هل تصبح الحياة ممكنة دون ميسي؟.. وكيف سيلعب التانجو بعد الآن بدون أسطورته الحية؟ أسئلة كثيرة أصبحت تتردد فى الأرجنتين، بعد أن أعلن اللاعب الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات اعتزاله اللعب الدولى، بعد خسارة نهائى كوبا أمريكا 2016 المئوية أمام تشيلى بركلات الترجيح للعام الثانى على التوالى، وبنفس سيناريو العام الماضى. 

اعتزال ليونيل ميسي لا يقتصر على خسارة الهداف التاريخى لـ"ألبيسيليستى" فقط، ولكنه يعد أيضاً وداعاً لقائد محنك فى الملعب، ووداعاً للاعب الذى طالما بحث عنه زملاؤه فى الملعب منذ انضمامه لصفوف التانجو عام 2005. 

بلغ ميسي ذروة مسيرته فى عامه التاسع والعشرين، حيث مازال مرشحا للفوز بالكرة الذهبية مرة سادسة، ومازال فى استطاعته المشاركة فى بطولة كأس عالم أو اثنتين، إلا أن هناك الكثير من الأسئلة التى تدور الآن داخل الأرجنتين، بعد هذا القرار، والتى نرصدها فى هذا التقرير.. 
 

هل تسرع ميسي فى قرار الاعتزال؟ 

ميسى صرح قبل مباراة النهائى قائلاً إن خسارة البطولة مرة أخرى ستكون "إحباطا"، ثم بكى فى الملعب بعد أن أضاع ضربة الترجيح الأولى لراقصى التانجو.

وعلى الرغم من الصدمة العاطفية، فإن قرار ميسي كان متسرعا وغير مبنى على تفكير منطقى، وقد يندم عليه لاحقاً بعد المطالبات المتكررة فى بلاده بالتراجع عنه.
 

 



 

هل كان القرار مدروساً أم ناتجاً عن الإحباط؟ 

وفى تصريحاته بعد المباراة، أكد ميسي أنه كان قرارا مدروسا وأنه لم يكن ناتجا عن الحزن أو الإحباط.
ولم يفجر ميسي الخبر كالقنبلة، ولكنه كان ضمن إجابته للصحفيين حول مستقبله مع المنتخب الأرجنتينى. 

إحباط ميسي بعد إهداره ركلة الترجيح



 

هل يستطع أحد أن يملأ الفراغ الذى سيتركه ميسي؟ 

ميسى يحمل فى طيات مسيرته 28 لقباً مع فريقه برشلونة، من ضمنهم 4 ألقاب فى دورى أبطال أوروبا، بالإضافة للقبين فقط بقميص الأرجنتين، هما مونديال 2005 للشباب تحت 20 عاما فى هولندا، وذهبية أولمبياد 2008 فى بكين مع المنتخب الأولمبى تحت 23 عاماً، ولكنه لم يحقق أى لقب مع المنتخب الأول.

البرغوث خسر 4 نهائيات، منها ثلاثة متتالية فى بطولات كوبا أمريكا أعوام 2007، 2015 و2016، بالإضافة لنهائى مونديال 2014 وانتهوا جميعا إما بركلات الترجيح أو بعد اللجوء للأشواط الإضافية، عندما تتغلب القوة البدنية أو الحظ على المهارة، وبالطبع سيكون رحيله عن التانجو شيئاً مفزعاً، ولن يكون تعويضه سهلاً على الإطلاق.

ميسي بعد أن أهدر ركلة الترجيح الأولى



 

هل تسبب اعتزال ميسى فى تقليد زملائه له؟ 

قرار اعتزال ميسى قد يدفع لاعبين كبار آخرين لاتخاذ قرار مماثل له، وفقاً لما قاله سيرجيو أجويرو.
ورددت الصحف المحلية فى الأرجنتين أن خافير ماسكيرانو ذو الـ32 عاما قد يعتزل هو الآخر، وهو ما سيكون ضربة لدفاعات التانجو، كالفراغ الذى سيتركه ميسى وأجويرو فى الهجوم، خاصة وأن طريق الأرجنتين لمونديال روسيا 2018، بدون هؤلاء اللاعبين سيكون صعباً للغاية. 

ميسي كاد يخلع قميصه من الغضب



 

هل يتسبب اعتزال ميسى فى عدم تأهل الأرجنتين للمونديال؟ 

تحتل الأرجنتين حاليا بعد خوض ثلث مباريات التصفيات المركز الثالث برصيد 11 نقطة، بفارق نقطتين عن أوروجواى المتصدرة (13) والإكوادور الثانية بنفس الرصيد (13)، وتليها فى المركز الرابع تشيلى برصيد 10 نقاط، ثم كولومبيا بنفس الرصيد (10) فى المركز الخامس الذى سيلعب ملحقاً للتأهل للمونديال.

الترتيب يعنى أن احتمال وجود أى خطأ قد يعصف بالأرجنتين ويحرمها من التأهل للمونديال، وبالتالى فإن اعتزال ميسى وبقية اللاعبين الآخرين المحتملين قد تدفع لإعادة هيكلة المنتخب وهو ما سيتسبب فى فترة من عدم الاستقرار وتصعب تحقيق الهدف القادم فى حجز تذاكر الذهاب لموسكو.
جدير بالذكر أن الأرجنتين تخوض أولى مبارياتها الدولية على أرضها فى سبتمبر القادم أمام أوروجواى، المنافس الصعب دائماً، وذلك ضمن الجولة السابعة من التصفيات المونديالية.