وسائل إعلام أمريكية: تفجيرات المدينة والقطيف تهدف لزعزعة استقرار المملكة.. الهجمات تتخذ نهج داعش.. والسعودية هدف ثمين للتنظيم الإرهابى.. خبراء يحذرون من اعتداءات دموية فى الأشهر المقبلة   

ثلاث تفجيرات هزت مدن داخل المملكة العربية السعودية، أمس الاثنين، بما فى ذلك هجوم بالقرب من المسجد النبوى الشريف فى المدينة المنورة، مما يثير شبح التنسيق لهجمات من قبل متشددين يسعون لزعزعة استقرار السعودية، بحسب وسائل إعلام أمريكية. وتقول صحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، إنه بينما لم تعلن جهة مسئوليتها عن الهجمات، لكن عناصر تنظيم داعش شنت من قبل هجمات داخل المملكة، استهدفت أغلبها الأقلية الشيعية وقوات الأمن.
 
وأضافت أن الهجمات وقعت وسط مخاوف من تخطيط المتطرفين لمزيد من أعمال العنف خلال شهر رمضان الكريم وعيد الفطر.
 
وأضافت الصحيفة الأمريكية أن سلسلة الهجمات التى استهدفت المدينة المنورة ومدينة القطيف وجدة، تثير شبح احتمالات قيام العناصر المتطرفة بتنسيق مزيد من الهجمات التى تهدف لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية.
 
وأشارت إلى أنه فى الكويت، أعلن مسئولون عن اعتقال أربعة أشخاص متهمين بالتخطيط لشن هجمات فى البلاد. وواحد من المشتبه بهم هو شاب كويتى أقسم بالولاء لتنظيم داعش وكان يخطط لتفجير مسجد خلال عيد الفطر، حيث أقر أمام السلطات الكويتية أنه حصل على توجيهات من عناصر التنظيم فى الخارج بإرسال مجند جديد فى صفوف التنظيم، ليس لديه سجل أمنى لتنفيذ الهجوم. وقالت شبكة "سى.إن.إن" الأمريكية، إن سلسلة الهجمات التى استهدفت المملكة العربية، هى هجمات إرهابية، تأتى فى أعقاب هجمات مثيلة فى دول إسلامية أخرى، حيث وقعت اعتداءات إرهابية فى تركيا وبنجلاديش واليمن والعراق، الأسبوع الماضى.
 
ونقلت عن تيم ليستر، محلل شئون الشرق الأوسط، قوله إن الهجمات تتفق مع نهج تنظيم داعش، كما أن المملكة العربية تمثل هدف حقيقى لإظهار التنظيم الإرهابى قدرته على توجيه ضربات أكبر من إمكانياته المتوقعة. وأكد ليستر أن السعودية تمثل هدف كبير بالنسبة لداعش، وكان تنظيم داعش قد أعلن مسئوليته عن تفجير انتحارى، استهدف مسجد تابع لقوات الطوارئ الخاصة، جنوب البلاد، أغسطس الماضى، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلا وإصابة 9 أشخاص. ويقول بيتر بيرجين، محلل الشأن الأمنى بشبكة "سى.إن.إن"، إن تنظيم داعش دعا إلى شن هجمات خلال شهر رمضان والآن وقع ذلك بالفعل.
 
وأضاف أن استهداف مسجد شيعى فى القطيف وكيان تابع للولايات المتحدة والمدينة المنورة، التى تحظى بمكانة مقدسة لدى المسلمين، يهدف إلى إحراج السعوديين. وأوضح أن الهجوم الانتحارى الذى استهدف المدينة وقع فى شهر رمضان، مما سيكون له رد فعل قوى من قبل المسلمين حيث الإدانة الشديدة والتعجب.
 
ورأت مجلة فورين بوليسى أن الهجمات التى استهدفت دول مسلمة مختلفة خلال الأيام الماضية تظهر خطط تنظيم داعش لشن هجمات خارج حدود العراق وسوريا. ونقلت المجلة عن فراس أبى على الخبير الأمنى لدى شركة IHS لتقييم المخاطر، فى بيان، الاثنين، أن هجمات داعش فى السعودية خلال الأشهر الأخيرة الماضية تنوعت بين استهداف المساجد الشيعية وقوات الشرطة والأمن، بالإضافة إلى استهداف الأجانب من خلال نهج الذئب المنفرد، والآن تستهدف أهداف دبلوماسية".
 
وأضاف البيان أن هذه الهجمات تشير إلى أن التنظيم يجرب ويحاول التعرف على نقاط ضعف الدولة واستغلالها". وقال فواز جرجس الأستاذ بكلية لندن للاقتصاد، فى تصريحات لراديو الإذاعة الوطنية، إن تنظيم داعش يسعى للانتقام من خسائره داخل سوريا والعراق لذا فمن المتوقع تكثيف هجماته فى الخارج.
 
وحذر جرجس قائلا "أعتبر أن الأشهر الـ12 المقبلة ستكون دموية أكثر من العام الماضى لأن تنظيم داعش يفقد الأراضى التى استولى عليها فى العراق وسوريا لذا يحاول صرف الإنتباه عن خسائره.