حملات توعية ضد الأمراض المستعصية والخطيرة نلاحظها على صفحتنا على مواقع التواصل التواصل الاجتماعى، مثل تحدى دلو الثلج، الذى يتمثل فى أن يسكب المتحدى وعاء من الماء المثلج فوق رأسه، أو يتبرع بـ100 دولار لصالح حملة تهدف لنشر الوعى حول مرض التصلب العضلى الجانبى، وجمع التبرعات لمكافحته.
ومن أطلع على حسابه على موقع فيس بوك أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعى، يلاحظ بعض الأصدقاء ينشرون صورا لهم بالأبيض والأسود مع عنوان "قبول التحدى"، التى يقف هدفها عند حد رفع التوعية بمرض السرطان المنتشر .
ننساق وراء الكثير من هذه الحملات دون معرفة أراء المرضى أو الناجيين، وعما إذا كانت تحقق لهم دعما بالفعل أم أنها مجرد نوع من التقليد بالنسبة للبعض، إحدى الناجيات من مرض السرطان الخطير أعربت عن استيائها من الحملة الأخيرة ووصفتها بأنها حملة نرجسية لا هدف أو طائل منها.
فريبيكا ويلكنسون، سيدة بريطانية من مدينة لانكشاير تم تشخيص إصابتها بنوع خطير من سرطان الثدى عام 2013 وقت أن كان عمرها 32 عاما مما اضطرها للخضوع لعملية إزالة الثديين والمبيضين، انتقدت الحملة بشدة ووصفتها بأنها "نرجسية".
ونشرت ريبيكا صورة لها على فيس بوك، كشفت فيها عن ثدييها، لتظهر ما يعنيه مرض السرطان. وكتبت إنه على نقيض ما يزعم الناس، فإن ما يسمونه فى حملتهم بأنه "تحدى" لا يقدم أى شىء للتوعية بمرض السرطان.
وأضافت "كل شخص على فيس بوك على وعى بالسرطان، لذا لا يمكنكم اللعب بكارت الوعى، خاصة أنها لا تستهدف التوعية بنوع معين من المرض. الحملة لا تجمع تبرعات لصالح المرضى ولا تظهر أى دعم".
ريبيكا وهى أم عزباء لطفلين، ظهرت فى الصورة رافعة علامة النصر بعد أن نجاها الله من المرض، وكتبت: "يمكنكم رؤية نتيجة عملتين استئصال أحدهما ناجحة وأخرى فاشلة، وأضافت مستنكرة: "هل تعتقدون حقا أن شخصا مصابا بالسرطان سيكون سعيدا لأنك نشرت صورة نرجسية بالأبيض والأسود؟ بالطبع لا".
وتابعت: "اذهبوا لزيارتهم فى المستشفى، أو مصاحبتهم لتلقى العلاج الكيماوى أو اطهوا لهم وجبة طعام"، معربة عن عن استياء شديد من الحملة، وقالت: "لا يمكنكم معرفة آثار الكيماوى على جهاز المناعة فى اليد والقدمين، أو ذاكرتى، لا يمكنكم أن تروا الآثار النفسية على وأطفالى، الذين ربما يحملون نفس الجين الذى تسبب بالمرض".
ومضت ريبيكا فى سرد آلامها "لا يمكنكم أن تروا الندبات جراء إزالة المبيضين، أنتم ترون حاجبى لكنهم مجرد وشم لأن الكيمياوى سرقها منى".
وحثت متابعيها "أيها الجادون استيقظوا.. أى شىء لنشر الوعى هو أمر جيد، لكن الجدل ليس مفيدا دائما، وكما ذكرت مسبقا فإن الجميع على وعى بالسرطان، هذه الحملة هى استعداء للكثير من الناس الذين يعانون من السرطان والذين يحتاجون للمساعدة الفعلية وليس صوركم الشخصية".
وخلصت ريبيكا، التى تعمل كاتبة بحسب حسابها على الفيس بوك، "لقد قرر شخص ما بمكر أن يبدأ حملة للانتشار على الفيس بوك لكى يحقق لا شىء، مستغلا فى محاولته السرطان.. هذا أمر ملتوى" وحثت المتابعين "توقفوا حالا"، وحظيت صورة ورسالة ريبيا بالعديد من المشاركات حيث تم تداولها أكثر من 18 ألف مرة، كما أنها تلقت مئات التعليقات المؤيدة لدعوتها.