المستحقات.
وطبعا المواطن لم يكن يعرف ابعاد القضية وكان يجب ان تكون المعالجة لهذا الموضوع افضل، بحيث يقضي إجازته في هناء ولا يضيعها في الموانئ، وانا اتفق معكم فيما تم نشره بان المواطن ليس له ذنب في ذلك.
ننتقل الى زيارة الرئيس السيسي الى السودان وتطور العلاقات المصرية - الافريقية التي ظلت في حالة جفاء لسنوات، كيف تقيمون هذه العلاقات الآن؟
&<645; اولا الشعبان المصري والسوداني هما شعبا وادي النيل والتعاون تاريخي بينهما وبيننا علاقات وثيقة في كثير من المجالات التجارية والثقافية والاجتماعية، فهناك زيجات بالملايين او مئات الآلاف والجالية السودانية في مصر تعد اكبر جالية.
وبيننا ايضا تعاون ثلاثي مع اثيوبيا والسودان، ونحن كدول مصب حريصون على مساعدة اشقائنا في اثيوبيا كي يحققوا التنمية المنشودة لدولة أفريقية شقيقة ولكننا في نفس الوقت مهتمون بتأمين حقوقنا المائية لأن هذا مصدر المياه الرئيسي لمصر، ومياه النيل بالنسبة لنا قضية وجود.
وكما قال هيرودوت «مصر هبة النيل» وكل الناس تعي هذه الحقيقة، وكما ان الاثيوبيين مهتمون بتحقيق التنمية نحن ايضا مهتمون بان نحافظ على حقوقنا المائية التي هي عصب الحياة في مصر.
دعم المعارضة الاثيوبية
ولكن ماذا عن الاتهامات الاثيوبية لمصر بدعم «جبهة تحرير الأورومو» المعارضة المسلحة؟
&<645; موقف مصر واضح جدا في هذه القضية، فنحن لا ندعم ولا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول خاصة الشقيقة والصديقة، موقفنا واضح جدا وأرجو الا يزج بنا في مثل هذه القضايا فهذا ليس من سياسة مصر.
فنحن دائما كدولة وكشعب مهمومون بأمورنا، فلدينا ما يشغلنا ولا نسعى الى ان نشاغل الآخرين بأي أمور ولا نسعى للتدخل في شؤونهم، فأهل اثيوبيا أدرى بشعابها.
فنحن لا نتدخل ولا نحرض طرفا على طرف داخل اثيوبيا أو غيرها.
ولكن هناك أناسا دائما يسعون الى الوقيعة، ولذلك آمل ان يدرك العقلاء والحريصون على العلاقات بين البلدين ان هذا غير حقيقي، فنحن لا نتدخل في شؤون أي دولة على الإطلاق.
ولكن هناك مخاوف لدى الشعب المصري من بناء سد النهضة وكما وصفته سيادتك بانه قضية وجود، فأين وصلت المفاوضات في هذا الصدد؟
&<645; وقعنا اتفاقيات مع شركات وبيوت خبرة عالمية لكي نحدد حجم الآثار والأضرار المحتملة من بناء السد وستوافينا في مدة زمنية معينة بدراسات مدققة عن الاثار والأضرار المائية والاقتصادية والبيئية التي تقع على مصر والسودان جراء بناء هذا السد.
هذا يعني انه في حالة وجود أضرار على مصر والسودان يمكن ان يتوقف بناء السد الاثيوبي؟
&<645; حينما نصل لاتفاق بأن هناك اضرارا سنحتاج ان نجلس معا ونتعامل معها.
دور الجامعة العربية
نعود الى اوضاع المنطقة في سورية والعراق واليمن، فلماذا تتفاقم كل هذه المشكلات دون وجود اي حل عربي، عبر جامعة الدول العربية؟
&<645; دائما نلقي باللوم على جامعة الدول العربية، لكن في الواقع يقع الدور الأساسي في حل أي مشكلة على الدول الأعضاء ورغبتها في حل الأمور، فلا تستطيع الجامعة العربية ان تفرض حلولا.
ولابد ان تكون هناك إرادة صادقة وحقيقية بتغليب الحل السياسي فالحل العسكري لن يفضي إلى شيء، فربما يحقق جولة من المكاسب لكنه لن يحسم الأمور وستعود الى النزاع من جديد.
