"المشي فوق الرمال الناعمة البيضاء لشواطئ البحر الأحمر، والشمس على ظهرك والرمال تغطي قدميك، بينما تمسك يد نصفك الآخر في جولة مثيرة في الصحراء، حتى ينتهي النهار ليعطي دوره لليلة مُقمرة، وأنغام الموسيقى الشرقية تتصاعد في الهواء، والنجوم تلمع وأنتما ترقصان بجوار نار المخيم"، ليس هذا جزء من رواية عاطفية، بل اقتباس من موقع "الهيئة المصرية لتنشيط السياحة"، التي قررت مؤخرا أن تضم "السياحة الرومانسية" ضمن أساليب جذب الزوار إلى مصر.
ويستكمل الموقع: "إفتُتِن يوليوس قيصر ومارك أنتوني بكليوباترا ورومانسية مصر.. اليوم، يمكنك أنت أيضًا الفوز بحصتك من سحر مصر والتمتع بعطلة رومانسية لا تُنسى".
سامي محمود، رئيس هيئة تنشيط السياحة، قال في تصريحات تليفزيونية، إن السياحة الرومانسية هي نوع متخصص كسياحة الاستجمام والاستشفاء ستكون بداية من 2017 والتقييم الفعلي لها خلال عام 2018، حيث أنها لن تثمر إلا بعد استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مصر،، لافتا إلى أن الهدف منها هو وضع البلاد بين الدول المعروفة بجذب الأزواج لقضاء شهر العسل كماليزيا، وأنها قائمة على المزج بين السياحة الترفيهية والثقافية.
موقع الهيئة يعدد أماكن وأنشطة مختلفة لهذا النوع من السياحة: "عشاء بدوي وتأمل النجوم، شاطئ الغرام وعجيبة وكيلوباترا بمطروح، جزر إلفنتين والخيال، جولة عشاء باليخت، قلعة زمان"، لكن المختصين بالسياحة في مصر لا يأملون أن تساعد مثل هذه الحملات في تغيير الأوضاع.
"قديمة كالتنورة"، هكذا وصف محمود شعبان، مدير أحد شركات السياحة، ذلك النوع الذي أطلقته الهيئة، مرجعا ذلك إلى أن كافة شركات السياحة والفنادق تطرح تلك البرامج بنفس المناطق لرحلات الأزواج منذ أعوام عدة، ولكن طرحه عبر الموقع يمكن أن يساهم في إنعاش ذلك النمط السياحي بشكل أكبر، لافتًا إلى أن آخر الأفواج السياحية، التي وصلت إلى مصر كانت نسبة الأزواج فيها 30% فقط.
ويجد أن ما تحتاجه البلاد في الوقت الحالي هو حملة دعاية حقيقية، لسلبية الأخبار المنتشرة عنها في الفترة الأخيرة، وخاصة منذ عام 2011، وهو ما أيده عمرو صدقي، عضو غرفة السياحة، بثقله لأهمية الحملة الترويجية لمصر بالخارج، مشيرًا إلى أنه يمكن تهيئة مناطق عدة لاستقبال السياحة الرومانسية، كـ"مرسى علم والجونة وطابا"، إلا أنه سيظل الطريق طويلا أمام البلاد لتنافس المناطق المشهورة والمعروفة بذلك النوع السياحي كـ"المالديف، والكاريبي، والبهاماز".
ويرى عمرو، أن السياحة الرومانسية، هي نوع من السياحة الكلاسيكية، ولن تتناسب في الوقت الحالي مع المستثمرين والسياح وظروف الحالية، التي تمر بها البلاد، لذلك يمكن الترويج للسياحة الطبيعية والتعليمية، التي ستكون أفضل لمصر، وستلاقي رواجا أكبر، على حد قوله.