للوهلة الأولى تعتقد أن تلك الشخصيات التي تولت تدبير أمور أكبر التنظيمات الإرهابية وأكثرها وحشية، فاقدة للإنسانية وفاقدة لكافة مقومات الإنسان القويم وأن هواياتهم الوحيدة تتمثل في القتل والدمار والإرهاب، فأسماؤهم مصحوبة باللون الأحمر لون الدماء وكلماتهم أشبه بطلقات النار والتفجيرات.
ولن يخطر في بالك عند سماع أسمائهم أنهم كانوا يوما أطفالا وشبوا في بيئة سوية وكان لهم أحلاما غير تلك وهوايات بعيدة عن سفك الدماء والقتل وتنفيذ الإعدامات والعمليات التفجيرية، والتي تنوعت ما بين حب الشعر ولعب كرة القدم، وآخر عاشق للفن المعماري على الطريقة الإسلامية.
أسامة بن لادن
كانت طفولة أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة الحاضنة الأم للتنظيمات الإرهابية، مرفهة إذ كان ينتمي لأسرة عريقة وفاحشة الثراء في المملكة العربية السعودية، ولم يكن يتخيل أحد أن يكون الشاب ذو الملامح الهادئة صداعا في رأس أكبر قوة في العالم "الولايات المتحدة الأمريكية"، فكان محبا للشعر شغوفا به ومتذوقا له، فضلا عن تنظيم عدد من الدواوين والقصائد الشعرية، وكان يستشهد به في ثنايا خطاباته وتوجيهاته، يقول في بيتين يصف فيهما حبه للحجاز وهي الأرض التي ترعرع فيها.
حجاز حبها في عمق قلبي ولكن الولاة بها ذئاب
وفي الأفغان لي دار وصحب وعند الله للأرزاق بابُ
أبو بكر البغدادي
إبراهيم البدري، المعروف إعلاميا بـ"أبو بكر البغدادي" زعيم تنظيم داعش الإرهابي، ولد لعائلة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة وتفخر بنسبها، إذ تدعي أنها من سلالة النبي محمد، ويروي أحد أشقائه وجيرانه عن طفولة "البغدادي"، أنه كان طفلا منطويا، قليل الكلام، وبالكاد يُسمع صوته عندما يتحدث، إلا أنه كان مولعا بكرة القدم وكانت هواياته المفضلة وكان للمسجد ناد لكرة القدم، وكان البغدادي هو نجمه، وأطلق عليه اسم "مارادونا" في معسكر بوكا.
محمد عطا
كان معروف بـ"الأمير" وكان المسئول الأول عن تنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تخرج من كلية الهندسة وتعلم اللغة الألمانية في مصر ثم توجه إلى ألمانيا لاستكمال دراسته، ولأنه كان شغوفا بالفن المعماري على الطراز الإسلامي، وكان متميزا في دراسته فقد كان يكسب كل شهر نحو 1000 دولار من عمله في أوقات فراغه لدى شركة للتصميم الهندسي، كما أنه توجه إلى إسطنبول، ومنها إلى حلب، حيث درس على أرض الواقع تخطيط منطقة خارج باب النصر، شكلت هذه المادة العلمية أساس أطروحته للماجستير، التي أنهاها بعد ذلك بخمس سنوات.