فالحلول والتفاعلات السياسية هي التي تستوعب الخلافات بين الاطراف محل النزاع، حيث تقر هذه الاطراف بوجود الآخر، ففي اليمن توجد أطراف متعددة وجلسوا مع بعضهم على طاولة المفاوضات لكنهم لم يستطيعوا التوصل الى التسوية النهائية.
واعتقد ان هؤلاء هم الأطراف الذين يمكن ان يتوصلوا الى حل او تسوية نهائية حتى نستطيع بعد ذلك القول ان الجامعة العربية حلت قضايا عربية.
اذن فالارادة السياسية للفرقاء او الدول هي الأساس حتى تستطيع الجامعة العربية ان تقوم بدورها في التوفيق بينهم.
وماذا عن الدور المصري؟
&<645; الدور المصري موجود في سعينا للتوفيق بين الاطراف المختلفة، ومساعدة الأطراف على ايجاد الحلول، لكن بالأساس يجب ان تقوم الأطراف الأصلية المعنية بالقضية داخل كل دولة بوضع الأسس التي تساعدها على حل القضية.
دور إيران
بعض الدول العربية تحمل إيران مسؤولية تأجيج الصراع في المنطقة، كيف تتعامل مصر مع ذلك؟
&<645; المبدأ الأساسي الذي نتفق عليه جميعا في تسوية أي مشاكل ان يلتزم كل طرف ـ وفقا للنظام الدولي ـ بفكرة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولو ان كل دولة التزمت بذلك وعدم السعي الى نشر أفكارها وانظمتها وتصديرها للآخرين، أعتقد انه سيكون افضل للمنطقة.
مسافة السكة
ولكن كيف تنظر مصر للمخاوف الخليجية من الدور الإيراني في المنطقة، خاصة مع تأكيدات الرئيس السيسي ان أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن المصري وجملته الشهيرة «مسافة السكة»؟
&<645; الرئيس السيسي أكد بشكل واضح ان أمن الخليج من صميم الأمن القومي المصري، وليس محتاجا التأكيد عليها، وفعليا نحن نشعر بشكل جدي وعميق بان امن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن المصري والأمن القومي العربي بشكل عام.
وبالتالي فإن مصر تحاول تعظيم قواتها العسكرية وجيشنا ينمي قدراته من اجل حماية امن مصر القومي وامن المنطقة العربية كلها.
فنحن اليوم في مسرح اقليمي مفتوح لنفاذ التنظيمات والأفراد والأسلحة والعمليات الإرهابية، فنحن مستهدفون من الجماعات والكيانات الإرهابية التي تلعب دورا ضارا وتخريبيا بمصالحنا في المنطقة، ومصر تتعامل مع هذه الكيانات والمنظمات الإرهابية والأفراد والأفكار بكل قوة وحزم.
وفي ذات الوقت نحن حريصون على استقلال قرارنا حتى لا يتصور احد انه يستطيع ان يفرض علينا اجندة معينة او تصورا معينا لشكل المنطقة في المستقبل.
مواجهة الارهاب
لا شك ان الجميع يتألم بسبب من يسقط من ابناء مصر الأبرار في سيناء الحبيبة، وعلى يقين بأن الجيش المصري سيطهر المنطقة من الإرهابيين لتعود سيناء واحة أمن وأمان وأيضا تنمية، وهنا نود الحديث عن مشروع التنمية الذي اعلنه الرئيس السيسي فيما يخص سيناء؟
&<645; أولا اعزي ابناء الشعب المصري في شهداء الواجب من ابناء الجيش والشرطة الذين راحوا ضحية الغدر في عمليات ارهابية جبانة لن تثني الجيش عن تطهير شمال سيناء من تلك الإرهابيين الجبناء.
وبالفعل الرئيس السيسي اعلن عن مشروع طموح للتنمية الشاملة والمجتمعية في سيناء سواء زراعية او صناعية او سياحية او تعليمية، وهناك مشاريع لبناء مجتمعات عمرانية جيدة تشمل المدارس والمستشفيات والمصانع والمشاريع الزراعية الضخمة.
