سجلت أسعار الألبان الصناعية المستوردة للأطفال الرضع، ارتفاعا جديدا فى الأيام الأخيرة، وتزامن السعر الجديد للألبان، مع نقص شديد فى الألبان المدعمة وقالت أمهات حديثى الولادة لـ"اليوم السابع" أنهن يقفن فى طوابير طويلة أمام المراكز الصحية للحصول على اللبن المدعم، مما ووضعهن بين مطرقة اللبن نصف المدعم ( 17جنيه للعبوة) والمتوفر بكمية قليلة فى الصيدليات، وبين سندان اللبن المستورد (يتراوح سعره بين 37 و 40 جنيه للعبوة)، والذى لا يستطيع محدودو ومعدومو الدخل الاقتراب منه.. وبات الحصول على عبوات الألبان الصناعية المدعمة لحديثى الولادة من مراكز الصحة أشد صعوبة من الحصول على رغيف الخبز.

وأكد عاطف إبراهيم – صيدلى – أن الألبان المستوردة للرضع سجلت ارتفاعا تقترب نسبته من 10 % ، موضحا أن أسعار ألبان الأطفال الرضع المستوردة مثل نان وابتاميل ارتفعت من 37.5 إلى 39.5 جنيه، بينما الألبان نصف المدعمة مثل بايوميل وليبتوميلك لم يطرأ على أسعارها أى زيادة وبقيت عند 17 جنيه للعبوة الواحدة، لكن الكميات المعروضة منها قلت بدرجة كبيرة نظرا لتوقف الاستيراد من الخارج بعد أحداث 25 يناير، مشيرا إلى أن الكميات التى تصل إلى صيدليته يتراوح عددها بين 4 و 10 عبوات، وهو عدد لا يتناسب مع زيادة نسبة المواليد والتى لا تتوقف.

"إيه اللى رماك على المُر غير الأَمَرّ منه" بهذا المثل الشعبى تحدثت سماح محمد – ربة منزل – عن حالها وهى تقف فى طابور طويل لعدة ساعات أمام مركز الصحة التابعة له أملا فى الحصول على أى عدد من العبوات قليلة تسد بها جوع رضيعها، مؤكدة أن طفلها يرفض اللبن الطبيعي، كما أن إمكانياتها المادية ضعيفة جدا بالمقارنة مع ارتفاع أسعار الألبان المستوردة فى الفترة الأخيرة، مما أجبرها على الوقوف فى الطابور الطويل.

وأشارت إلى أن الغلاء طال كل شىء ولم يعد راتب زوجها يفى باحتياجاتهم الأساسية، وأنها تأمل أن يتبدل الحال قريبا.

وأكدت غادة فاروق - موظفة - بأنها كانت تقبل على شراء اللبن المستورد فى الشهر الأول لرضيعها ولكنها توقفت عن شرائه مع ازدياد الجرعة التى يتناولها الطفل بمرور الأيام قائلة "طفلى كان يستهلك فى شهره الأول ما يقرب من 5 عبوات بتكلفة 200 جنيه شهريا، وعندما بلغ عمره أربعة أشهر تضاعفت احتياجاته من اللبن لتصل إلى 10 عبوات بتكلفة 400 جنيه شهريا، ولكنى لم أحتمل هذه التكلفة الباهظة فلجأت للبن نصف المدعم حتى يتمكن طفلى من تجاوز عامه الأول ليحصل على بعض الأطعمة الأخرى من الخارج، بالإضافة إلى وجود التزامات أخرى علينا التكفل بها".