طالبت الحكومة العراقية بالانسحاب الفوري للقوات الإيرانية التي سيطرت على حقل الفكة النفطي الواقع جنوب شرقي العراق، معتبرة ذلك انتهاكا لسيادتها الوطنية.
وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ الجمعة إن العراق يطالب بالانسحاب الفوري من البئر رقم 4 وحقل الفكة النفطي مؤكدا أنه يتبع العراق، وأضاف أن العراق يسعى لتسوية سلمية ودبلوماسية للمسألة.
وفي وقت سابق قال نائب وزير الداخلية أحمد علي الخفجي إن التوغل هو الأحدث في سلسلة من عمليات التوغل الإيرانية هذا الأسبوع في حقل الفكة الذي يبعد حوالي 300 كيلومتر جنوب شرقي بغداد في محافظة ميسان.
وأوضح الخفجي أن الجنود الإيرانيين تسللوا عصر الجمعة عبر الحدود وسيطروا على بئر النفط ورفعوا العلم الإيراني عليه وأنهم ما زالوا في الموقع.
وقال الخفجي إن الحكومة العراقية لم تتخذ إجراء عسكريا، وإنها "ستسعى لاتخاذ رد دبلوماسي محسوب على الموقف" وأضاف أن المسؤولين العراقيين "ينتظرون الأوامر من قيادتهم".
ليست الأولى
من جهته أوضح العميد ظافر نظمي من قوات حرس الحدود العراقية في المنطقة الرابعة أن الجنود الإيرانيين قاموا بتحصين منطقة البئر وحفروا خندقا حولها كما نشرت قوات مدرعة في المنطقة.
أما وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود فقال إن وزارتي الخارجية والنفط تنسقان الآن بشأن الخطوات التي ستتخذ في هذا المجال، وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الإيرانيون منع العراق من الاستثمار في الحقول النفطية الحدودية.
وجاء هذا الحادث بعد أيام قلائل من إرساء وزارة النفط العراقية عقودا نفطية لتشغيل سبع آبار على شركات نفط عالمية في ثاني ممارسة منذ الغزو الأميركي عام 2003.
وقال مهندس رفيع المستوى في شركة ميسان للنفط التي تدير الحقل إن قوات إيرانية سيطرت مؤقتا على بئر من الآبار السبع في الحقل، وهي بئر معطلة في منطقة حدودية متنازع عليها أربع أو خمس مرات هذا العام.
وذكر أن القوات الإيرانية تأتي إلى هذه البئر دوريا ثم تنسحب فجرا وقال إن القوات الإيرانية تقوم بعمليات استفزاز.
نفي
على الجانب الإيراني نقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية شبه الرسمية عن شركة النفط الإيرانية نفيها قيام جنود إيرانيين بالدخول إلى حقل النفط العراقي والسيطرة عليه.
وفي واشنطن نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول أميركي قوله "رغم قيام الإيرانيين بعبور الحدود من قبل لم يجازفوا أبعد من ذلك، كما أن قوات الأمن العراقية الموجودة بالمنطقة لم تقم بأي اشتباكات كما لم يحدث إطلاق نار".
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أنه لا توجد قوات أميركية في تلك المنطقة وأنه يعتقد أن القوات الإيرانية ستنسحب من هناك.