فسيناء موجودة الآن في قلب مخطط التنمية المصري ونتحدث عن حجم استثمارات ضخمة ليست مصرية فقط ولكن خليجية ايضا تأتي سواء من الصناديق السيادية العربية او من بنك التنمية الإسلامي والمؤسسات التابعة له من اجل المشاركة في هذا المشروع التنموي الشامل في سيناء.
الصندوق الكويتي
ماذا عن الاستثمارات الكويتية في مصر ومنها سيناء حاليا؟
&<645; في العام الماضي كان الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية المبادر لاستضافة اجتماع للصناديق السيادية العربية وكانت نواة لتعاون مصري ـ عربي من اجل تنمية سيناء، ووقعنا بعد ذلك على كثير من الاتفاقيات الخاصة بهذه المشروعات.
فهناك جهد مخطط ومدروس من اجل التنمية المجتمعية في سيناء لإعادة تشكيل وجه الحياة في سيناء.
هل يصبح المشروع رافدا لاستقطاب الشباب المصري لتنمية سيناء وتخفيض الضغط السكاني على القاهرة والدلتا؟
&<645; ربما يكون ذلك في مرحلة لاحقة، انما الاهتمام الرئيسي حاليا هو بأهل سيناء وتوفير سبل حياة كريمة لهم في المرحلة المقبلة، حتى يعي الجميع اننا نتعامل مع سيناء على انها جزء من الوطن وليست أي شيء اخر، فأهل سيناء جزء من الوطن ولهم حقوق علينا كدولة مصرية ان نحقق لهم التنمية والأمان والاستقرار في حياتهم.
قناة السويس
وماذا عن مشروع قناة السويس العملاق وفرص الاستثمار الكويتي به حاليا، وما أعدته مصر في مؤتمر شرم الشيخ الثاني في مارس المقبل؟
&<645; محور تنمية قناة السويس مشروع ضخم، وجميع الفرص الاستثمارية به مطروحة امام المستثمر الكويتي، وهم بالفعل موجودون في مصر وحريصون على زيادة استثماراتهم في مصر وايضا نحن حريصون على اجتذاب المزيد من المستثمرين الكويتيين وأيضا حريصون على تسوية أي ملفات قد تكون عالقة للمستثمرين الكويتيين في مصر، ونؤكد لهم اننا مستمرون في بذل كل الجهود من اجل تسوية كافة القضايا العالقة ان شاء الله بما يحافظ على حقوق الطرفين.
القضية الفلسطينية
قضية فلسطين تعتبر قضية العرب الأولى، أين وصلت المباحثات المصرية خاصة بعد حديث الرئيس السيسي عن اهمية ما وصفه بـ «السلام الدافئ» بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
&<645; الرئيس قال «السلام الدافئ» على ان تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس، فإذا كان هناك من عنده رغبة صادقة وحقيقية فلابد ان تكون هناك دولة فلسطينية حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم العادلة والمشروعة.
فاذا كنا نتحدث عن شعب يسعى للحصول على حقوقه من خلال التفاوض فإننا ندعو الطرف الإسرائيلي الى ان يجلس على طاولة المفاوضات من اجل وضع حل يساعد على اقامة ما اطلق عليه سيادة الرئيس «السلام الدافئ» في منطقة الشرق الأوسط.
اذن لابد من ان نصنع سلاما عادلا يتيح للشعب الفلسطيني اقامة دولته المستقلة ويمكننا نحن جميعا كدول في الشرق الأوسط ان نبني شرق اوسط مزدهرا في المستقبل.
ماذا اثمرت زيارة وزير الخارجية سامح شكري الى اسرائيل ولقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو؟
&<645; جهود السلام لا تثمر بين ليلة وضحاها، تأخذ وقتها ونحن مستمرون في بذل الجهود ونسعى للوصول الى تسوية سياسية.
المخاطر الليبية
ننتقل الى الأوضاع في ليبيا وما تشكله من مخاطر بالنسبة لمصر خاصة في ظل عدم الاستقرار هناك ؟
&<645; جميعنا يعلم مخاطر الحدود الغربية من تسرب الأفراد او الأسلحة خصوصا في السنوات الماضية حيث كان هناك تدفق غير طبيعي من الأسلحة لتمريرها للعناصر الإرهابية، وتواجد داعش في فترة من الفترات في ليبيا قوي ـ ولايزال ولكن ليس بنفس الحدة.
