أعلنت المنظمة الدولية للهجرة غرق 113 مهاجرا غير شرعي قبالة السواحل الليبية بعد تحطم قواربهم التي كانت تقلهم في طريق الهجرة إلى أوروبا، الأسبوع الماضي.

وأضافت المنظمة أن 84 مهاجرا مفقودين حتى الآن بعد غرق أحد القوارب المطاطية بين ليبيا وإيطاليا يومي الجمعة والاثنين الماضيين حيث كانوا يتجهون من جزيرة سيسيليا الإيطالية، في حين أضافت وسائل إعلامية إيطالية أن قارب صيد أنقذ 26 شخصا في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد تعطل محرك القارب.

رحلة الموت

وبحسب تقرير المنظمة، تأتي ليبيا في مقدمة الدول المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا عبر البحر المتوسط وخصوصا إيطاليا، حيث ينتقل المهاجرون الليبيون منذ سقوط نظام القذافي ودخول "داعش" في البلاد إلى أوروبا للهرب من الإرهاب في بلادهم.

السبب في هذه الرحلات هو غياب الحكومة المركزية في ليبيا وعدم وجود خفر السواحل المجهزة لمحاربة الهجرة، وجعل البلد بيئة خصبة للعصابات الإرهابية التي تتاجر بالبشر وتجني من وراء هذه التجارة أموالا طائلة بتسهيلها عمليات الهرب.

وفي الغالب تنتهي هذه الرحلة بالموت في البحر المتوسط، حيث يتطلب الوصول إلى ليبيا السفر بقوارب متهالكة مسافة 300 كيلومتر لا تقوى على مواجهة هياج البحر.

البوابة الأخيرة

تشكل ليبيا حاليا البوابة الأخيرة لطالبي اللجوء السري تجاه أوروبا، فبحسب وزارة الدفاع الفرنسية هناك ما لا يقل عن 800 شخص ينتظرون رحلة الموت إلى أوروبا، كما يسير هذا الرقم نحو ارتفاع مستمر بسبب بعض العوامل.

وهذه العوامل هي أن ليبيا حلقة الوصل بين أوروبا وإفريقيا من جنوب الصحراء، ولا يوجد بها أي رقابة على الحدود البرية، تعد طريقا سالكا للمهاجرين القادمين من مالي والنيجر والسودان والصومال وغيرها من دول إفريقية.

كذلك إغلاق مضيق البلقان في مارس الماضي الذي كان أكثر طرق أوروبا ازدحاما بأسراب المهاجرين، كما وقعت تركيا اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لوقف تدفق المهاجرين عبر اليونان، كل هذا أدى إلى اتخاذ المهاجرين ليبيا طريقا لهم في حلم السفر لأوروبا.

الحل المناسب

أطلق الاتحاد الأوروبي عملية تحت مسمى "صوفيا" من أجل اعتراض المهاجرين، وإعادتهم إلى بلادهم، كما أنها انقذت آلاف المهاجرين، لكن لا بد من تعاون حلف الناتو معهم في هذه الاتفاقية، كذلك الحصول على تراخيص من الحكومة الليبية لتنفيذ عمليات داخل المياه الإقليمية الخاصة بليبيا لمنعهم من السفر وقطعهم أشواطا قبل إيقافهم.