لليوم السادس علي التوالي, تعرضت عدة مدن ليبية لهجمات الطائرات والصواريخ هي الأعنف من نوعها منذ بدء الحظر الجوي علي ليبيا, وكثفت قوات التحالف الدولي قصفها لمواقع تمركز الكتائب الأمنية التابعة للعقيد الليبي معمر القذافي.
ودفاعاته الجوية والبرية في طرابلس ومصراتة وأجدابيا والزنتانوللمرة الأولي منذ انطلاق الحملة الدولية, تعرض الجنوب الليبي فجر أمس لقصف جوي من جانب قوات التحالف. وذكر مصدر عسكري ليبي لوكالة رويترز أن مدينة سبها, معقل قبيلة القذاذفة التي ينتمي اليها العقيد معمر القذافي, تعرضت لضربات جوية استهدفت العديد من المواقع العسكرية والمدنية. ورغم الضغط المكثف, لم تتمكن قوات التحالف الي حد كبير من منع دبابات الزعيم معمر القذافي من قصف بلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو تعطيل مدرعاته عن التوجه إلي منطقة استراتيجية في الشرق. وقال سكان ومقاتلون في المعارضة إن دبابات القذافي عادت إلي مصراتة تحت جنح الظلام وبدأت قصف المنطقة الواقعة قرب المستشفي الرئيسي واستأنفت هجومها بعد أن أسكتت الضربات الجوية الغربية أصوات المدافع خلال ساعات النهار, كما لم يردع القصف قناصة القوات الحكومية, كما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن النظام الليبي مستمر في حصاره لاجدابيا علي الرغم من الغارات الجوية ضده.
وفي بنغازي, أعلن قائد معسكر تدريب في ليبيا لوكالة رويترز أن المقاتلين الليبيين الذين يحاربون الزعيم معمر القذافي يحتاجون إلي مدربين وأسلحة من الغرب لمساعدتهم علي أن يشكلوا قوة أكثر تنظيما للتقدم باتجاه العاصمة طرابلس.
ورغم الغارات الجوية لم يتمكن المقاتلون الذين يفتقرون إلي النظام والمعدات الكافية من استغلال الوضع الراهن وظل أغلبهم متمركزا في شرق البلاد, مما أثر علي خطر تجمد الوضع علي ما هو عليه.
وعلي الصعيد الدولي, شن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه هجوما حادا علي العقيد الليبي, واصفا القذافي بأنه ديكتاتور مجنونوقال:إن نظامه لا يمكن أن يستمر.
وأعلن أن قوات التحالف الغربي قد تستغرق أياما وربما أسابيع لتدمير جيش الزعيم الليبي معمر القذافي لكن الامر لن يستغرق شهورا. ودافع ايضا عن الوتيرة التي تسير بها العملية مضيفا لا يمكن أن تتوقعوا منا تحقيق هدفنا في خمسة ايام فقط.
وفي السياق ذاته, دعت فرنسا الليبيين وخاصة المحيطين منهم بالعقيد معمر القذافي إلي الانضمام إلي صفوف المعارضة, لتجنب الخضوع للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية علي ما ارتكبوه من جرائم ضد السكان المدنيين. وحذر مصدر بالاليزيه من أن المحكمة الجنائية الدولية ترصد وتراقب ما يحدث في ليبيا بتفويض من مجلس الأمن الدولي لمعاقبة كل من تورط في أعمال عنف وقتل ضد المدنيين, مشيرا إلي أن هناك بالفعل قائمة بأسماء مسئولين عن هذه الأعمال وهذه القائمة تنضم إليها أسماء أخري تباعا وفقا لما يحدث علي الأرض من أعمال عنف. ومن جانبه, أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن قوات التحالف في ليبيا يجب ألا تتجاوز الحدود المسموح بها بموجب قرار الأمم المتحدة.
وقال كاميرون أيضا إن العمل العسكري الذي يقوم به التحالف ساعد علي تجنب مذبحة في بنغازي.
وفي السياق ذاته, قال رئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلسكوني كلنا علي استعداد لمطالبة العقيد معمر القذافي بوقف حقيقي لإطلاق النار, مؤكدا أن إنهاء الأعمال العدائية من جانب القذافي في هذه اللحظة هي الشرط لأية وساطة, بعدها يمكن البدء بمرحلة الدبلوماسية.