أودعت محكمة جنح بولاق الدكرور، حيثيات حكمها على 10 متهمين بالحبس 3 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لاتهامهم بالمشاركة في تظاهرات 25 أبريل الماضي الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، فيما تعرف بمظاهرات "الأرض".
وقالت المحكمة إن قوات الأمن نشرت عناصرها السرية والنظامية مدعومة بقوات الأمن مركزي بمحيط عدد من الميادين والشوارع الهامة بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، ومنها شارع ناهيا حيث تجمع أكثر من 100 شخص وقطعوا الطريق العام رافعين لافتات منددة بالاتفاقية، وعقب مطالبتهم بانهاء تجمعهم رددوا هتافات معادية للأجهزة الأمنية والتعدي على القوات بالقاء الحجارة والألعاب النارية، وحال قيام القوات بتفريق تجمهرهم استمروا في الهتاف والتعدي على القوات، تمكنت القوات من خلال المواجهات مع المشاركين في التجمهر من ضبط عدد منهم.
وأوضحت ان التظاهرات التي خرجت في 25 أبريل ببعض المناطق الرئيسية من بينها منطقة بولاق الدكرور -محل الواقعة- عبارة عن دعوات من قبل تنظيم الإخوان "الإرهابي" وبعض القوى السياسية الموالية لها، بدعوى التنديد باتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية، ونشر الشائعات والأكاذيب حول الاجراءات التي اتبعتها مؤسسات الدولة حيال الاتفاقية والتشكيك في مصداقيتها، الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة المرور وقطع الطريق العام، وتعريض حياة المواطنين لخطر، والاعتداء على منشآت الدولة ومنعها من اداء عملها.
فيما أكدت المحكمة أن المتهمة الثانية ميريت عبد المولى، أعترفت بأنها أحد أعضاء حركة 6 أبريل وشاركت في المظاهرة، وحضرت تنفيذا للدعوة للتظاهرة، كما أقر المتهم حمدي قشطة أنه من عناصر حركة 6 أبريل، وعضو بحزب الدستور وانه قام بالحشد والدعوة لذلك التجمهر، وانه تواجد لدفع الحشد لذلك التجمهر، الا أنهم أنكروا ذلك في التحقيقات.
وأضافت المحكمة أن المتهم الرابع أقر في محاضر الشرطة بانتمائه لحركة حازمون، ومشاركته في الدعوة في التظاهرة من خلال رسائل ومكالمات عبر الهاتف الجوال.
كما اقر المتهمين الخامس والتاسع والسادس والثامن بانتمائهم لجماعة الإخوان، وتواجدهم بالمكان للمشاركة في التجمهر الذي دعت إليه الجماعة.
واطمئنت المحكمة لتحريات ضابط الأمن الوطني واستندت اليها كدليل في القضية مع بقية الادلة من أقوال شهود الإثبات، موضحة أن التحريات أسفرت عن اضطلاع قيادات التنظيم الاخواني "الارهابي" وأعضاء ما يسمونه اللجنة الادارية العليا للتنظيم بالاتفاق مع قيادات بعض القوى الايثارية المناهضة الأخرى الموالية لهم ولتوجهاتهم السياسية على استغلال الاتفاقية الأخيرة لترسم الحدود لاثارة جمهور المواطنين ضد الدولة والنظام القائم.
وردت المحكمة على الدفع ببطلان تحريات الأمن الوطني بأن النيابة العامة أصدرت قرارا بحجز المتهمين لحين ورود التحريات، وذلك قبل مباشرة التحقيقات فضلا عن أن المحكمة تطمئن لاقوال مجري التحريات بشأن الواقعة.
ولفتت إلى ان المتهمين أنكروا ما نسب إليهم في تحقيقات النيابة، واعتبرت الإنكار "القصد منه درء الاتهام والافلات من العقاب واثارة الشك فيما اطمانت اليه المحكمة من ادلة الثبوت".
وعن تهمة "تغيير مبادىء الدستور وقلب نظام الحكم"، قالت المحكمة إن الاوراق جاءت قاصرة في بيان الافكار التي تهدف إلى تغيير مباديء الدستور الاساسية للهيئة الاجتماعية او النظم السياسية الخاصة بها او لتسويد طبقة اجتماعية على غيرها من الطبقات او القضاء على طبقة اجتماعية او لقلب نظم الدولة الاساسية ما ينتفي معه احد اركان هذه الجريمة فتقضي المحكمة بالبراءة من ذلك الاتهام.
واضافت أن الاوراق خلت من بيان الاخبار او البيانات او الاشاعات الكاذبة وماهية الوسائل المستخدمة في اذاعتها ونشرها الامر الذي تنتفي معه اركان تلك الجريمة وتقضي معه المحكممة ببراءة المتهمين من ذلك الاتهام.
اشارت المحكمة الى النيابة العامة نسبت للمتهمين احراز اسلحة تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون بيان تلك الأسلحة ولاسيما وانه لم يضبط بحوزتهم ثمة أي سلاح كما انه لم يشهد اي من ضباط الواقعة او مجري التحريات على ان المتهمين كان بحوزتهم اي سلاح او سيطرتهم مما تتشكك معه المكمة في صحة اسناد الاتهام للمتهمين لتقضى بالبراءة من ذلك الاتهام.
وانتهت إلى إدانتهم عملا بنص المادتين من القانون 107 لسنة 2013 بشان تنظيم الحق في الاجتماعات العامة والمواكب والتظاهرات السلمية.
ولهذه الاسباب قضت المحكمة حضوريا على المتهمين بحبس كل متهم لمدة 3 سنوات وتغريمه مبلغ 100 ألف جنيه والمصادرة لما اسند اليهم من اتهامات التظاهر بدون تصريح والتجمهر.
وبرأت المحكمة المتهمين من اتهامات تغيير مباديء الدستور وقلب نظام الحكم، والترويج لأخبار كاذبة وشائعات، وحيازة أسلحة.