مرحلة جديدة تعيشها المذيعة دعاء فاروق من خلال برنامجها «حياتنا» الذى يعرض السبت من كل أسبوع على شاشة قناة النهار، وذلك بعد أن ارتبط اسمها بفضائية «الحياةر عبر برنامج «كلام من القلب»، ورغم أن دعاء ترى أن انتقال المذيع من محطة لأخرى يضره فإنها تجده فى حالتها قد عاد عليها بالنفع، ونقلها لمرحلة أفضل من تلك التى كانت فيها.
«اليوم الجديد» التقى دعاء للحديث عن كواليس هذا الانتقال، والأصداء التى حققها البرنامج الجديد، كذلك تعليقها على بعض الظواهر فى الساحة الإعلامية.
 
لماذا اخترت «النهار» لتكون وجهتك بعد «الحياة»؟
الحقيقة أننى تلقيت عروضًا من محطات عديدة لتكون خطوتى التالية فيها، منها «mbc» لكننى رفضت، وفضلت «النهار» لأنها وفرت لى كل ما أحتاجه ليخرج «حياتنا» بالشكل الذى تخيلته، وأطمح فيه، بعيدًا عن فكرة حصر المذيعة المحجبة فى تقديم البرامج الدينية، وقررت تقديم برنامج اجتماعى يقترب من الناس، وهذه الخطوة لم تقلقنى على الإطلاق لأننى أعلم ما أريده و«حياتنا» كان واحدا من أحلامى طوال السنوات الماضية، لكننى لم أكن أجد الفرصة التى تسمح لى بتقديمه، حتى تحقق مع «النهار».
 
وما التسهيلات التى وفرتها لك «النهار»؟
فكرة الموافقة على فورمات هذا البرنامج، كما أننى لا أبالغ فى طلباتى كل ما احتجت إليه هو استوديو وبعض الكراسى ومجموعة ضيوف، والاعتماد الأكبر عندنا على الأفكار نفسها، كما حدث مع حلقة التوائم، فأحضرنا مجموعة منهم فى الاستوديو من قرية شهيرة بإنجاب التوائم، وغيرها من الأفكار التى قد تبدو للبعض عادية خلال المشاهدة، لكن تنفيذ تفاصيلها استغرق وقتًا ومجهودًا كبيرًا، إلى جانب أننى لا أطلب من القناة التجول فى الخارج لتنفيذ البرنامج إنما داخل قرى وحوارى مصر، لأن جمهورى المستهدف هو المصريون.
 
وماذا عن ردود الأفعال التى وصلتك حول «حياتنا»؟
الحمد لله جميعها إيجابية، وذلك رغم أن البرنامج لم يكمل بضعة أشهر فقط على الشاشة، لكنه أحدث صدى قويا من الحلقة الأولى، وهو ما جعلنى شخصيا مستغربة، من إعجاب الناس به، الطبيعى أن الصنّاع يقدمون العمل ويجتهدون فيه وبعد عدة حلقات يحصدون الآراء، لكننا فى «حياتنا» رد الفعل الجيد أيضًا وصلنا منذ البداية، وأحمد ربنا على أن برامجى دائمًا ما تجد صدى لدى المتابعين، لا سيما أنها خالية من الإسفاف و«الشتيمة»، لأننى «ماليش فى الصعبانيات، ومابحبش أستدر عطف حد»، فقط أتحدث بطبيعتى، كما كان مع حلقة الإخوة فى برنامج «كلام من القلب»، والذى نالت مقدمتها ملايين المشاهدات عبر يوتيوب، صحيح أننى بكيت فيها، لكن دون قصد، والجمهور نفسه شعر بذلك، وإذا ما تبين له أننى أبكى بغرض هذه المشاهدات الضخمة ما كنت حققتها لهذا الغرض.
 
هل هذا يعنى أن المشاهد قد تغير ولم يعد من السهل خداعه؟
بالعكس المشاهد سهل خداعه بالمظاهر، لكن فكرة إن المذيع يخرج وسط مجموعة من المخادعين بتلقائيته فهذا هو الأمر الصعب، والذى يعد نعمة من ربنا أشكره عليها.
 