والوضع في ليبيا مؤسف للشعب الليبي قبل كل شيء، فليبيا بلد غني بموارده وأهله، وآمل ان يتمكن الفرقاء الليبيون بدعم من الدول الشقيقة كمصر والدول العربية وأيضا بدعم من المجتمع الدولي من ايجاد الحلول لتحقيق السلام والأمن والأمان في ليبيا الشقيقة.
وهنا اكرر ما ذكرته من قبل حول ضرورة وجود الرغبة والارادة السياسية من اجل التوصل لحل يجمع جميع الأطراف الفاعلة ويحقق تسوية مقبولة لجميع الأطراف في المشهد السياسي في كل دولنا العربية.
التعاون مع روسيا
ننتقل الى ملف التعاون مع روسيا، وخاصة على المستوى السياسي والتعاون الفني والعسكري ايضا ومنه بناء محطة الضبعة النووية، كيف تقيمون هذا التعاون؟
&<645; التعاون المصري ـ الروسي ممتد منذ زمن طويل وتم تطويره في السنوات الأخيرة، فهناك تعاون اقتصادي وتجاري وعسكري وأبرزه المقاتلتان اللتان حصلنا عليهما من روسيا مؤخرا.
وهناك تعاون نووي من اجل بناء محطة نووية سلمية في منطقة الضبعة وهو مشروع ضخم للغاية ان نتحدث عن قرض بقيمة 25 مليار دولار، وهذا معلم مهم ورئيسي في العلاقات.
والتعاون مع روسيا موجود ايضا في المجال السياسي ومختلف المجالات وكما ذكرت اننا نسعى دائما لتنويع علاقاتنا الخارجية وان نكون منفتحين على كافة الأطراف بما يحقق مصلحة مصر ومصلحة الدول التي نتعاون معها.
البعض ينظر الى روسيا بانها اصبحت اللاعب الرئيسي في المنطقة بعد خفوت او عدم اهتمام اميركا بقضايا الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة، ما مدى صحة ذلك من وجهة نظركم؟
&<645; روسيا اصبحت اكثر فاعلية ليس في المنطقة ولكن على الصعيد الدولي ككل بشكل عام، وفي نفس الوقت لاتزال هناك قوى اخرى فاعلة.
والمطلوب ان يكون للتنسيق العربي دور اكبر واكثر فاعلية في التعامل مع القضايا بحيث نمثل كتلة تساعد على حل القضايا في المنطقة، وبالتالي يكون للدول العربية دورها في رسم ما سيحدث في السنوات القادمة بما يحافظ على الدول العربية القائمة وبما يحافظ على وحدتها وعلى مؤسساتها وعلى شعوبها.
كان هناك مقترح مصري بإنشاء القوة العربية الموحدة، اين وصل هذا المشروع الآن؟
&<645; مازال المشروع قيد الدراسة.
العلاقات مع تركيا
ننتقل الى ملف العلاقات المصرية ـ التركية، كيف تنظرون لهذا الملف حاليا؟
&<645;العلاقات المصرية ـ التركية مازالت على حالها، سمعنا من الجانب التركي كلاما جيدا ثم لم نر افعالا.
مصر تنتظر ان تتخذ تركيا الخطوة الأولى في التقارب؟
&<645;اعتقد اننا محتاجون ان نرى خطوات ملموسة من الجانب التركي، وأعيد ما ذكرته سابقا انه من المهم والأساسي عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهم سمحوا لأنفسهم بان يعلقوا على ما يحدث في مصر بكثير من التصريحات التي كان لا محل لها في ذلك الوقت وفيها كثير من التجاوز والتدخل في شؤوننا بشكل يتجاوز أي شكل من أشكال العلاقات بين دولتين كل منهما له سيادته وكيانه.
ما خطوات حسن النية من وجهة نظركم، وهل منها تسليم تركيا للاخوان المقيمين هناك؟
&<645; خطوات حسن النية ان يتوقف الرئيس التركي عن التصريحات، فقبل ايام صرح نفس التصريحات ولذلك لابد ان يتوقف اولا عن مثل هذه التصريحات.
