أقال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي شهد انشقاق مجموعة من حلفائه خلال الأيام القليلة الماضية الحكومة مساء الأحد20-3-2011، مع تصاعد ضغوط في الشارع تطالبه بالتنحي.
وأفادت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن مصادر رسمية، أن الرئيس اليمني أقال الحكومة وأن جهودا تجري لتشكيل حكومة جديدة. ولم تذكر الوكالة سببا لهذه الخطوة.
ورفض ياسين نعمان وهو الرئيس الدوري لائتلاف المعارضة الخطوة، واصفا إياها بأنها محاولة للحد من العواقب التي يواجهها النظام بعد استقالة عدد من الوزراء والسفراء.
واستقال عبد الله الصائدي سفير اليمن لدى الأمم المتحدة من منصبه يوم الأحد مع تزايد الانشقاقات بعد أن قتل قناصة من فوق أسطح المباني نحو 52 من المحتجين المناهضين للحكومة يوم الحمعة.
وفي صنعاء بدأ مشيعون يدفنون القتلى في قبور متجاورة بمقبرة صغيرة بالقرب من معسكر للجيش في اليمن، حيث شارك آلاف المواطنين على مدى عدة أسابيع في احتجاجات على حكم الرئيس صالح المستمر منذ 32 عاما.
لكن الشرطة التي يُحمِلها المحتجون المسؤولية عن قتل الضحايا انسحبت من المشهد العام بالقرب من مناطق الاحتجاجات، وحل محلها جنود في زي موحد مموه، لكنهم لا يحملون إلا عصيا في محاولة لتهدئة التوتر.
وقال محمد الصبري المتحدث باسم المعارضة إن ذلك يمثل اعترافا بفشل الأمن في قمع "الثورة"، وإن الحشود التي خرجت للاحتجاج اليوم تمثل إشارة إلى الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات.
واضطرت أحداث العنف التي وقعت يوم الجمعة صالح الذي يكافح للاحتفاظ بالحكم الى اعلان حالة الطواريء لمدة 30 يوما، الامر الذي يعني تقييد حرية الحركة والحق في التجمع، ويفسح مجالا إضافيا للشرطة في اجراءات التفتيش والاعتقال.
ووقفت دبابات للحراسة بالقرب من قصر الرئاسة في صنعاء بينما تمركزت مركبات مصفحة أمام المواقع الحساسة.
لكن التوتر في العاصمة تراجع فيما يبدو، ونقلت سيارات الإسعاف جثثا ملفوفة في العلم اليمني إلى المقبرة. وفي مخيم المحتجين المعتصمين بالقرب من جامعة صنعاء وضع معزون الورود في موقع قتل فيه خمسة محتجين.
ويحاول صالح أيضا ترسيخ هدنة في الشمال وقمع حركة انفصالية في الجنوب. ورفض دعوات للتنحي فورا، لكنه تعهد بترك الحكم عام 2013 وعرض وضع دستور جديد يمنح البرلمان المزيد من السلطات.
وذكر أطباء ان عدد ضحايا إطلاق النار ارتفع إلى 52 قتيلا، وهو عدد أكبر من الذي أكدته وزارة الداخلية.
وقال محتجون إنهم أمسكوا بما لا يقل عن سبعة قناصة كانوا يحملون بطاقات هوية حكومية، وقالوا إنهم ضالعون في إطلاق النار، لكن صالح نفى ذلك وقال إن أعمال العنف ارتكبها مسلحون من المحتجين.
وانشق عن صالح عدد من حلفائه وانضموا إلى المحتجين الغاضبين من تفشي الفساد
وارتفاع نسبة البطالة. ويعيش نحو 40 في المئة من اليمنيين على دولارين في اليوم أو أقل، ويعاني ثلث السكان من جوع مزمن.
وعلاوة على سفير اليمن لدى الأمم المتحدة استقالت هدى البان وزيرة حقوق الإنسان أيضا يوم الأحد لتصبح ثاني عضو في الحكومة يترك منصبه منذ يوم الجمعة.
وقالت هدى البان إن الأوضاع الحرجة الحالية تمنعها ونائبها علي تيسير من الاستمرار في عملهما في ظل نظام لا يحترم حقوق الإنسان والحريات.
وكان وزير السياحة نبيل حسن الفقيه استقال من منصبه ومن عضوية حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم يوم الجمعة. كما استقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالحزب ونائب من محافظة الضالع.
واستقال عضوان كبيران آخران في الحزب الحاكم أحدهما نصر طه مصطفى رئيس وكالة الأنباء الرسمية. كما اعتذر السفير السابق عبد الملك الايرياني عن قبول دعوة للانضمام إلى عضوية مجلس الشورى.
ومع استمرار الاضطرابات في أنحاء اليمن قال مصدر في الحكومة إن رجال قبائل أطلقوا قذائف صاروخية على محطة للطاقة في محافظة مأرب يوم الأحد، الامر الذي أدى الى انقطاع الكهرباء عن أجزاء من العاصمة وميناء عدن في الجنوب.