اندلعت الحرب العالمية الأولى بإعلان ألمانيا الحرب على روسيا، في أول أغسطس عام 1914، وذلك بعد أن أعلنت روسيا الحرب على النمسا.
من جانبها، أعلنت النمسا الحرب على صربيا، بسبب اغتيال ولي عهدها على يد الطالب الصربي غافريلو برينسيب في منطقة البوسنة والهرسك.
وخلفت الحرب الأوروبية التي تحولت إلى عالمية، أكثر من 8 ملايين قتيل وجريح، ودمرت بلادٍ وأحرقت الزراعات وانتشرت الأوبئة والأمراض.
أرجع الباحثون سبب الحرب إلى رغبة الدول العظمى تقليص نفوذ بعضها البعض في مستعمراتها، وليس حادثة اغتيال ولي عهد النمسا.
وعلى هذا نشبت الحرب بين دول المركز "ألمانيا والنمسا والدولة العثمانية"، من ناحية، ودول المحور "فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة"، من ناحية أخرى.
وفي هذا الوقت كانت مصر تابعة للدولة العثمانية وفي نفس الوقت مستعمرة بريطانية.
ورأت بريطانيا الفرصة سانحة أمامها لإنهاء السيادة العثمانية على مصر فقامت بعزل الخديو عباس حلمي الثاني، وتعيين الأمير حسين كامل وإعلان الأحكام العرفية والحماية البريطانية على مصر، وانتهى الأمر بأن أصبحت مصر في حالة حرب مع الدولة صاحبة السيادة عليها من الناحية القانونية.
ورغم أن إعلان الحماية البريطانية على مصر، يقضي بأن تحمي بريطانيا العظمى مصر من الدول الكبرى وغزواتها، إلا أن بريطانيا أجهدت الجيش المصري في عدة معارك مع الأتراك والألمان لصالحها في الحرب العالمية.
فقد حارب سلاح الهجانة المصري الأتراك في عدة معارك على ضفاف قناة السويس، وعلى الحدود الجنوبية كانت القوات المصرية تحارب من أجل الحلفاء، وذلك عندما انضم سلطان دارفور للأتراك وأعلن الجهاد ضد الإنجليز.
وأعلن السير "ونجت" عن فضل القوات المصرية التي تحملت الصعاب خاصة الظروف الطبيعية من جبال ورمال ومياه، في الانتصار على قوات سلطان دارفور.
ومضى الجيش المصري يحارب في شبه الجزيرة العربية، لمساعدة حاكم الحجاز الذي أعلن الثورة والحرب على الدولة العثمانية.
وكذلك ساهم الجيش المصري في العمليات الحربية على حدود مصر الغربية ضد السنوسي -أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء.