أعلنت السلطات الأمريكية عن واحدة من أكبر انتصاراتها ضد الجرائم الإليكترونية‏,‏ فبعد عشر سنوات من المتابعة والتحري‏,‏ أعلن المسئولون في مكتب التحقيقيات الفيدرالي إف‏.‏بي‏.‏آي عن نجاحهم في تفكيك ما وصفوه بـعصابة إليكترونية دأبت علي استخدام فيروس الكتروني للسيطرة علي أكثر من مليوني جهاز كمبيوتر علي مستوي العالم في اطار عملية سطو رجح المسئولون أنها قد تكون أسفرت عن سرقة ما يزيد علي مائة مليون دولار‏.‏

وفي بيان لها, قالت وزارة العدل الأمريكية إن فيروسا يسمي كورفلاد أصاب أكثر من مليوني جهاز كمبيوتر وأخضعها لسيطرة مرسل الفيروس لسرقة الوثائق البنكية وغيرها من البيانات الحساسة التي يستخدمها مرسل كورفلاد في سرقة أموال من خلال الاحتيال في صفقات بنكية ومعاملات مالية إليكترونية. وقال ألان بولر مدير وحدة الأبحاث في معهد اس ايه ان وهو معهد لا يستهدف الربح يساعد في مكافحة الجريمة الإليكترونية: لقد تمكن أصحاب هذا الفيروس في إشارة لفيروس كورفلاد من سرقة مبالغ ضخمة, في عمليات سطو واسعة النطاق لا تقتصر علي الحدود الأمريكية وحدها.

وأضاف بولر الذي قدم خدمات تقنية للمسئولين الأمريكيين خلال تحرياتهم: أن الأمن لم يعد حماية خزانتك المنزلية فقط من اللصوص, ولكن بات مهما اليوم أن تحمي المعلومات المخزنة علي أجهزة الكومبيوتر من أمثال تلك العصابات الإليكترونية.

وعلي الرغم من أن وزارة العدل الأمريكية أشارت في بيانها عن العملية إلي أن معظم أجهزة الكمبيوتر التي أصابها كورفلاد كانت داخل الولايات المتحدة, فإن عددا من المسئولين في الـإف.بي.آي تحدثوا عن أنه من المرجح أن تكون هذه العصابة الإليكترونية قد عملت من الخارج. وفي هذا السياق أضاف بولر: نحن علي ثقة من أن عصابة روسية وراء الامر.

يذكر أن النائب العام في ولاية كونيتيكت قدم أمس شكوي مدنية ضد ثلاثة عشر أجنبيا, ورفضت السلطات في الولاية الكشف عن أسماء المتهمينأو جنسياتهم, فيما أعلنت وزارة العدل أنها فتحت تحقيقا في القضية.

أما بالنسبة لحجم الأموال التي حصدتها عصابة كورفلاد فأوضح بولر وعدد من الخبراء الأمنيين الآخرين أنه من الصعب معرفة كم الاموال التي سرقتها العصابة. وقال ديف ماركوس مدير مكافي لابز للابحاث والاتصالات وهو مركز بحثي مختص بمتابعة السرقات الإليكترونية إن المبالغ المسروقة قد تكون عشرات الملايين من الدولارات وربما تتجاوز مائة مليون دولار.