استعادت قوات العقيد معمر القذافي صباح أمس السيطرة علي مدينة رأس لانوف شرق ليبيا‏,‏ وذلك بعد أيام من سيطرة الثوار عليها‏,

وأرغمتهم علي الفرار من هذا المصب النفطي الاستراتيجي والعودة ادراجهم شرقا,ومن جانبها ذكرت الناطقة باسم الثوار إيمان بوقيقس إن الانسحاب هو تكتيكي لإبعاد مقاتلي المعارضة عن مرمي القصف الكثيف لقوات النظام الليبي.

وقال فرج مفتاح أحد المعارضين الليبيين لرويترز بعد الانسحاب من راس لانوف القذافي قصفنا بالصواريخ..

وأضاف: كنا عند البوابة الغربية في المدينة وتعرضنا للقصف. وقال سكان وعمال مساعدات إن الليبيين في المناطق المحاصرة منذ ستة أسابيع يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء فضلا عن المدن التي تخضع لحصار قوات معمر القذافي.وفي مدينة مصراتة ثالث كبري المدن الليبية حيث تستمر الاشتباكات بين القوات الموالية للقذافي ومقاتلي المعارضة المسلحة غص المستشفي الرئيسي بالمدينة بالمصابين وقال السكان إن امدادات المياه والكهرباء مقطوعة. وينفي المسؤولون الليبيون قطع المياه والكهرباء عن المدينة عمدا.

وقال شهود عيانإن الوضع الانساني كارثي, وهناك نقص في الغذاء والدواء. المستشفي لم يعد قادرا علي مواجهة الوضع, ونطلب مساعدة عاجلة لحماية المدنيين وتحسين الوضع الانساني.

وقالت إيمان منقار, المتحدثة باسم عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شرق ليبيا, يساورنا قلق بالغ( بشأن مصراتة)... تداعيات هذا القتال تقلقنا.وفي مدينة الزنتان تحدث عبد الرحمن أحد سكان المدينة أيضا عن نقص في الامدادات مع تمركز القوات الموالية للقذافي خارج المدينة الواقعة بغرب ليبيا.وقال عبد الرحمن من الصعب الحصول حتي علي المياه من الآبار خارج المدينة بسبب تمركز قوات( القذافي). وقال برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يشعر بالقلق تجاه نقص الغذاء في ليبيا.وقالت المتحدثة باسم البرنامج ريم ندا من علي الحدود الليبية التونسية ليبيا تعتمد علي واردات الغذاء... الامدادات مقطوعة والمخزون ينفد. ومع اندفاع السكان لتخزين المواد الغذائية استعدادا لحرب يقول مراقبون دوليون انها قد تستمر عدة أسابيع أو اشهر ارتفعت الأسعار الي حد كبير.

وعلي صعيد التحرك الدولي: استبعدت النرويج, التي تشارك في التحالف الدولي تسليح الثوار الليبيين, وهي فكرة طرحتها خصوصا الولايات المتحدة وفرنسا لتسريع سقوط القذافي.وقالت وزيرة الدفاع النرويجية غريت فاريمو فيما يخص النروج فان تزويد الثوار الليبيين باسلحة ليس مطروحا, كما أعربت إيطاليا عن معارضتها لفكرة تسليح الثوار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية ماوريزيو ماساري أمس إن تسليح الثوار سيكون بمثابة الإجراء المتطرف الذي من شأنه إحداث انقسام في المجتمع الدولي.وأوضح ماساري أنه لا يمكن القول بأن هذا هو الحل المثالي لوقف المذابح في حق المدنيين, وقال إن موقف إيطاليا يتمثل في استخدام كافة الآليات المتاحة أي مسألة فرض منطقة حظر الطيران والممرات الإنسانية.

فيما قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج: إن بلاده قد تقبل نفي القذافي كأحد الحلول المطروحة للأزمة الحالية في ليبيا.وقال هيج إنه يفضل أن يري نتائج جرائمه العقيد الليبي في محكمة العدل الدولية.

ولكنه أضاف أن اللجوء لنفي القذافي قد يكون هو الحل الذي تريد أن تصل اليه معظم دول العالم وربما الشعب الليبي.ونفي هيج إن بلاده لا تخطط في الوقت الحالي لإرسال أسلحة إلي ليبيا كما أنها تري أن الإمكانيات محدودة للغاية لهذا الأمر في إطار قرار مجلس الأمن الدولي.وقال هيج: يمكن لدول أخري القيام بهذا الأمر ولكننا لا نخطط لتسليح المتمردين بأي شكل وليس عندنا أي خطط لهذا الأمر في الوقت الحالي.وأشار الوزير البريطاني إلي أن قرار مجلس الأمن بشأن المهمة الدولية في ليبيا يتيح مساحة محدودة للغاية تسمح بتوريد هذه الشحنات لليبيا.وكان هيج قد ترأس أمس الأول اجتماعا لمناقشة التطورات في ليبيا حضره ممثلون عن40 دولة ومنظمة اقليمية ودولية عقد في لندن.

ومن ناحية أخري بحث الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي, البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أحدث التطورات في ليبيا.وذكر بيان للمنظمة أمس أن اللقاء جاء علي هامش مؤتمر لندن أن الامين العام للمنظمة أكد الحاجة إلي العمل بشأن تسوية عادلة وسلمية تنجم عن العمليات العسكرية, من أجل تحقيق طموحات الشعب الليبي في الديمقراطية والاستقرار وحياة مناسبة. وفي هذا السياق, عقد إحسان أوغلي سلسلة من اللقاءات مع الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون ورئيس الوزراء, وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني, ووزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان والممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الامنية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون.واعتبرت بدورها اشتون مؤتمر لندن لبحث الأزمة الليبية ناجحا.وأشارت المسئولة الأوروبية البارزة إلي أن نظام حكم العقيد الليبي معمر القذافي فقد شرعيته بالكامل.وقالت اشتون إن الاتحاد الأوروبي سيشارك في عمل مجموعة الاتصال الجديدة التي وافق المشاركون في المؤتمر علي تشكيلها والتي سيعقد أول اجتماع لها برئاسة دولة قطر. وسيناط لمجموعة الاتصال تنسيق الدعم الدولي لليبيا بالإضافة إلي بناء النظام السياسي المستقبلي في ليبيا.وأضافت اشتون أن الهدف من مشاركة الاتحاد الأوروبي هو تمكين ليبيا أن يكون لها مستقبل ديمقراطي وناجح.