تبدأ مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك عند العديد من الأسر بتجهيز وجبات وأطباق اللحوم ، حيث يحرص البعض على تناول اللحم الضأن تحديداً، الذي يعد من أهم أنواع اللحوم الحمراء، التي يتزايد عليها الطلب، وبما أن عيد الأضحى يتميز بأنه عيد اللحم يعنى ذلك المزيد من زيادة الوزن.
لذا يقدم “محيط” لك عزيزي القارئ من خلال هذا التقرير بعض المفاهيم التي تتعلق بالطرق السليمة والآمنة، لتناول اللحم الضأن بدون آثار جانبية تؤثر على صحتك.
ونصح الدكتور مجدى بدران، استشاري الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، بتناول الألياف الغذائية لرفع المناعة مع وجبات عيد الأضحى، خاصة “الفتة ” واللحم، حيث إن اللحوم لا تحتوى على ألياف.

وأوضح أن طبق السلطة الخضراء يعد وجبة متوازنة كاملة، فهو يحتوي على جميع العناصر المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة.
ابتعد عن شواء اللحوم
حذر بدران من تعرض اللحوم لدرجات الحرارة المرتفعة، لأنها تؤدي إلى تغير طبيعة البروتين وتتكون مركبات وأكاسيد نيتروجينية تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض السرطانية على المدى البعيد خصوصاً مع تكرار عملية الشي.
وينصح بدران بعدم البدء في الشي، إلا بعد أن يصبح الفحم أقل اشتعالاً لتقليل تأثير شدة حرارته على اللحوم، مع وضع اللحوم على مستوي مرتفع من الفحم قدر الإمكان وتقليبها مرة كل دقيقة لتقليل تعرضها للحرارة الشديدة، مشيراً إلى أن أفضل طريقة لطهي اللحوم هى السلق في قليل من الماء.

كما يجب تصغير حجم قطع اللحوم المشوية لتقليل مدة تعرضها للحرارة مع إزالة دهونها الظاهرة لمنع تساقطها علي الفحم وتكوين المواد الضارة منها، وتتبيل اللحوم بخلطات محتوية على الخل والليمون قبل الشي، لخفض تكوين الأمينات الحلقية الضارة في اللحوم المشوية بنسبة 90%.
ويوصي بعدم تناول قطعة اللحم بمفردها بل مع كمية كافية من النشويات مثل الفتة أو الأرز، ليستفيد الجسم من الوظائف الحيوية المهمة لبروتين اللحوم.
وينصح بتجميع الدهون المتساقطة من اللحوم أثناء الشي لتفادي سقوطها على الفحم مباشرة، مما يمنع انحلالها وتكوين المواد الحلقية منها والتي تترسب علي اللحوم بتأثير دخان الشي، ولنفس السبب يرش رذاذ من الماء لإطفاء أي فحم مشتعل بدهون اللحوم.
كما يجب شواء الكثير من الخضراوات مع اللحوم مثل البطاطس والجزر والبصل والطماطم والفلفل الأخضر والكوسة، لأنها لا تتكون بها المركبات الحلقية الضارة، كما أنها تحتوي على مواد “الفايتو” المحفزة لإنزيمات الجسم لتحول هذه المركبات في اللحوم المتناولة إلى صورة غير نشطة يسهل طردها من الجسم، مع التقليل من المقليات والمأكولات المحمرة الغنية بالدهون المشبعة والتي تؤدي إلى تراكم الكوليسترول الضار على جدران الشرايين، خاصةً شرايين المخ والقلب ما يؤدي إلى مشاكل صحية.
ونصح بدران بطبخ قطع صغيرة من اللحوم، مع الخضراوات مثل البصل والثوم والجزر، كما يجب إضافة لحوم الأسماك كحمية غذائية بدلاً من أطباق اللحمة الحمراء، وهذا يساعد على التخفيف من الكوليسترول والدهون المسببة لأمراض القلب.
بجانب الإكثار من أكل الوجبات المحتوية على ألياف بنسبة كبيرة مثل، الحبوب الكاملة والخضار، حيث تساعد على الوقاية من بعض الأمراض، والحرص على ممارسة الرياضة بانتظام أو المشي نصف ساعة يومياً.
لا تنسى البقدونس
أكد بدران أن تناول البقدونس مع اللحم المشوي يعادل بعض المواد الحمضية الموجودة في اللحوم، ويساعد على سهولة إخراجها من الجسم، وعدم حدوث الترسيب في الكلى؛ وذلك لإحتوائه على أملاح عضوية، إضافة إلى أنه يخفِّض من ضغط الدم ودهون الدم.
ونصح بدران بتناول البقدونس مع اللحوم، خاصةً لحوم الخراف، حيث إنه يقلل من امتصاص الدهون ويسهل مرور الفضلات مع تباعد جزئياتها داخل الأمعاء.

