توفي عبد الستار إيدهي، أشهر القائمين على الأعمال الخيرية ورعاية الفقراء في باكستان، عن عمر 88 عاما.
وقالت عائلة إيدهي إن عبد الستار توفي في مركز طبي في كاراتشي، بعد أسابيع من المرض.
وبدأ عبد الستار الأعمال الخيرية وهو شاب في مقتبل العمر.
وتوفر مؤسسة إيدهي الخيرية اليوم العديد من الخدمات الاجتماعية المجانية، من بينها سيارات الإسعاف، وتدير مراكز للأيتام، وتقدم المساعدات لكبار السن والمعاقين.
وعبر رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف، عن حزنه لوفاة إيدهي، وقال إنه "يدعو الله أن ينزله الدرجات العليا في الجنة".
وأضاف: "لقد فقدنا واحدا من كبار من خدموا الإنسانية، لقد منح الحب للضعفاء والفقراء والمحتاجين".
ووصفته ملالا يوسف زاي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، بأنه "شخصية أسطورية".
وقالت: "لقد عاش من أجل الآخرين وسعادتهم، لم أر مثله أبدا".
ودعت إلى منحه جائزة نوبل.
بساطة، إخلاص، واجتهاد
ينحدر إيدهي من عائلة تجار من ولاية غوجارات، وانتقل إلى باكستان عام 1947.
جثمان عبد الستار إيدهي في إحدى سيارات الإسعاف التابعة لمؤسسته
ولكنه كرس حياته للأعمال الخيرية، بعدما رأى أن الدولة لم تقدم الدعم لعائلته من أجل رعاية أمه المشلولة والمريضة.
وفتح أول مركز صحي عام 1951، ثم أصبحت مؤسسة إيدهي أكبر منظمة خيرية في باكستان، تدير المدارس والمستشفيات وخدمات الإسعاف، عبر كل مناطق البلاد.
ويقول مراسلون إن إيدهي يعد الشخصية الأكثر احتراما في باكستان كلها، وله مكانة لم يبلغها غيره عند الناس.
وفي عام 2014 تحدث إيدهي لبي بي سي عن عمله، وقال إن البساطة والإخلاص والاجتهاد والانضباط هي أسرار النجاح.
وأضاف: "كل واحد ملزم برعاية الآخرين، هذا هو معنى الإنسانية، فلو أن عددا أكبر من الناس فكروا بهذه الطريقة، لحلت الكثير من المشاكل".
وعرف عبد الستار بالتواضع والبساطة في حياته، وإذ لم يكن يملك إلا عباءتين يلبسهما، وكان يعيش في غرفة متواضعة قرب مركز إدارة مؤسسته.
وأصيب إيدهي بالفشل الكلوي عام 2013.
ورفض في يونيو/ حزيران، عرضا من الرئيس، آصف علي زرداري، بالعلاج خارج البلاد، وأصر على الذهاب إلى مستشفى حكومي في باكستان.