"العنف والأكاذيب".. منهج سارت عليه جماعة الإخوان الإرهابية بعد ثورة 30 يونيو، خاصة عقب رحيل المعزول محمد مرسي من الحكم، لم يكتفوا بما تقوم به صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" من أكاذيب وأحلام وهمية، ليبدأوا في بث قنوات تابعة لهم تعمل على الترويج لسياستهم تحت دعوى "الشرعية".
"الصفحة الرسمية لحزب الحرية والعدالة"، كانت المنبر الأول للجماعة الإرهابية حيث ترأست القائمة على مواقع التواصل الاجتماعي، من حيث التحريض والترويج لشائعات عديدة، كان آخرها ما أثاروه حول حادث الشيخ زويد ليس بأنه صحيحًا، زاعمين أن هؤلاء الجنود استشهدوا في معارك يخوضها الجيش المصري داخل الأراضي الليبية لمساندة قوات اللواء "حفتر".
كذبة أخرى تداولتها صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي عبر صورة مفبركة توضح أن عمليات التهجير التي يقوم بها الجيش في الشيخ زويد تكون بشكل قسري للأهالي في بعض المناطق.
لم تكن هي منبرهم الوحيد لإثارة العنف في البلاد تحت غطاء الشرعية، فسبقها قناة "مصر 25"، التي دشنها الإخوان لتحمي النظام من السقوط إبان الثورة، والتي عمل مذيعيها على التحريض ضد المتظاهرين، من خلال إحدى الفيديوهات التي توضح مطالبتهم بإعدام المعارضين في إحدى الميادين.
ومن أكاذيبها الإعلامية أيضًا، ما قامت به قبل إذاعة بيان القوات المسلحة الذي تم إلقائه يوم 3 يونيو 2013، والمقرر به تحديد مصير تظاهرات ثورة 30 يونيو.
فوضعت قناة "مصر 25 " شريط أسود أعلى الجانب الأيسر للشاشة مكتوب عليه "شهداء الشرعية" قبيل ساعات من إذاعة القوات المسلحة للبيان، وكانت الصورة لميدان التحرير وهو يعج بالمعارضين، في محاولة لتصوير المشهد على أنهم أصحاب الحق والدم.
وتمثلت مهمة المذيعين بالقناة في التحريض على قتل المعارضين للمعزول مرسي، ودفع مزيد من الدماء، رافعين شعار "من ينقلب على الرئيس هو من ينقلب على الشرعية والشرعية خط أحمر عندنا ويجب الحفاظ عليها".
وسبقت القناة جميع الأحداث كي تظهر في صورة المتوقعة لوقوع الحدث، حيث رجحت القناة أن يعلن الفريق آنذاك عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في خطابه الذي سيلقيه إلى الشعب المصري ما أسموه بـ"الانقلاب العسكري".
وتزامنًا مع إعلان خارطة الطريق في 3 يوليو 2013، وبداية أولى مراحل الاستقرار، لم يعد لقناة "مصر 25" مكان وسط التطور الذي تشهده مصر، فتم وقف بثها خلال ذلك التوقيت، وتم تحوير اسم القناة لتعود من جديد إلى المشهد الإعلامي بتحريضات جديدة تحت اسم "أحرار 25"، وكانت تبث من داخل الاعتصام المشئوم "رابعة والنهضة".
لكن بعد فض الاعتصام تم تغيير مكان بثها لتذهب إلى لبنان تحت اسم قناة "الميدان"، وتصل محطاتها الأخير في تركيا تحت اسم "مصر الآن" والتي تنبأ بظهورها الرئيس عبد الفتاح السيسي وحذر منها في لقائه برؤساء تحرير الصحف في الشهر الماضي، وأكد أن قطر وتركيا تقف ورائها وتعمل كمنابر لنشر الشائعات بهدف تقويض استقرار مصر.