سادت حالة من الهدوء وسط العاصمة البحرينية المنامة بعد انسحاب قوات الأمن من المنطقة إثر مواجهات عنيفة بين آلاف المتظاهرين المطالبين بإصلاحات سياسية في البلاد وقوات الأمن التي أطلقت بدورها سحبا كثيفة من الغاز المسيل للدموع.
وانتشرت مظاهرة الأمس بسرعة علي الطريق السريع وتجمع الآلاف في دوار اللؤلؤة بعد أن بعثت جماعات شيعية معارضة برسائل تدعو الناس الي الحضور للمنطقة لمواجهة شرطة مكافحة الشغب. وحلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة وتوجهت سيارات الإسعاف الي الموقع. ونقل عدد من الأشخاص بعد استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.
وقال شهود العيان أن المتظاهرين سيطروا علي دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة البحرينية والشوارع المحيطة بها إثر انسحاب قوات الأمن بالمنطقة بعد وقوع اشتباكات مع المتظاهرين أسفرت عن إصابة العشرات. و أوضح الشهود أن عدد أفراد الشرطة فاق في البداية عدد المحتجين فيما يبدو لكن المئات سارعوا بالتوجه الي المظاهرة بعد انتشار الخبر
وركض آلاف الشبان عبر طريق الملك فيصل في حين تقهقرت الشرطة في مواجهة مئات المحتجين الذين تجمعوا قرب دوار( ساحة) اللؤلؤة التي كانت مركز الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع.
وقالت الحكومة في بيان إنها تحركت لتفريق 350 محتجا نحو الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي بعد أن هاجمت مجموعة الشرطة غير المسلحة وإن شرطيا طعن وأصيب آخر بجرح في رأسه. وأضافت في البيان أن وزارة الداخلية تجري عمليات الآن لإعادة فتح طريق الملك فيصل ونصحت كل المحتجين بالعودة الي دوار اللؤلؤة كي يكفلوا سلامتهم.
من جانبه, قال مصرفي غربي طلب عدم نشر اسمه إن المحتجين منعوه من دخول مرفأ البحرين المالي. وأضاف لم يسمحوا لي بالمرور وكانوا عدوانيين جدا. لم تعد سلمية. حان الوقت كي توقف الشرطة هذا.
وفيما لايزال الآلاف من حركة 14 فبراير التي أنشئت حديثا يسيطرون علي دوار اللؤلؤة بالمنامة وينظمون مسيرات شبه يومية.
وتبدو المعارضة منقسمة بشكل متزايد بين القاعدة العريضة التي تريد احتجاجات سلمية من أجل تشكيل حكومة جديدة وإجراء إصلاحات دستورية وجماعات أصغر تصر علي إسقاط الأسرة الحاكمة وتبدر منها تصرفات اكثر استفزازا.
وقال ناشط معارض ينتمي الي تكتل من ست جماعات معتدلة إن احتجاج مرفأ البحرين المالي خطوة مبالغ فيها. و أضاف الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه كان الذهاب الي المرفأ المالي خطأ. هناك مساحة كافية للاحتجاجات في الدوار. كانت مجموعة صغيرة وهي ليست شعبية.
يذكر أن البحرين تشهد أسوأ اضطرابات تمر بها منذ التسعينات بعد أن خرج محتجون الي الشوارع الشهر الماضي مستلهمين الانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسيي مصر وتونس. و علي مدي أسابيع نظمت الأقلية الشيعية تجمعات حاشدة اذ تقول إن أسرة آل خليفة السنية الحاكمة تمارس تمييزا ضدها.
من ناحية أخري, أفادت تقارير حول اندلاع اشتباكات بين طلاب جامعة البحرين وقوات الأمن في منطقة الصخير جنوب البحرين. ولم يتسن الحصول علي مزيد من التفاصيل بشأن ما إذا كانت قد وقعت إصابات أم لا.