في الوقت الذي استمرت فيه تطورات الأوضاع علي الأرض في ليبيا في التصعيد‏,‏ أصيبت المحادثات بين الحكومة و المعارضة بالشلل بعد أن أعلنت الحكومة الليبية في وقت متأخر من مساء أمس الأول رفضها لعرض الثوار لوقف إطلاق النار

شريطة سحب الزعيم الليبي معمر القذافي قواته من جميع مدن ليبيا واحترام حق الليبيين في الاختيار, ووصفته بأنه تعجيزي. وقال عبد الجليل ـ خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدي ليبيا عبد الإله الخطيب الذي توجه إلي الجبهة الشرقية في ليبيا في زيارة قصيرة ـ إن العالم سيري أنهم سيختارون الحرية. وميدانيا, سيطر الثوار الليبيون علي مدينة البريقة النفطية بعد معارك عنيفة ضد الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي أدت إلي تراجع الاخيرة إلي منطقة العقيلة. وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة برنيق الليبية أن هناك العشرات من الجثث التي وجدها الثوار وهي تابعة للكتائب الأمنية, موضحا أن هذه الجثث هي لمرتزقة من تشاد وغانا.وقال ان العديد من السيارات العسكرية التابعة للكتائب وجدت محترقة بجانب الطريق جراء قصف قوات التحالف لها أمس الأول.

وأضاف أن الجيش الوطني التابع للثوار يقوم منذ صباح أمس بعمليات تمشيط للمنطقة وكذلك لشركة النهر; حيث يعتقد أن العديد من عناصر الكتائب الأمنية فرت إلي داخل الشركات بسبب القصف.

و بالتوازي مع التطورات الميدانية, كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن معاونا رفيع المستوي لاحد ابناء العقيد الليبي معمر القذافي عقد محادثات سرية في لندن مع مسئولين بريطانيين في وقت رفض فيه محادثات مع الثوار خاصة بوقف اطلاق النار بوصفها دعوة تنطوي علي استسلام.

وقالت الصحيفة في تقرير اوردته علي موقعها الالكتروني إن محادثات لندن قادها محمد اسماعيل المعاون رفيع المستوي لسيف الاسلام نجل القذافي الذي درس في بريطانيا وكان الوريث المحتمل للعقيد ـ وان زيارته- التي جاءت بعد ايام قليلة من زيارة للندن قام بها موسي كوسا احد الحلفاء الوثيقين للعقيد- بعثت بنوبات من القلق داخل حكومة القذافي.

وأشارت الصحيفة إلي أنه لم يتم الكشف عن توقيت وغرض مهمة اسماعيل وأن الغموض الذي يكتنف زيارته أضاف إلي مشاعر توتر وشك في طرابلس العاصمة بعد أسابيع من الهجمات الجوية الغربية التي تهدف إلي حماية المناطق التي يسيطر عليها الثوار والضغط علي حكومة القذافي.وأضاف المتحدث أن الرسالة الوحيدة التي يتم تمريرها هي حول الخطوات التالية لإنهاء العنف في ليبيا وضرورة ذهاب نظام القذافي.

وفي واشنطن, جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفضه لاستمرار القذافي في حكم ليبيا حتي لو قبل وقف إطلاق النار بشروط الثوار. و قال أوباما- وفقا لمتحدث باسم البيت الأبيض- إن القذافي فقد الشرعية أمام الشعب الليبي و أمام العالم و لم يعد مؤهلا للاستمرار في الحكم.و أكد المتحدث أن واشنطن تعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي علي مواصلة الضغط علي القذافي حتي يتنحي عن السلطة. علي صعيد متصل استمرت ردود الفعل حول التحركات العسكرية الدولية في ليبيا بين مؤيد و معارض لها; حيث أعرب يانج جي تشي وزير الخارجية الصيني عن شعور بلاده بالقلق العميق بسبب أنباء متكررة عن سقوط قتلي وجرحي بين المدنيين الليبيين جراء استمرار المعارك بين المعارضين والموالين للعقيد القذافي من ناحية, والغارات الجوية التي تشنها قوات التحالف من ناحية أخري.

وقال يانج: نأمل جديا بأن تلتزم الدول المعنية بقرار مجلس الأمن الدولي رقم1973 وكذلك باستقلال ليبيا وسيادتها وينبغي حل المسألة بالسبل الدبلوماسية والسياسية المناسبة. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية الصيني ببكين مع نظيره الألماني جيدو فسترفيلي, حيث اتفق الوزيران علي أن الوضع في ليبيا لا يمكن حله بوسائل عسكرية, ووجها الدعوة إلي معمر القذافي للإسراع بوقف إطلاق النار.

الخارجية تستأجر طائرات لإعادة المصريين

أعلن السفير محمد عبد الحكم مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج أن وزارة الخارجية قامت باستئجار عدد من الطائرات من إحدي شركات الطيران التونسية لنقل المواطنين المصريين إلي أرض الوطن. وأضاف أنه تم أمس الأول اعادة وتسفير362 مواطنا مصريا, مشيرا إلي أن الحدود الليبية التونسية استقبلت أمس الأول198 مواطنا مصريا تم تسفير114 منهم إلي القاهرة.

وأضاف أن مجموعة العمل المصرية المتواجدة في منطقة راس جدير وفي مطار جربا بتونس قامت بتقديم التسهيلات والمساعدات اللازمة للمواطنين واصدار وثائق السفر الخاصة بهم.

وأوضح كذلك أن عد العابرين من منفذ السلوم أمس ألي مصر بلغ373 مواطنا مصريا و2730 أجنبيا و2154 ليبيا و576 من رعايا الدول العربية.

قافلة إغاثية من المنظمات الإسلامية للشعب الليبي

تنطلق غدا قافلة من المساعدات الطبية متجهة الي ليبيا عبر منفذ السلوم البري مقدمة من منظمة الإغاثة الانسانية في بريطانيا, وتحت رعاية جامعة الدول العربية واتحاد المنظمات الإسلامية, وسوف يتم تسليمها للقوات المسلحة علي الحدود المصرية الليبية لتوصيلها. وصرحت ليلي نجم مدير ادارة الصحة والمساعدات الانسانية ومسئولة الامانة الشعبية لمجلس وزراء الصحة العرب بالجامعة العربية بأن هذه المبادرة انطلقت عقب الاجتماع الدولي لتقديم الإغاثة الانسانية لليبيا والدول المجاورة بحضور39 منظمة دولية واقليمية وعربية ومجتمع مدني, كما كان للاتحاد العربي لمنتجي الأدوية في الاردن دور كبير في تجهيز الإسعافات الأولية وادوية لمصابي الثورة الليبية.