لليوم الثالث عشر ولليوم الثاني من عملية الحامي الموحد التي يتولاها حلف شمال الأطلنطي الناتو ضد دفاعات العقيد الليبي معمر القذافي لحماية المدنيين, شدد التحالف هجماته علي المدن الليبية وخاصة سبها وسرت ومزدة.
فيما شهدت طرابلس العديد من الطلعات الجوية والصواريخ الموجهة ضد أماكن عسكرية في جنوب طرابلس وشرقها ومنطقة باب العزيزية.
ويقاتل ثوار17 فبراير لوقف تقدم القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي بعدما فقدوا مدنا رئيسية شرق البلاد كانوا قد استولوا عليها الاسبوع الماضي في مقدمتها ميناء البريقة النفطي الرئيسي, حسبما ذكرت وكالة رويترز.وعلي مدار اليومين الماضيين تقدمت قوات القذافي شرقا صوب بنغازي شمال شرق البلاد. وفي طرابلس, تجمع العشرات من انصارالقذافي في باب العزيزية معقل الزعيم الليبي في ساعة متاخرة ليلة امس ولوحوا بالاعلام وقرعوا الطبول ورددوا الهتافات التي تعرب عن استعدادهم للدفاع عن الزعيم بارواحهم.
وتصف الحكومة هؤلاء المساندين بالدروع البشرية المتطوعة والذين يحتشدون كل يوم في العاصمة دعما للقذافي.
وفي مصراتة, قال متحدث باسم المعارضة الليبية إن قوات موالية للزعيم الليبي معمر القذافي تشن قصفا مدفعيا عنيفا علي المدينة التي يسيطر عليها المعارضون وإن قوات القذافي تهاجم المتاجر والمنازل في وسط المدينة.وقال المتحدث واسمه سامي لرويترز عبر الهاتف استخدموا دبابات وقنابل يدوية وقذائف مورتر وقذائف أخري لقصف المدينة اليوم. كان قصفا عشوائيا وعنيفا للغاية... لم نعد نميز المكان فالتدمير لا يمكن وصفه.وتابع الجنود الموالون للقذافي الذين دخلوا المدينة عبر شارع طرابلس ينهبون المكان.. والمتاجر وحتي المنازل.. ويدمرون كل شيء.
وفي بنغازي, أعلنت المعارضة أنها ستوافق علي وقف إطلاق النار استنادا لشروط منها أن تترك قوات القذافي مدنا في الغرب وتمنح الشعب حرية التعبير.كما طالب مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي معقل المعارضة بسحب قوات المرتزقة من الشوارع في ظل أي وقف لإطلاق النار.
وقال في مؤتمر صحفي مع عبد الإله الخطيب مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا إن المعارضة ليس لديها اعتراض علي وقف إطلاق النار بشرط أن يتمتع الليبيون في المدن الغربية بحرية كاملة في التعبير عن آرائهم.
وأضاف أن المعارضين سيحتاجون سلاحا ما لم تتوقف قوات القذافي عن مهاجمة المدنيين مكررا نداء بالمساعدة في مواجهة قوات القذافي الأفضل تسليحا. كما قال إن المعارضين لن يتراجعوا عن مطلبهم الأساسي بأن يغادر القذافي وأسرته ليبيا.
وحل القلق محل فرحة الثوار في الشرق, وذلك في ظل تواصل زحف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي نحو المناطق التي وقعت تحت سيطرة الثوار.ووجهت قيادة الثوار نداء عبر الإذاعة تطالب فيه الشباب للتطوع في صفوفها, والتقي الثوار شبابا وكبارا عند أحد الحواجز غرب مدينة بنغازي للتدرب علي استخدام الكلاشنيكوف والدفاع الجوي, وأشاروا إلي أنهم في حاجة إلي التدريب في الخارج.
وعلي صعيد العمليات العسكرية, أعلن حلف شمال الأطلسي ناتو أن16 دولة من بين أعضائه الـ28 يشاركون في مهمة تطبيق قرار مجلس الأمن1937 تحت اسم الحامي الموحد.ولم يصدر حلف الأطلسي معلومات عن مشاركة دول أخري في العملية. وكانت السويد وقطر والإمارات العربية المتحدة أكدت مرارا مشاركتها في المهمة. وأشار الناتو إلي أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا, هي الدول الأكبر مساهمة في المهمة العسكرية.
وفي سياق آخر, ذكر مسئولون بالجيش والحكومة الأمريكيين أن أعضاء من الناتو وجهوا تحذيرا صارما لثوار ليبيا بعدم مهاجمة المدنيين في خضم مواجهاتهم مع نظام القذافي,
ونقلت نيويورك تايمز عن مسئول بإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قوله نوجه رسالتنا إلي الثوار الليبيين بأننا مضطرون للدفاع عن المدنيين سواء المؤيد منهم للقذافي أو المعارض له.. مضيفا إننا نعمل بكامل طاقتنا خلف الكواليس مع الثوار, ولانريد أن نجد أنفسنا في مواجهة قرار بضربهم من أجل حماية المدنيين الليبيين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه منظمات حقوق إنسان بأن أكثر من400 شخص فقدوا في شرق ليبيا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة قبل ستة أسابيع وأنه يخشي قتل أو اعتقال كثيرين من قبل القوات الحكومية.
وعلي صعيد آخر, ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن ليبيا نقلا عن مصادر بالحكومة البريطانية أن محمد إسماعيل- وهو مساعد لسيف الاسلام القذافي- زار لندن في الايام القليلة الماضية فيما قالت انه أجري عدة اتصالات بين ليبيا والغرب علي مدي الاسبوعين المنصرمين لاجراء محادثات مع مسئولين بريطانيين.