بلغة حادة ووجه غاضب قال "لا أحب الخسارة، وأقاتل للفوز، فكيف أفوت مباراة الزمالك؟" هكذا علق حسام حسن، المدير الفني لنادي المصري على اتهامات تفويت مباراة فريقه، أمام الزمالك، من أجل استمرار مطاردة الزمالك للأهلي على درع الدوري.
 
اتهامات أهلاوية، وتلميحات تكاد واثقة من جماهير الزمالك طالت حسام حسن، المدير الفني للفريق البوسعيدي، عقب فوزه على الأهلي 3/2، بأن العميد وفريقه سيقومون بتفويت مباراة المصري للزمالك حتى يستمر المنافسة على الدوري، والذي من الممكن أن يخسره الأهلي في النهاية.
 
التمنيات الزملكاوية، جاءت نظرا لعدة اعتبارات، أولها العداء بين المصري والأهلى على خلفية مجزرة بورسعيد، وثانيا وهو أن العميد، كما يردد البعض، لا يحب الأهلي ولا ينسى خروجه المهين منه.
اتهامات رفضها العميد، وتلميحات وتمنيات حطمها بتعادله المثير مع الزمالك بهدفين مقابل هدف، ليعيد الدوري للأهلي الذي فاز على الإسماعيلي في ذات الوقت، وينهي الجدل حول مصير الدوري هذا الموسم قبل نهايته بجولتين.
 
العميد لم يلعب سواء لصالح الأهلي أو الزمالك، بل اختار صناعة مجد لمجموعة من الشباب بنادي المصري، باحتلالهم المركز الثالث في جدول ترتيب المسابقة، وعودة النادي البورسعيدي لخوض غمار بطولات إفريقيا في العام المقبل.
 
قبل المباراة أمام الزمالك، ومع أزمة الملعب، تحدى العميد مسؤولي الزمالك، مستعد أن أقابلهم في أي ملعب حتى ولو كان هذا الأمر في غرف ملابس المنافسين.
المصري تقدم مرتين، والزمالك يتعادل، وجاء هدف التعادل الثاني في الدقيقة 89 من زمن اللقاء، وسط حسرة حسام حسن الذي كان يمني نفسه بالفوز، إلا أنه رضى في النهاية بالنقطة لأنه لا وقت لتسجيل هدف ثالث لفريقه المندفع لتحقيق هذا.
  
حسام حسن أحد خمسة مدربين لم تطلهم مقصلة التغيير هذا الموسم والتي طالت جميع الأندية، ماعدا عماد النحاس مدرب أسوان الذي ضمن مع الفريق الصاعد البقاء في الدوري، وشوقي غريب مدرب الانتاج الحربي، وإيهاب جلال المدرب المتألق مع مصر المقاصة، وشوقي غريب مدرب الانتاج الحربي.
 
العميد، هو المدير الفني الوحيد الذي لم يخسر من الأهلي هذا الموسم فتعادل معه ذهابا بهدفين لكل فريق، وفاز في الإياب بثلاثة أهداف مقابل هدفين في لقاءين هذه الجولة، ولم يحقق فريق آخر هذا الأمر إلا وادي دجلة، فتعادل ذهابا وفاز في الإياب، ولكن باثنين مديرين فنيين.
 
الإمكانيات التي أتيحت لحسام حسن، لم تكن كبيرة، ولكنه استطاع جعل الفريق مثار احترام ورعب للجميع، فالمدير الفني الذي قاد المصري لاحتلال صدارة الدوري في الأسبوع ال11 قبل التراجع، صنع من لاعبين صغار نجوم.
 
العميد يعتمد على الأسلوب الهجومي في الفريق، عبر رأس حربة صريح غالبا ما يكون  أحمد روؤف، وخلفهم رباعي يمتلك النزعة الهجومية عبر الأطراف والوسط، وهم محمد مسعد، والعجوز وكابوريا وسعيد مراد وعبد الله جمعة يبدلون فيما بينهم، بالإضافة للدفع في بعض المباريات بالمهاجم الشاب المتألق أحمد أشرف.
 
الهداف كان يملك الروح فقط، ويعتمد على اللاعبين بينهم نجوم من أجل شحذ همهم للفوز، إلا أن فكره أصبح متطورا، ومن الصعب إلحاق الهزيمة به، يكفي أنه خسر 5 مباريات فقط هذا الموسم بفارق مباراة عن الأهلي ويتساوى مع الزمالك في عدد الهزائم، جاءت جمعيها بفارق هدف واحد.
 
حسام حسن صرح أثناء الموسم الجاري، أنه يبدأ في اعداد الفريق استعدادا للمنافسة على الدوري في الموسم المقبل، إلا أنه استطاع تحقيق إنجاز لجماهير بورسعيد، بالمشاركة في الكونفدرالية الإفريقية، بعد غياب 14 عاما.
 
المصري وعد العميد بتلبية طلباته في الموسم المقبل، وإبرام تعاقدات تجعل من الفريق منافسا شرسا على الدوري تحت قيادته حسام حسن، الذي طالما ما يحلم بتحقيق إنجازاته كلاعب، والتي وصلت إلى 13 لقبًا للدوري، وهو الأكثر حصولا على اللقب في تاريخ مصر كلاعب.
 
53 نقطة حققها المصري هذا الموسم، جعلته في المركز الثالث من 13 فوزًا و14 تعادلاً و5 هزائم. تعادلاته الكثيرة في المسابقة جعلته لا يحسم المركز الثاني، فكان يمكنه أن ينال الوصافة على الأقل، لولا ضعف خبرة اللاعبين.
 
العميد يستحق لقب قائد كتيبة العمليات، فهو مثل القائد الذي يتابع ويخطط ولا يفوته بعض التفاصيل ويعود بما يريد طبقا لإمكانياته المحدودة في الملعب.