وأوضح أن البقدونس يقلل امتصاص الدهون ويسهل مرور الفضلات مع تباعد جزئياتها داخل الأمعاء، كما أنه البقدونس غذاء صحي متكامل, وغني بالفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية, ويحمي من العديد الأمراض. كما أنه يزيد من إفراز العصارة الصفراوية؛ مما يساعد في عملية هضم المواد الدهنيَة.
ويعالج البقدونس أيضاً الغازات والانتفاخات والتقلصات المعدية المعوية الناتجة عن سوء الهضم أو الأكلات الدسمة, وينشط الكبد ومضاد لسمومه، كما أنه يحد من الجلطات؛ حيث يحافظ على توازن الصفائح الدموية، ويعالج الأنيميا.
كما أن البقدونس غذاء صحي متكامل غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات، وأن به 18 حمضاً أمينياً مهماً، لمساعدة الإنسان على تخليق 50 ألفًا من البروتينات لتجديد الخلايا التالفة والألياف الغذائية.
النقرس واللحوم
أوضح بدران أن النقرس يصيب أكلي اللحوم الحمراء بكثرة، وينتج عن اختلال في التمثيل الغذائي للبروتينات في الجسم، الأمر الذي قد يسبب ترسب نوع من الأملاح في الجسم تسمى أملاح حمض البول، حيث ترتفع نسبة حامض البوليك “يوريك” في الدم، بسبب عدم قدرة الكلى على التخلص من هذه المادة السامة فيتجمع في الدم وفي المفاصل.
وأشار إلى أن النقرس يحدث عندما يتراكم حمض اليوريك بأشكال حادة مثل الإبر و تتراكم بلورات اليوريك في الأنسجة المحيطة بالمفصل، وهذا ما يسبب الألم والالتهاب و التورم، و يعتبر مرض السكري والسمنة والقصور الكلوي من الظروف التي تزيد من خطر النقرس، أما علاج هذا المرض فيعتمد أساساً على الغداء والدواء.

لذا ينصح بدران بالحفاظ على الوزن المناسب، مع تناول كميات كبيرة من الماء لإدرار البول الذي يساعد في التخلص من حمض اليوريك.
- تناول الأغذيه الغنيه بفيتامين “سي” مثل الجوافة، الكيوي، الفلفل بألوانه، الطماطم، البرتقال، اليوسفي، الليمون، الأعشاب العطرية كالنعناع واليانسون والبابونج.
- تناول الخيار لإحتوائه على نسبة كبيرة من الماء، والإقلال من تناول القهوة، الكولا، الشاي، البقوليات، اللحوم الحمراء، الأكلات الدسمة والدهون، العدس، السمك والدجاج أثناء النوبات الحادة، الكبد والكلى والمخ والسالمون والسردين والرنجة والفسيخ والملوحة، “شوربة” اللحوم والسمك، الباذنجان، القرنبيط والبسلة والسبانخ والخرشوف أثناء النوبات الحادة، التوابل والبهارات والمخللات.
اللحوم والقولون
كما أوضح الدكتور حسني الفيومي استشاري الكبد والجهاز الهضمي بجامعة المنوفية، في حديث خاص لـ”محيط”، أن القولون والمستقيم جزء من الجهاز الهضمي في الجسم يمتص المواد الغذائية من الطعام والمياه، وتخزن المواد الصلبه حتى تخرج من الجسم.
وللمساعدة في القضاء على الخلايا السرطانية، نصح الفيومي بعدم تناول اللحوم الحمراء، منتجات الألبان والأطعمة المقلية، حيث أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء أو المصنعة على مدار فترات زمنية طويلة، يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

أما الأغذية التي تحميك من المرض، تتمثل في البقوليات الغنية بالألياف، الحبوب، الخضروات والفواكه فهي تساعد على محاصرة الخلايا السرطانية وتحجيمها، كما تحتوي الأغذية النباتية كذلك على عدد كبير من المركبات الكيميائية التي تقاوم السرطان.
وأوصى الفيومي بتناول الزبادي لأنه يساعد على راحة المعدة التي تكون مجهدة من كثرة الطعام، كما أن الزبادي يخفف حدة الحرارة والعطش ويزيل الاجهاد والتوتر، كما يفيد في الحماية من بعض الأورام، ويخفض دهون الجسم، يساعد على تقوية العظام.
كما نصح بتناول كميات من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه، والخضراوات وتناول السلطات المتنوعة.
حافظ على وزنك
يقدم الدكتور أحمد صبري عضو الجمعية الأمريكية لدراسة السمنة واستشاري التغذية العلاجية، أهم النصائح لتفادي زيادة الوزن في عيد الأضحى، وهى:

- الحد من تناول اللحوم الحمراء والكبدة قدر الإمكان، ويفضل تناولها بطريقة الشواء أو السلق مع تفادي القلي لتجنب زيادة الدهون بالجسم.
- عدم الإكثار من تناول المشروبات الغازية والامتناع عنها إن أمكن.
- الإكثار من تناول السلطات والتقليل من كميات السعرات الحرارية المتناولة يومياً عن طريق تناول وجبات خفيفة على الإفطار والعشاء.
- الحد من تناول ملح الطعام قدر الإمكان خاصةً لمرضى السكر والقلب والكلى.
- عدم تناول وجبة الشعاء قبل الإتجاه إلى النوم مباشرةً.
- الحد من تناول اللحوم الحمراء والمأكولات الدهنية والمالحة والسكرية.
- الامتناع عن الطهو باستخدم السمن الطبيعي، نظراً لأنه يتكون من الدهون الضارة التي ترفع مستويات الكوليسترول الضار بالجسم.
- الإكثار من تناول الماء.
- الحد من تناول الكافيين مثل، الشاي والقهوة، لأنها مدرة للبول وترفع الضغط وتمنع امتصاص الحديد من الغذاء.
- تناول طبق كبير من السلطة يحتوي على الخضراوات الغنية بالأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف، خاصةً الداكنة اللون كالجرجير والبقدونس والخيار والفلفل البارد والطماطم وغيرها.
