‏ فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من تدهور الأوضاع في مدينة مصراتة بعد أربعين يوما من الحصار والقصف‏,‏ قالت المعارضة إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت‏100‏ صاروخ من طراز جراد علي المدينة نفسها‏.

بينما نفت الحكومة الليبية اتهامات منظمة حقوقية باستخدام القنابل العنقودية.وقد ذكر عبد الباسط أبو مزيرق المتحدث باسم المعارضة إن قوات القذافي هاجمت مدينة مصراتة مستخدمة100 صاروخ جراد علي الأقل في وقت مبكر من صباح أمس.غير أنه لم ترد تقارير تفيد بسقوط قتلي أو جرحي.

و أضاف أبو مزيرق أن قوات القذافي ركزت قصفها علي الجانب الشرقي من المدينة, حيث تقطعت السبل بآلاف المهاجرين الذين ينتظرون الإجلاء بهدف تخويف السفن التي تنقل امدادات اغاثة أو تسعي لنقل المهاجرين.

يذكر أن القوات الحكومية الليبية تحاصر مصراتة آخر جيب رئيسي في غرب ليبيا منذ أكثر من ستة أسابيع بعد أن انتفضت المدينة مع مدن ليبية أخري ضد حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود.

من جانبها, نفت الحكومة الليبية اتهامات المعارضة ومنظمة هيومان رايتس ووتش باستخدام قنابل عنقودية ضد الليبيين في مصراتة. ونقل راديو هيئة الاذاعة البريطانية( بي بي سي) عن موسي ابراهيم المتحدث باسم الحكومة الليبية قوله إنه لا يمكننا اخلاقيا وقانونيا القيام بإلقاء قنابل عنقودية علي سكان مدنيين من شعبنا, مشيرا في الوقت نفسه إلي أن الحقيقة ستكشف خلال الاسابيع المقبلة.واضاف ان ليبيا دعت اليونيسيف لزيارة مصراتة وان فريقا من الهلال الاحمر والصليب الاحمر سيذهب الي هناك.

ووصف المتحدث باسم الحكومة الليبية تقارير المنظمات الحقوقية بالخيالية, ودعا هذه المنظمات إلي زيارة كل المدن الليبية بما فيها مصراتة للتأكد من تلك الادعاءات, مشيرا إلي أن المنظمة تستند إلي شهادات من المتمردين أواتصالات هاتفية ترد إلي مكاتبهم في العواصم الاوروبية فقط.

كانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد اتهمت القوات الموالية للقذافي باستخدام قنابل عنقودية في مدينة مصراتة التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة الليبية معرضة حياة المدنيين للخطر.

وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان انها لاحظت انفجار ثلاث من مثل هذه القنابل في حي الشواهدة بالمدينة قبل يومين.وقالت علي موقعها علي الانترنتفحص باحثون بقايا قنبلة عنقودية واجروا مقابلات مع شهود لهجومين اخرين بقنابل عنقودية علي ما يبدو.وعرضت المنظمة علي موقعها صورا لما وصفته ببقايا قنابل استخدمت في مصراتة.

في هذه الأثناء, حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين من أن انعدام التمويل الكافي قد يقوض من جهودها الرامية لتوفير المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من المشردين بسبب الاضطرابات في ليبيا, مشيرة إلي أنها تلقت حتي الآن نصف التمويل المطلوب للعملية.

وناشدت المفوضية المانحين توفير مبلغ68.5 مليون دولار لتغطية عملياتها الطارئة في البلاد لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر, ولكنها تلقت39 مليون دولار فقط حتي الآن, ودعت المفوضية كل الدول المانحة إلي تغطية هذا العجز.

وأنفقت المفوضية18 مليون دولار من المبلغ الذي تلقته علي عملية إجلاء أكثر من100 ألف شخص من رعايا دول أخري.

كما تم تخصيص المزيد من الأموال لنقل المساعدات الإنسانية إلي مصر وتونس, وتوفير المأوي والحماية لعشرات الآلاف من العالقين علي الحدود بانتظار الإجلاء وتوفير مساعدات مالية للاجئين وغيرهم من الفئات الضعيفة داخل ليبيا.

علي صعيد متصل, قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن نقص الذخيرة الأوروبية وعدد الطائرات المحدود التي يتم استخدامها لتدمير قوات العقيد معمر القذافي, يثير الشكوك حول قدرة حلف شمال الأطلسي( ناتو) في الاستمرار بقوة لضمان نجاح العملية, ويثير أيضا العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت الطائرات الأمريكية ستواصل قصف القوات الموالية للقذافي أم ستترك المهمة بأكملها إلي الحلف والدول الأوروبية المشاركة ؟.