يجري مجلس الشيوخ الايطالي خلال ساعات تصويتا علي قرار حكومي بوقف مشروع تبني الطاقة النووية بالبلاد‏,‏ فيما يعد أحد تداعيات كارثة زلزال اليابان المدمر الشهر الماضي والذي انتهي بتسرب اشعاعي خطير من مفاعل فوكوشيما‏.‏

ورغم قرار الحكومة الايطالية المطروح أمام البرلمان حاليا بالعدول عن البرنامج النووي, يتشكك البعض في كون هذا القرار جاء بشكل تكتيكي لتفادي نتيجة الاستفتاء المتوقعة بالرفض. ويري أصحاب ذلك الرأي أن حكومة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني تخشي الصدام مع الرأي العام ليتحول الاستفتاء علي المشروع النووي في حقيقته استفتاء علي حكومة بيرلسكوني. كما أن البعض يري أنه بإمعان النظر في قرار الحكومة, نجد أن يترك الباب مفتوحا أمام اعادة طرح المشروع النووي مستقبلا في وقت تسمح فيه الظروف بتسويقه شعبيا. ومع ذلك فقد لاقي القرار الحكومي ترحيبا واسعا علي المستوي السياسي و الشعبي, واعتبر الحزب الديمقراطي اليساري وحزب الخضر المعارضين- في تلك الخطوة انتصارا لهما.

وصرح وزير التنمية الاقتصادية الإيطالي باولو روماني بأن الحكومة قررت عدم العودة لتحريك مشروع الطاقة النووية إلا بتنسيق مع كل دول الإتحاد الاوروبي. وفي تصريحات لصحيفة السولي24 أوري الإيطالية, أوضح روماني أن البديل هو ضمان تنمية مستدامة للطاقة الشمسية في هذا الوقت الذي تعاني فيه الطاقة النووية من مشاكل قوية وذلك في إشارة إلي الزلزال المدمر الذي ضرب اليابان في11 مارس الماضي. ونقلت وكالة أنباء آكي الايطالية عن روماني قوله إن هدف المشروع الوصول إلي52 ألف ميجاوات مثبتة بحلول عام2017, وعندما تصل الشبكة الكهروضوئية للعمل بكفاءة لن تكون هناك حاجة للحوافز التي تمنح لمستخدمي الطاقة الشمسية.

وأثارت كارثة فوكوشيما في اليابان رفضا شعبيا جامحا في ايطاليا ضد تبني الطاقة النووية, وذلك قبل3 اشهر فقط من الاستفتاء الذي كان مقررا في12 يونيو القادم حول اعادة انشاء المفاعلات. ورغم قرار الحكومة الايطالية بالموافقة علي وقف مشروعها النووي, يري البعض أن حكومة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني تخشي الصدام مع الرأي العام ليتحول الاستفتاء علي المشروع النووي في حقيقته استفتاء علي حكومة بيرلسكوني.

وتضمن مشروع القرار الذي أعدته كتلة الاغلبية البرلمانية تعديلا بإلغاء جميع القواعد الخاصة ببناء محطات نووية في ايطاليا.

وكانت الحكومة قد صادقت الشهر الماضي علي قانون يقضي بتجميد لمدة عام لخطة بناء محطات نووية جديدة في البلاد بعد الأزمة النووية باليابان, الا أنها اقترحت أمس الأول تعديلا بإلغاء جميع الإجراءات الخاصة ببناء محطات نووية جديدة.وتبنت ايطاليا سياسة نووية جديدة عام2008ترمي لاستئناف برنامجها النووي وانشاءمفاعلات جديدة بحلول عام2013علي أن يبدأ تشغيلها عام2020 بهدف توليد الطاقة النظيفة. وتعد ايطاليا الدولة الوحيدة ضمن مجموعة الدول الثمان الصناعية الكبري التي لاتمتلك منشآت نووية بعدما أغلقت آخر مفاعلاتها الأربعة عام1990 بناء علي استفتاء شعبي في أعقاب كارثة تشرنوبيل.

ومن ناحية أخري, أعلنت الحكومة اليابانية أنها تدرس فرض قيود قانونية علي زيارة المناطق المغلقة لمسافة20 كيلومترا حول محطة فوكوشيما دايتشي النووية المتضررة جراء زلزال91 مارس المدمر وما أعقبه من موجات مد عاتية تسونامي.

وقال كبيرأمناء مجلس الوزراء الياباني يوكيو إدانو إنه خوفا علي سكان المناطق المحيطة بالمفاعل المعطوب من مخاطر الإشعاع في حال العودة إلي منازلهم للإطمئنان عليها, سنتحدث مع المسئولين المحليين بشأن فرض حظر علي دخول المناطق المحيطة بالمحطة وفي محيط21 ميلا علي أن تكون هذه المناطق ممنوع التواجد بها بشكل قانوني وليس طوعيا كما هو الان في عملية الاجلاء.

وأضاف أن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان سيلتقي اليوم الخميس بالمسئولين المحليين واللاجئين لمناقشة الإجراءات المقترحة للحيلولة دون دخول المواطنين المناطق المحيطة بالمفاعل وذلك في زيارة خاطفة للمنطقة المتضررة. ويهدف هذا الاجراء إلي سيطرة الحكومة اليابانية علي المنطقة بعدما بدأت بعض الاسر في العودة إلي المنطقة من جديد في الايام الاخيرة لجمع متعلقاتها, كما بدأ عدد من الصحفيين في التوافد علي المنطقة. ويبلغ عدد سكان القري والمدن التي تبعد12 ميلا من محيط المحطة النووية نحو80 ألف شخص.

وفي السياق نفسه, كشف وزير السياسة القومية اليابانية كويتشيرو جيمبا النقاب عن تعرض سكان مقاطعة فوكوشيما للتمييز بسبب الإشعاعات التي تنبعث من المحطة النووية المعطوبة. وأوضح أنه تم رفض حجوزات بعض الأشخاص من فوكوشيما في فنادق بمقاطعات أخري بينما تعرض أطفال من فوكوشيما إلي التحرش من جانب أطفال آخرين بدعوي إصابتهم بالاشعاع. وقال جيمبا إن أهالي فوكوشيما يشعرون بقلق شديد في الوقت الذي يدعم الكثيرون ضحايا كارثة الزلزال, كما أن هناك تصرفات غير مسئولة من جانب بعض الأشخاص.

كما تعتزم شركة أريفا إس.إيه للطاقة النووية الفرنسية تركيب منشأة لازالة المياه المشعة في المحطة علي بعد250 كيلومترا شمال شرق طوكيو وفقا لما ذكرته الرئيسة التنفيذية للشركة آن لوفيرجيون.ونقلت وكالة جيجي.برس للانباء عن شركة أريفا قولها إن الشركة ستحاول إعادة تشغيل النظام بحلول نهاية مايو المقبل بناء علي طلب شركة طوكيو اليكتريك باور( تيبكو) المشغلة للمحطة. يأتي ذلك في الوقت الذي افادت فيه تقارير صحفية بأن الحكومة اليابانية تعتزم وضع شركة طوكيو اليكتريك باور فوكوشيما تحت رقابة حكومية حتي تتمكن المحطة من تسديد التعويضات لها.

ومن فيينا- مصطفي عبدالله: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أن الشركة المشغلة لمحطة فوكوشيما بدأت بنقل وضخ المياه عالية الاشعاع من المفاعل الثاني الي منشأة تخزين.