توقع محللان نفطيان كويتيان تأرجح أسعار النفط في الاسواق العالمية صعودا وهبوطا حتى نهاية العام الحالي بين 40 الى 50 دولار لبرميل نفط خام القياس العالمي مزيج برنت وبين 35 الى 45 دولار لبرميل النفط الكويتي.
واوضح المحللان في لقاءين منفردين مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم أن تذبذب اسعار النفط الخام حاليا هو انعكاس لاختلال ميزان الطلب والعرض وغياب آليه واضحه لتنظيم المعروض إضافة إلى الدور المؤثر الذي يلعبه المضاربين في الاسواق العالمية.
واشارا الى ان الاسعار لمزيج برنت ستصل الى 55 دولار مع بداية 2017 ثم الى 60 دولار وبعدها ستستقر الاسعار عند هذه المستويات لفترة طويلة طالما ظلت معطيات السوق كما هي ولم تحدث مفاجآت على المستوى الجيوسياسي أو كوارث طبيعية.
فمن جهته قال المحلل النفطي الكويتي ورئيس مركز الافق للاستشارات الإدارية الدكتور خالد بودي ان ملامسة أسعار النفط لحدود ال 50 دولار كان أمرا متوقعا منذ العام الماضي لافتا الى ان التوقعات بالمزيد من التعافي لأسعار النفط قائمة "ولكن ببطء".
ولفت الى ان الاسعار لن تصل للمستويات المرتفعة السابقة التي تحققت في 2014 وتخطت حاجز ال 100 دولار للبرميل.
وافاد بودي بان الاسعار ستصل الى 55 دولار للبرميل مزيج برنت مع قدوم العام 2017 ومن ثم ستصعد الى نحو 60 دولار لتحافظ الاسعار على هذه المستويات لفترة طويلة مشيرا الى ان الدول المنتجة ليس لديها طموح للوصول الى ال 100 دولار مرة اخرى على المدى المتوسط حيث ان تلك الاسعار لم تكن طبيعية.
واوضح ان سعر البرميل بين 60 الى 65 دولار يعد مقبولا وسيتحقق على المدى المتوسط ما لم تحدث امور غير طبيعية سواء كوارث طبيعية او تغيرات جيوسياسية كبيرة وان التذبذب في الاسعار سيكون بين دولار او دولارين وهو يدخل ضمن اطار استقرار الاسعار.
وحول اهم اسباب التذبذب في الاسعار بالأسواق العالمية قال بودي انها تعود الى تلك البيانات الاقتصادية المتضاربة التي تخلق حالة من القلق بين المتعاملين بالسوق ومنها التطورات في الصين والتراجع في النمو الاقتصادي موضحا ان الاوضاع تتحسن ولكنها ليست باي حال من الاحوال كما كانت في السابق خلال عامي 2013 و 2014 حيث كان لهذا النمو دور كبير في دفع الاسعار الى الاعلى.
واشار الى ان سعر صرف الدولار لعب دورا مؤثرا في انخفاض اسعار النفط عندما حقق ارتفاعات متوالية لكنه عاد للاستقرار نوعا ما وهو ما كان له تأثير ايجابي.
وبين بودي ان النمو الاقتصادي في العالم عدا الصين متواضع ومحدود مؤكدا ان هذا التواضع في النمو الاقتصادي ومع استمراره لفترة ليست بالقليلة تكيف معه السوق ولكنه يظل مصدر قلق.
واوضح ان تخطي الاسعار لحاجز ال 100 دولار سابقا كان من اسبابه الرئيسة النشاط القوي للمضاربين لافتا الى ان المضاربين انسحبوا من الاسواق مع هبوط الاسعار بشكل كبير ما زاد من حدة الهبوط للأسعار "ولكنهم بدأوا في العودة حاليا بشكل تدريجي".
وطمأن بودي جمهور المتعاملين بالأسواق النفطية موضحا انه لا قلق في الوقت الراهن حيث يوجد استقرار كبير في الاوضاع الاقتصادية "حتى وإن كان النمو الاقتصادي العالمي بطئ والنمو الاقتصادي الاوروبي لا يتجاوز واحد في المئة الا ان الاستقرار هو السمة الغالبة حاليا وغير متوقع الهبوط او الصعود الحاد".
وقال ان العام 2017 سيشهد اسعارا بين 60 الى 65 دولار للبرميل موضحا انه لا قلق من النفط الصخري الذي ربما يرتفع انتاجه في الفترة المقبلة لعودة جدواه الاقتصادية بعد ان تجاوزت الاسعار حاجز ال 40 دولار.
