انتفض الشعب السوري، ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وثأراً لشهداء مدينة درعا؛ حيث خرجت مظاهرات حاشدة في كافة المدن السورية عقب صلاة الجمعة للمطالبة بإصلاحات سياسية وإطلاق الحريات العامة، فيما سميث بـ ''جمعة الكرامة''، إلا أن قوات الأمن السورية كنظيرتها في كافة البلدان العربية فتحت النيرات على المتظاهرين مما أوقع الكثير من القتلى والجرحى في مدن درعا والصنين واللاذقية والصليبة وحماة والتل وغيرها من المدن والبلدات السورية.

وقال شهود عيان إن 23 شهيداً على الأقل وقعوا في الصنمين و15 في درعا و3 في حمص وأربعة آخرين في اللاذقية، إلى جانب عشرات الجرحى في كافة انحاء سوريا.

وأوضح شاهد عيان لمصراوي في مدينة درعا السورية إن أكثر من 23 شخصاً استشهدوا في مدينة الصنمين في محافظة درعا، وأشيب أكثر من 140 آخرين، أغلبهم حالتهم خطيرة، في الهجوم الذي شنته قوات الأمن السورة على المتظاهرين ضد نظام بشار الأسد.

وأكد الشهود إن ''قوات الأمن السرية تعمل على تصفية المصابين الذين يذهبون لتلقي العلاج في المستشفيات، فيما أقامت مساجد درعا خيمات طبية داخلها لإسعاف المصابين والجرحى''، ولم يتسنى لمصراوي تأكيد الأنباء التي قالها شهود العيان.

ونقلت وكالة ''فرانس برس'' عن ناشط حقوقي قوله إن أكثر من 10 الاف شخص تظاهروا في ساحة درعا، حيث قام أحد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الأسد''.

واضاف ''قام رجال الامن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم بإطلاق النار على المتظاهرين واردوا احدهم''.

ووجه سوريون نداءات، عبر مواقع التواصل العالمي، إلى جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، والرابطة الإسلامية لهيئة علماء المسلمين، كافة منظمات حقوق الإنسان حول العالم، بأن سوريا تتعرض الآن إلى حملات إبادة جماعية على أيدي قوات الأمن، في درعا والصنمين، وأن هناك مئات المواطنين تم اعتقالهم.

وأفاد مراسلون كثر لوكالات الأنباء العالمية أن السفارات السورية بالخارج منعت إصدار تأشيرات دخول البلاد، في حين أن قوات الأمن السورية منعت مراسلي الصحف ووكالات الأنباء المتواجدين في سوريا من الوصول إلى ردعا، في ظل خلفية التعتيم الإعلامي التي يمارسه النظام السوري على الأحداث المتأججة منذ أسبوع هناك.

وأعلنت وكالات الأنباء العالمية، مثل “ABC, NBC, CNN, DW, France1”، عن حاجتها إلى ''شهود عيان''، يمدونها بمعلومات حول الأحداث في المناطق السورية، في ظل الصعوبات التي يواجهها مراسلوها العاملين في سوريا وعدم إصدار تأشيرات الدخول من جانب السفارات السورية بالخارج.

وذكرت تقارير اخبارية أن مظاهرات خرجت في العاصمة دمشق وفي مدينة حمص وبعض المدن السورية الأخرى بعد صلاة الجمعة تأييداً لأهالي درعا وللمطالبة بالحرية، وردد المتظاهرون  هتافات ''الله سورية حرية و بس''.. ''سنية و علوية نحنا بدنا حرية''.. ''حاميها حراميها''، فيما طالب متظاهرون في حمص بإقالة المحافظ.

ففي دمشق، خرج المحتجون عقب صلاة الجمعة من جامع بني أمية الكبير في وسط العاصمة، نحو سوق الحميدية مرددين هتافات منها ''بالروح.. بالدم.. نفديك يادرعا''، وألقت الشرطة السرية القبض على ثلاثة أشخاص على الأقل من بين المشاركين في المسيرة المعارضة.

بالمقابل احتشد انصار للرئيس بشار الأسد في ساحة المسكية المقابلة للجامع حاملين صورا للرئيس السوري ولوالده حافظ، وبث التليفزيون السوري مسيرات مؤيدة للأسد الاب والابن.

وفي درعا نفسها تجمع حشد استجابة لدعوات بحضور جنازات الذين قتلوا في احتجاجات غير مسبوقة ضد النظام السوري، ونقلت ''بي بي سي'' عن شهود عيان أن الآلاف شاركوا في مراسم التشييع التي تمت بعد صلاة الجمعة بهدوء دون احتكاك مع قوات الأمن التي خففت تواجدها في المدينة.

وكانت قوات الأمن قد اقتحمت يوم الأربعاء الماضي المسجد العمري وقتلت ستة أشخاص بداخله كانوا يهتفون للحرية والثورة بحسب حصيلة رسمية، فيما تتحدث منظمات حقوقية ونشطاء عن مقتل ما لا يقل عن 35 شخصا.

وسار مئات المحتجين وهم يرددون ''لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله'..''حرية.. حرية'' في شوارع مدينة حماة وبلدة التل السوريتين يوم الجمعة تضامناً مع مدينة درعا ونددوا باثنين من أقارب الرئيس بشار الأسد.

وأشارت أنباء ''غير مؤكدة''، إلى أن السفير السوري لدى المملكة العربية السعودية الدكتور مهدي الدخل استقال من منصبه اعتراضاً على القتل والعنف ضد المتظاهرين سليماً، وخاصة ما جرى بمسجد العمري في محافظة درعا.

من جهتها، أصدرت مجموعة من السوريين في هضبة الجولان المحتلة الخميس بياناً أعلنت فيه انحيازها للشعب السوري ضد ما وصفته بـ ''جلاديه''، معتبرة ان تحرير الجولان لن يكون ممكنا الا بتحرير الوطن من قيوده.

وأوضح الموقعون على البيان وعددهم 47 شخصاً أنهم يعبرون عن موقفهم هذا بصورة شخصية ودانوا في بيانهم، القمع العنيف للتظاهرات التي تشهدها سوريا لا سيما في مدينة درعا، واصفين بالخيانة  كل من يقتل شعبه، وسموه بالعدو، الذي ''لا يختلف عن الاحتلال الإسرائيلي قيد أنمله''.