وسط حالة من الاستنفار الأمني غير المسبوق في العاصمة اليمنية صنعاء, تواصل أمس- و لليوم الثاني علي التوالي- توافد الحشود المؤيدة للنظام الحاكم باليمن و الأخري المعارضة علي الميادين الرئيسية بالعاصمة صنعاء وعدد من ساحات المدن بالمحافظات.
وذلك في محاولة جديدة من كل جانب لإظهار قوته في الشارع اليمني. وفيما وصل عشرات الآلاف من المؤيدين للنظام إلي ميدان التحرير وساحة السبعين قادمين من المحافظات المجاورة للعاصمة صنعاء, تلبية لدعوة الرئيس علي عبد الله صالح لأنصاره لإظهار مدي التأييد الذي يحظي به, وصل أيضا عشرات الآلاف من الجماهير المناهضة للنظام إلي الساحة الرئيسية أمام جامعة صنعاء قادمين من مختلف مديريات العاصمة للانضمام إلي المعتصمين أمام الجامعة. و فيما رفع المؤيدون شعار جمعة الإخاء لمسيرتهم, قال شباب الثورة إن مسيرة اليوم هي مسيرة جمعة الخلاص.
وفي خطاب قصير خرج به صالح علي حشود المؤيدين الذين تجمعوا حول قصره, قال إنه مستعد للتضحية بدمه و روحه و بكل ثمين لديه من أجل هذا الشعب العظيم. وحرص الرئيس صالح علي عدم توجيه حديثه إلي المعارضة اليمنية, واكتفي بالإشارة إلي أن هذه الحشود الجماهيرية المؤيدة للنظام أكبر رد علي الأقلية التي تسعي لتولي السلطة باليمن من خلال العنف والفوضي.
ودعا الرئيس صالح في المهرجان الخطابي الذي نظم تحت اسم جمعة الإخاء إلي أن يكون الخطاب حصيفا.ووجه صالح خطابه لتحالف اللقاء المشترك( المعارض) قائلا ليس عندي أي رد علي أي شخص, ولكن أتمني أن يكون خطابهم حصيفا ومسئولا دون أن يتلفظون بألفاظ غير مسئولة. وسجل المراقبون مخاوفهم من وقوع أحداث عنف بين المؤيدين والمناهضين للنظام إذا ما اندست عناصر تابعة لأحدهما بين صفوف الآخر, رغم تباعد أماكن اعتصام ومسيرات كل جانب عن الآخر. و تأتي هذه المخاوف رغم الانتشار الواسع لأفراد الجيش والأمن منذ أمس الأول لتأمين وحماية المتظاهرين والفصل بينهما.
وفي إشارة لمدي خطورة التصعيد الذي تشهده العاصمة اليمنية صنعاء, حثت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها في اليمن علي مغادرتها فورا.
ويذكر أن بريطانيا قد نصحت أمس الخميس رعاياها في اليمن بسرعة المغادرة قبل مظاهرات الجمعة.
و في خطوة مماثلة, حثت وزارة الخارجية البريطانية بقوة رعاياها علي مغادرة اليمن فورا في اعقاب ما وصفته بتدهور سريع في الوضع الامني كما طالب المتحدث باسم الخارجية النمساوية كافة رعايا بلاده المتواجدين في اليمن بمغادرتها في أسرع وقت ممكن مشيرا إلي المخاوف من التدهور السريع في الأوضاع الأمنية هناك.
في الوقت نفسه, أدان اتحاد نساء اليمن ما وصفه بالانتهاكات الصارخة لحقوق الأطفال في ساحات الاعتصام باليمن, واصفة قيام البعض بإلباس أطفال في سن الثالثة والرابعة والسادسة وحتي العاشر أكفانا بيضاء كتب عليها عبارات مخيفة لتقديمهم دروع لمسيرتهم التخريبية بأنه جريمة شنعاء.
وقال بيان صادر عن الاتحاد: إن ذلك يعد انتهاكا صارخا لحقوق الطفل التي كفلها الدين الإسلامي ونصت عليها القوانين الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية, كما أن تلك الأعمال تعد جريمة منافية للقيم الإنسانية والأخلاقية والتي تؤدي لإلحاق الأذي النفسي والصحي والاجتماعي والتعليمي بالأطفال, كما أدان البيان إخراج الأطفال من المدارس إلي ساحات.