ذكرت وكالة الأنباء السورية أن الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بحثا خلال اجتماعهما في دمشق السبت كيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت العلاقات بين بلديهما، وأجرى الحريري مع الأسد محادثات تاريخية تركزت على تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقد وصفت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان المحادثات بأنها بناءة وودية.
ونقل مصدر في دمشق عن بثينة شعبان قولها إن اللقاء بين الجانبين ركز على تعزيز العلاقات المستقبلية وتفعيل عمل المؤسسات بين البلدين. وأضافت أنه ستتبع هذه الزيارة لقاءات بين مسؤولين في البلدين لدفع العلاقات بينهما قدما إلى الأمام.
وقد استقبال الأسد للحريري في قصر الملوك إشارة واضحة لحفاوة الاستقبال وكسر للبروتوكول، واعتبر أن زيارة الحريري تأتي للتعارف الشخصي وتأسيس العلاقات والسعي لحل الملفات العالقة بين البلدين.
وأضاف المصدر أن الحريري سيلتقي نظيره السوري ناجي العطري الأحد وربما يلتقي الرئيس السوري مجددا.
وفي السياق ذاته قال مسؤول إعلامي في مكتب الحريري إن هذه الزيارة سوف تفتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وكان مكتب رئاسة الوزراء اللبنانية ذكر في وقت سابق أن الحريري سيبحث مع الرئيس السوري تطوير العلاقات بين البلدين، كما سيقدم التعازي للأسد بوفاة شقيقه مجد.
وتأتي الزيارة عقب زيارة قام بها إلى دمشق أمس الرئيس اللبناني ميشال سليمان حيث قدم التعازي للأسد، وبحث معه آخر التطورات السياسية ونتائج زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة.
وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس الوزراء اللبناني الجديد إلى سوريا والتي يتطلع من خلالها إلى تجاوز ما يقرب من خمس سنوات من العداء بين دمشق والائتلاف السياسي اللبناني الذي يرأسه الحريري (14 آذار).
ومنذ دخوله معترك الحياة السياسية بعد اغتيال والده لم يجر سعد الحريري أي اتصالات رسمية مع الحكومة السورية.
لكن العلاقات تحسنت بعد انتخاب الرئيس اللبناني العام الماضي، وإثر المصالحة بين السعودية وسوريا ثم تشكيل حكومة التوافق في لبنان برئاسة الحريري.
وخلال جلسة التصويت على الثقة صرح الحريري أمام البرلمان في 8 ديسمبر الأول بأن حكومته ستعمل على تحسين العلاقات المتوترة مع سوريا.
وكانت مصادر سياسية لبنانية توقعت أن يتفق الزعيمان على فتح صفحة جديدة في علاقاتهما الشخصية وعلى تعزيز التعاون بين حكومتيهما لضمان استقرار لبنان.
وقالت بهية الحريري عضو البرلمان اللبناني وعمة رئيس الوزراء، إنه من الطبيعي أن يزور سعد الحريري سوريا كرئيس حكومة لكل لبنان.
وأضافت "بالنهاية الدولة الأقرب لنا هي سوريا، وإن شاء الله تكون نتائج هذه الزيارة استقرارا وأمنا في لبنان".
واتهم ائتلاف الحريري (14 آذار) سوريا باغتيال رفيق الحريري والد سعد ورئيس وزراء لبنان الأسبق في فبراير 2005، كما ألقى باللائمة على دمشق في قتل أو مهاجمة عدد من السياسيين والصحفيين في السنوات التي تلت ذلك، وتنفي سوريا أي صلة لها بتلك الاغتيالات.
ولم توجه المحكمة الخاصة ومقرها لاهاي بعد الاتهام إلى أي شخص في مقتل الحريري الذي أجبر دمشق على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان في أبريل عام 2005 تحت وطأة مظاهرات شعبية وضغط دولي.