واشار الى ان بعض الشركات التي كانت قد تراجعت عن انتاج النفط الصخري بدأت في العودة من جديد خصوصا مع تطور طرق الانتاج لهذا النوع من النفط غير التقليدي وتقليل تكلفة الانتاج من نحو 80 دولار للبرميل الى ما يقرب من 40 دولارا فقط.
واكد انه لا قلق من النفط الصخري على النفط التقليدي لأنه في افضل حالته سيظل محدود الكمية في انتاجه وتأثيره ناهيك عن اضراره البيئية التي تحد من انتاجه في الاساس موضحا انه من المتوقع في العام 2030 انتاج نحو 10 مليون برميل من النفط الصخري وهو ما سيعادل حوالي 8 في المئة من اجمالي الانتاج العالمي في تلك الفترة.
ومن ناحيته قال المحلل النفطي محمد الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان تذبذب اسعار النفط الخام حاليا هو انعكاس لاختلال ميزان الطلب والعرض وغياب آليه واضحه لتنظيم المعروض في اسواق النفط.
ولفت الى ان هذا الدور كانت تضطلع به منظمه البلدان المصدرة للبترول (اوبك) قبل تهاوي اسعار النفط وقبل اللجوء الي ديناميكية السوق من اجل استعاده التوازن وهو تطور يؤكد اهمية الدور الذي تقوم به اوبك من اجل استقرار اسواق النفط وضمان أمن الإمدادات "ولكن مسئولية المحافظة على استقرار الاسواق هي مسئولية جماعية يشارك فيها كل المنتجين داخل اوبك والمنتجين الرئيسين من خارجها.
واضاف الشطي لعل السبب الرئيس في تذبذب الاسعار هي ان الامور آلت الي المضاربين والمستثمرين في تحديد مراكزهم سواء بالبيع او الشراء وزياده عقود النفط او تناقص عددها بناء على انطباعاتهم وقراءتهم لمؤشرات السوق في غياب خطه طريق واضحه يتبناها المنتجون.
وبخصوص اسباب تعافي اسعار النفط خلال الأيام السابقة اوضح الشطي انها تعود الى مشاورات المنتجين التي تسبق منتدى الطاقة الدولي المقرر انعقاده في الجزائر خلال الفترة من 26 الى 28 سبتمبر 2016 وحديث عن توافق محتمل حول تثبيت الانتاج تقوده فنزويلا وسط تصريحات ايجابيه من السعودية لصالح استقرار الاسواق بالإضافة الى انخفاض مخزون الجازولين الامريكي والانخفاض في المخزون العائم.
واضاف بانه من تلك الاسباب ضعف الدولار الامريكي الامر الذي ساعد في تحفيز المستثمرين والمضاربين لشراء عقود وتعزيز مراكزهم في الاسواق الآجلة واعلان شل ايقاف تحميل نفط بوني لايت النيجيري بسبب وجود تسرب وكذلك تعطل في الانتاج من شمال العراق بمقدار 80 الف برميل يوميا وإغلاق انغولا حقل داليا للنفط الخام وتأثر الانتاج ب 215 الف برميل يوميا.
واوضح الشطي بان هناك عدد من العوامل التي تسهم في ضعف اسعار النفط ومنها استمرار السوق في حالة (الكونتانغو) "أي ان الاسعار الحالية اقل منها في المستقيل" لتشير الي زيادة المعروض في اسواق النفط وارتفاع انتاج السعودية الي 67ر10 مليون برميل يوميا في يوليو والإعلان عن رفع الانتاج خلال الأشهر القادمة ليصل الي قريبا من 9ر10 مليون برميل يوميا.
واوضح ان من تلك العوامل التوقعات بارتفاع الانتاج الامريكي وارتفاع انتاج بحر الشمال من النفط الخام والحديث عن اتفاق بين بغداد وكردستان يزيد من احتمالات ارتفاع انتاج النفط من العراق كما بدأت بعض التحاليل تستبعد اتفاق وشيك خلال الجزائر بالإضافة الى ضعف هوامش أرباح المصافي.
وقال الشطي يجب عدم التقليل من التحركات الحالية التي تقودها فنزويلا بين المنتجين والتصريحات السعودية السابقة كونها اكبر منتج للنفط حيث انها اوضحت انها مستعده للتعاون مع المنتجين الاخرين لاستقرار اسواق النفط ولذلك الأيام القادمة تتضح فيها الصورة مع اقتراب انعقاد الاجتماع.
وانهى الشطي حديثه بالقول التوقعات الحالية للأسعار الي نهاية العام على الأقل تظل اسعار بالنسبة لنفط خام الاشارة برنت تتحرك بين 40 الى 50 دولار للبرميل بينما الكويتي بين 35 الى 45 دولار للبرميل ويظل شرط تعافي الاسعار هو تناقص الفائض وعودة مستويات المخزون النفطي الي مستويات اكثر طبيعية.