ليس لدي توقع عن الانتخابات الأميركية

وعن رأيه في الانتخابات الأميركية من وجهة النظر المصرية، قال السفير ياسر عاطف: جميعنا يتابع الانتخابات الأميركية فهي القوة الرئيسية في العالم، وما يحدث في الولايات المتحدة وما ينتج عنه من نتائج امر محل دراسة وتقييم من جميع الدول حيث قد يؤثر فوز المرشح هذا او ذاك على مصالح الدول وبالتالي تتعامل مع ما يعظم من مصالحها.
وعن توقعاته الشخصية وكيف ينظر لاستطلاعات الرأي الأميركية حول الانتخابات حاليا اجاب باسما: ليس لدي توقع، واستطلاعات الرأي احيانا تكون موجودة وترجح مرشحا على آخر، لكنها لم تعد دقيقة لأنها قد تأتي بنتائج مغايرة تماما ومختلفة، وآخر مثال كان نتائج استطلاع الرأي العام في كولومبيا، حيث قالت ان 80%‏ من الشعب الكولومبي يؤيدون اتفاق السلام، وحينما طرح للتصويت في استفتاء عام فإن الشعب الكولومبي صوت ضده وبفارق ضئيل جدا، ونفس القصة في استطلاعات الرأي حول انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، حيث جاءت النتائج عكس ذلك.
 قانون جاستا والحصانة السيادية للدول

خلال اللقاء سألنا السفير المصري عن قانون جاستا وكيف تنظر له مصر وما سبب من قلق خليجي وخاصة المملكة العربية السعودية، فرد قائلا إن مصر اصدرت بيانا بهذا الشأن وترى ان هذا القانون فيه تعد على مبدأ الحصانة السيادية لكل دولة واعتقد ان الدول الخليجية جميعا اعربت عن رفضها لهذا القانون وتهيب بالولايات المتحدة لاعادة النظر فيه.
وعما سيلحقه من ضرر بالولايات المتحدة قال: بالفعل هناك من يرى ان القانون سيضر ايضا بالولايات المتحدة، حتى ان عددا من أعضاء الكونغرس اقترح إدخال تعديلات لحماية جنود الولايات المتحدة الأميركية الذين اشتركوا في حرب العراق وغيرها.
والولايات المتحدة كانت لها أفكار سابقة بان تتخطى قوانينها خارج النطاق السيادي لها وهذه القصة استخدمت لعدة مرات من قبل، ولذلك أرجو ان يتم تدارك هذا الأمر حتى لا يسبب ضررا في العلاقات بين أميركا وبين دولنا في المستقبل.
مصر مشتركة في عاصفة الحزم

خلال اللقاء اكد السفير ياسر عاطف ان مصر مشتركة ضمن قوة عاصفة الحزم وسبق ان اعلنت تواجدها بالقوة البحرية وتعمل أيضا للحفاظ على هذا الممر المائي الحيوي عبر باب المندب وضمان تدفق الحركة الملاحية عبر هذه المنطقة الحيوية من العالم.
هل ستنتهي «داعش»؟

وردا على سؤال عن نهاية داعش خاصة مع انطلاق معركة الموصل، قال السفير ياسر عاطف: هذه العناصر طبيعتهم كتنظيم لا ينتمي لدولة ينتقلون من مكان لآخر بسهولة وعناصرهم في تدفق مستمر حيث يتم تجنيدهم من على الانترنت ووسائل التواصل، فيمكن ان ينتقل من الموصل إلى مكان آخر، فهي عناصر لا يتم القضاء عليها بسهولة لأنها تفر دائما من مكان لآخر ولديها دعم وتمويل وأفراد.
ولذلك فالقضاء على داعش ليس بالقضية السهلة ولابد من التعاون مع قضايا أخرى تتعلق بهذا التنظيم مثل تجفيف منابع التمويل فهي قضية مهمة جدا، وضرورة مواجهة ما ينشره من افكار وان ننجح في ان نضع نظاما فكريا يمنع انتشار هذه الأفكار او يحد منها.
ولذلك قال الرئيس السيسي انه يجب تجديد الخطاب الديني لأنه امر في غاية الأهمية بحيث يسد جميع الثغرات التي تنفذ منها هذه الأفكار الهدامة والتخريبية.