لكن عملية اعتمادك على فكرة أو حادث طريف كالتوائم ربما لا تكون متوفرة باستمرار.. ألا يصيبك هذا الأمر بالقلق؟
«أنا على طول قلقانة»، وأعمل على أن يطول عُمر البرنامج، من ناحية أخرى فالأفكار لا تنتهى، وقد تكون هناك فكرة بسيطة وتم عرضها عدة مرات، لكن تنفيذها حتى عرضها هو ما يمنحها النجاح، مثل موضوع الزواج كثير من البرامج تناولته، لكن سرده كان المميز لدينا، فقد طلبت من فريق الإعداد بالبرنامج أن أحضر تجهيزات العروسة وأشارك فيما يعرف بـ«يوم التنجيد» وبعدما اتفقنا مع عروسين لم يحدث العرس لمرتين، الأولى بسبب حالة وفاة، والثانية لخلاف نشأ بينهما، ومع ذلك تمسكت بطلبى حتى حضرت تحضيرات عروسين، ونالت الحلقة إعجاب الجمهور بعدما تبين فيها المجهود المبذول.
 
الحلقة الواحدة من «حياتنا» تتضمن الكثير من الفقرات.. لماذا اعتمدت فى البرنامج على ذلك بدلا من استضافة ضيف أو اثنين كما هو متعارف؟
لأنى رغبت فى اللعب على الرتم والفقرات السريعة، فالبرامج والقنوات كثيرة، ولا يوجد مشاهد سيتحمل ملل الفقرات الطويلة، ووجدت أنه من الأفضل استضافة ضيف فى فقرة سريعة يتحدث فى الموضوع المحدد ثم يليه آخر فى فقرة غيرها، حتى إن شعر المشاهد بأنه لم يكتف من الضيف فهذا هو هدفنا.
 
وبعد انتقالك من «الحياة» التى ارتبطت بها لسنوات.. كيف تجدين حركة تنقلات الإعلاميين بين الفضائيات؟
الدنيا كلها فيها مشكلات، والفرد أصبح قادرا على تمييز من لديه مشكلات قادر على تحملها، ومن بيدوس على الناس وخلاص، أتفهم جيدًا أنه قد يأتى وقت لا يمكن لجهة ما تسديد مرتبات الموظفين، لكن فى نفس الوقت أجدها تنفذ مشروعات مبهرجة، وصرف هيستيرى عليها، ويكون ذلك على حساب الموظفين الغلابة.
 
وهل انتقال المذيع من قناة لأخرى يضره؟
بالفعل، لذا كنت طوال الوقت مرعوبة من فكرة ترك «الحياة»، والتوجه لفضائية أخرى، لكن الحمد لله القناة هى التى أخذت القرار عنى عندما قررت عدم تجديد التعاقد، ربما يجد البعض أن هذا الأمر أحدث خللًا فى حياتى، لكننى على العكس أجد فرقا معى بشكل إيجابى.
 
وكيف ترين وضع التليفزيون المصرى على الساحة الإعلامية؟
مشكلته مثل باقى الهيئات الحكومية وأتمنى أن تعود له ريادته، «يصعب علىّ» أن يكون الإنتاج متواضعا فى تليفزيون الدولة، من ناحية أخرى هناك سوء إدارة، لا أقصد المسؤول عنه فى هذه الفترة، لكن هناك الكثير من التراكمات داخله، منها وجود موظفين لا راتب لهم، وآخرون لا يعملون، فالمنظومة بحاجة للضبط.
 
وهل تؤيدين قرار إيقاف بعض المذيعات البدينات عن العمل فى التليفزيون المصرى حتى يفقدن وزنهن الزائد؟
حديثى هذا قد يغضب المذيعات لكن سأقوله، أتفق مع هذا القرار، فقديمًا أخبرونى أن الحجاب لا يتفق مع الشاشة لأن لها مقاييسها، وأنا وافقت، لكن من المقاييس أيضًا ألا تظهر علينا فى الشاشة مذيعة بدينة أو شعرها لونه برتقالى مثلا، يجب أن تكون متناسقة مع الشاشة، من ناحية أخرى هناك مذيعون كسروا القاعدة بامتلاكهم مواهب أخرى مثل عمرو أديب حينما كان بدينًا وصوته لا يمكن أن يمرره أحد كمذيع، مع ذلك أكمل مشواره لامتلاكه كاريزما أجبرت الجمهور على متابعته، وعدم الالتفات للأمور الشكلية، الأمر أيضًا ينطبق بعض الشىء على إبراهيم عيسى، فحضوره يجعل المشاهد يتخطى مرحلة الشكل، لكن هناك مذيعات فى التليفزيون المصرى لا يمتلكن الكاريزما المميتة التى تسندهن، بالتالى أصبح عليهن المحافظة على هيأتهن.