في الوقت الذي أعلن فيه تنظيم القاعدة ترحيبه بتسونامي التغيير في الشرق الأوسط, بدأ الجانب الأوروبي في تقديم النصح والعون للانتقال بالعالم العربي من مرحلة الاستبداد إلي الديمقراطية. فقد أكد وزير الدولة الألماني للشئون الخارجية.
فيرنر هوير إن الفرصة سانحة لاستبدال النظم الاستبدادية بما لها من أجهزة أمنية تستحوذ علي السلطة بشكل مطلق بهياكل ديمقراطية تحكمها سيادة القانون, كما أن هناك فرصة متاحة لتحديث اجتماعي شامل في العالم العربي تنظر فيه النخب السياسية إلي مهمتها علي أنها تحمل المسئولية تجاه المجتمعات ككل.
وأوضح هوير- في إطار الحلقة النقاشية لمؤسسة فريدريش نومان والتي عقدت علي مدي يومين واختتمت فعالياتها أمس- أن لأوروبا اهتماما أساسيا بتطور العالم العربي نحو المزيد من سيادة القانون والديمقراطية واقتصاد السوق ليس لأن أوروبا تعرف ما هو الطريق الصحيح بل لأنها بعد متاهات مرت بها عبر تاريخها قد اكتسبت الخبرات الجوهرية. وشدد علي ضرورة عدم التوهم بأن الثورة العربية تقتصر علي المثقفين وحدهم.. فكثير بل ربما معظم الشعوب يهمها توفر احتياجاتها الأساسية, أما ما يوحد القوي المحركة المختلفة للحركات الإصلاحية فهي تلك الآمال الهائلة الكامنة في التحول إلي مزيد من الحرية وإلي دولة المؤسسات والقانون وإلي الديمقراطية. كما أكد ضرورة الاستفادة من جيل الشباب الوطني المنفتح علي العالم, مؤكدا أهمية الارتقاء بالعلاقة بين أوروبا ودول العالم العربي إلي مستوي جديد أكثر تميزا.
وأشار هوير إلي أن عملية الإصلاح التي تم التمهيد لها في بلدين مثل تونس ومصر يجب أن تكون في يد عربية, كما يجب علي أوروبا أن تكون مستعدة لتقديم مساعدة شديدة السخاء من خلال تنشيط السياحة واستثمار الشركات الأوروبية وفتح الأسواق أمام السلع والخدمات.
ولفت وزير الدولة الألماني إلي أن تنظيم الجهود الرامية لتحقيق إصلاح دستوري وإجراء انتخابات جديدة في غضون بضعة أشهر في إطار الديمقراطية يتطلب القيام بمجهودات سياسية هائلة من جانب كل المشاركين. وحذر من أن أسوأ ما يمكن أن يحدث في موقف مثل هذا هو أن يصاب هؤلاء الذين قادوا هذه العملية من البدء بخيبة الأمل إذا لم يلحظوا تحسنا في ظروفهم الحياتية الشخصية والسياسية.
وأعرب وزير الدولة الألماني عن تفاؤله قائلا إننا قد وصلنا بالفعل إلي نقطة اللاعودة, لن نري مرة آخري عودة للأنظمة الاستبدادية التي لا تغادر مقاعد الحكم.
وتزامن هذا الاحتفاء الألماني بالثورات العربية مع ترحيب منقطع النظير من قبل تنظيم القاعدة, حيث تصدرت أحدث طبعة لمجلة التنظيم الإلكترونيةموضوع عنوانه تسونامي التغيير. أكد خلاله رجل الدين اليمني أنور العولقي أن الثورات العربية تحمل أخبارا سارة للمتطرفين الإسلاميين. وأوضح أن الثورة كسرت حواجز الخوف في القلوب والعقول من أنه لا يمكن القضاء علي الطغاة. وشدد علي أنه بالرغم من أنهم لا يعلمون شكل القيادة التي ستفرزها هذه الثورات, وانه لا يجب أن تكون بالضرورة حكومات إسلامية, الا انها تعد خطوة علي الطريق الصحيح.