توالت الأعمال الجليلة في السعودية من أجل العناية ببيت الله الحرام قبلة المسلمين، ففي عام 1397هـ أصدر الملك خالد بن عبد العزيز، أمره بتغيير باب الكعبة حيث لاحظ أن الباب الذي صنع في عهد الملك عبدالعزيز قد ظهر عليه القدم، وأمر بعمل باب آخر لسلم الكعبة الداخلي الذي يصعد بواسطته إلى سطحها يكون مغلفا بالذهب الخالص.
 
وبدأت الإجراءات اللازمة لتنفيذ الأمر الملكي الكريم، فتم الاتفاق مع شيخ الصاغة بمكة المكرمة «الشيخ أحمد إبراهيم بدر» لصنع البابين بتكلفة إجمالية بلغت «13.420.000»ريال، عدا كمية الذهب التي جرى تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، حيث احتاج البابان من الذهب ما مقداره 280 كجم عيار 99.99%. وتم الاتفاق أيضًا مع المهندس المعماري منير الجندي اختصاصي التصميمات والعمارة الإسلامية على المشاركة في التصميمات والدراسات الخاصة بالبابين ومتابعة التنفيذّ.
 
وبلغت قيمة الدراسات «300.000» ريال وأقيم معمل خاص لصياغة البابين في مكة المكرمة وبدأ العمل التنفيذي من غرة ذي الحجة سنة 1398 هـ، وفي خلال ثلاثة أشهر قدمت الأفكار الأساسية والدراسات الخاصة، وتميزت باعتماد طراز الفن الإسلامي في زخرفة الباب مع المحافظة على الشكل المعهود للباب ونقش الآيات الكريمة على الذهب، مع إضافة زخارف في الزوايا العلوية تحيط بها الآيات القرآنية المكتوبة حسب الترتيب الموضوع لها.
 
وأضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف متميزة لإبرازها بشكل قوس يحيط بلفظ الجلالة «الله جل جلاله» واسم الرسول «محمد صلى الله عليه وسلم» والآيات الكريمة هي: «ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ»، «جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ»، «رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْق وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْق وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا» «كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ» «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ».
 
ويلي ذلك دائرتان على شكل الشمس كتب في وسطهما بخط جميل «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بخط بارز، وقد ثبتت على سطح الدائرتين العلويتين حلقتا الباب اللتان تظهران مع القفل في شكل متناسق جميل، وبين الحلقتين والقفل توجد مساحة مناسبة لغرض الفصل بين أنواع الزخارف. وكتب تحت الدائرتين العلويتين الآية الكريمة «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».
 
والحشوتان اللتان تحت القفل، ففي وسطيهما كتبت سورة الفاتحة على شكل قرصين بارزين، وتحت هاتين الحشوتين، عبارات تاريخية بخط صغير: صنع الباب السابق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة 1363 وتحتها: صنع هذا الباب في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399.
 
وفي الجهة اليسرى تضمن زخرفة خفيفة كتب في الدرفة اليمنى عبارة: «تشرف بافتتاحه بعون الله تعالى الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في الـ22 من شهر ذي القعدة سنة 1399»، وفي الدرفة اليسرى، عبارة: صنعه أحمد إبراهيم بدر بمكة المكرمة، صممه منير الجندي، واضع الخط: عبد الرحيم أمين» كما وضعت زخرفة دقيقة خاصة لأنف الباب المثبت على الدرفة اليسرى. أما الجانب فصمم بطريقة فنية ومثبتة حسب التصميم الزخرفي بعد مراعاة اللوحات الدائرية البارزة التي تحمل أسماء الله الحسنى وعددها 15: فوق الباب: يا واسع يا مانع يا نافع، والجانب الأيمن: يا عالم يا عليم يا حليم يا عظيم يا حكيم يا رحيم، والجانب الأيسر: يا غني يا مغني يا حميديا مجيد يا حنان يا مستعان.