قال تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني إن معدل التضخم في أسعار المستهلك سجل تراجعا طفيفا خلال شهر أغسطس ليستقر عند 2.9% على أساس سنوي.

إذ لاتزال وتيرته مقاربة لمتوسطها خلال فترة الثلاثة أشهر الماضية والثمانية أشهر الأولى من العام وذلك عند 3%. ويعود سبب هذا الانخفاض الطفيف في أغسطس إلى تراجع أسعار المواد الغذائية تماشيا مع استمرار تراجع أسعارها عالميا.

في المقابل ارتفع معدل التضخم الأساس باستثناء أسعار المواد الغذائية من 3.5% على أساس سنوي في يوليو ليصل إلى 3.7% على أساس سنوي في أغسطس، وذلك إثر ارتفاع التضخم في كل من مكون المفروشات المنزلية ومعدات الصيانة ومكون الملابس والأحذية ومكون السلع والخدمات المتنوعة.

وتوقع التقرير أن يرتفع التضخم خلال شهر سبتمبر حينما يتم احتساب الارتفاع الأخير في أسعار البنزين.

لذا فإننا نتوقع أن يبلغ المتوسط السنوي لمعدل التضخم 3.4% خلال العام 2016 مرتفعا قليلا عن مستواه في العام 2015 والبالغ 3.3%. وأشار التقرير الى أن التضخم في مكون المواد الغذائية شهد انكماشا طفيفا خلال شهر أغسطس تماشيا مع استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية العالمية والضغوطات التي ولدتها وذلك بواقع -0.2% على أساس سنوي.

إذ تشير وكالة البحوث السلعية إلى تراجع أسعار المواد الغذائية العالمية بواقع -3.2% على أساس سنوي في أغسطس.

وقد انعكس تراجع التضخم في المواد الغذائية المحلية على أسعار السلع غير المعمرة والذي سجل تراجعا منذ بداية العام.

وقال التقرير ان معدل التضخم في مكون المفروشات ومعدات الصيانة ومكون الملابس والأحذية شهد بعض الارتفاع خلال شهر أغسطس.

فقد ارتفع التضخم في مكون المفروشات ومعدات الصيانة من 2.6% على أساس سنوي في يوليو إلى مستوى متواضع عند 3.0% على أساس سنوي في أغسطس.

كما ارتفع التضخم في مكون الملابس والأحذية بعد أن ظل متراجعا عن مستوى -1% لمدة عامين تقريبا ومن 0.5% على أساس سنوي في يوليو ليصل إلى 1.3% على أساس سنوي في أغسطس.

ومن الممكن أن يفسر هذا الارتفاع بزيادة الطلب على السلع في هذا المكون خلال فصل الصيف وموسم العطلة الصيفية إضافة إلى بدء فترة التجهيز للعام الدراسي الجديد في أواخر شهر أغسطس ومطلع سبتمبر.

ولفت التقرير الى استمرار التضخم في مكون السلع والخدمات الأخرى بالارتفاع في شهر أغسطس.

إذ تسارع التضخم في هذا المكون الذي يشمل السلع المستوردة مثل مستحضرات التجميل والمصوغات والمجوهرات ليصل إلى 1.8% على أساس سنوي في أغسطس مقارنة مع 1.2% على أساس سنوي في يوليو.

ويعزى هذا الارتفاع المستمر في التضخم إلى ارتفاع أسعار المصوغات والمجوهرات واستمرار انتعاشها في أغسطس نتيجة ارتفاع أسعار الذهب.

وذكر التقرير أن أسعار مكون النقل والمواصلات تراجعت للشهر الثامن على التوالي خلال شهر أغسطس وذلك بواقع 1.9% على أساس سنوي دون أي تغيير عن وتيرته في شهر يونيو.

إذ بدأ التضخم في هذا المكون بالتراجع منذ العام 2009 تقريبا نتيجة لتراجع نمو أسعار السيارات والسفر.

إلا أنه من المحتمل أن يواجه هذا المكون ارتفاعا في الضغوطات التضخمية على المدى القريب إلى المدى المتوسط وذلك تماشيا مع تغير أسعار خدمات النقل لتتناسب وأسعار البنزين التي رفعت الحكومة عنها الدعم خلال سبتمبر في محاولة منها لترشيد مستويات إنفاقها في ظل تعثر الإيرادات النفطية.

الجدير بالذكر أن هذه الخطوة ساهمت في ارتفاع الأسعار في محطات البنزين بنحو 62.2% في المتوسط.

وأكد التقرير استقرار التضخم في مكون الخدمات فيما عدا مكون خدمات المسكن خلال شهر أغسطس عند مستويات ضعيفة نسبيا عند 1.6% على أساس سنوي.

إذ استقر التضخم في هذا المكون الذي يشكل تضخم الإيجارات السكنية معظمه دون تغيير عند 5.1% على أساس سنوي خلال الفترة ذاتها.