قال محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنه لا ينكر عاقل أو متابع منصف غير منحاز انتهاج جماعة الإخوان الإرهابية للعنف والتحريض على القتل, وتحالفها مع أكثر الجماعات تطرفًا في العالم, كما لا يستطيع أحد أن ينكر انحدارها الأخلاقي إلى درجة لا يمكن التعايش معها أو القبول بها, أو حتى معايشتها , لأنها في عدواها أشد خطرًا من الإيدز والفيروسات القاتلة, وعلى حد قول الشاعر : “فإن خلائق السفهاء تعدى” .   وأضاف خلال مقال له اليوم: أظن أن من يحتضنون الإخوان بأي لون من ألوان الاحتضان يمكن تصنيفهم على النحو التالي :   الأول : تلك الدول التي تحتضن الإخوان , لتستخدمهم في خدمة أهدافها وأغراضها , وتحقيق مطامعها في منطقتنا العربية , والعمل على تفكيكها وتفتيتها وتمزيقها لصالح العدو الصهيوني الذي لا تخفى مطامعه , والذي تبجح رئيس وزرائه مستغلا الوضع الراهن في سوريا بإعلان أن الجولان ستظل إسرائيلية إلى الأبد , وأحسنت الخارجية المصرية صنعًا عندما بادرت على الفور بالردّ الحاسم بأن الجولان سورية عربية مع تأكيدنا أنها ستعود إلى وطنها الأم طال الزمن أو قصر بإذن الله تعالى , وليس الأمر قاصرًا على العدو الصهيوني إنما يتجاوزه إلى مصالح كل قوى الشر الطامعة في نفط منطقتنا وخيراتها ومقدراتها الاقتصادية والطبيعية .   ولا شك أن هذه القوى تنظر إلى الإخوان على أنهم مجرد أداة , ومع أنها تدرك طبيعتهم الغادرة الماكرة , إلا أن تحالف المصالح قد يجمع الفرقاء والمتناقضين , مع إدراك هذه القوى العالمية أنها حتى إن لم تصل إلى مقاصدها ومراميها من خلال استخدام عناصر هذه الجماعة الإرهابية الضالة فإنها ستنجح على أقل تقدير في استخدامهم في إثارة القلاقل والفوضى والإرباك في بلادنا ومنطقتنا , وأنهم مجرد جماعة أجيرة لن يدفع لها أو يستخدمها , وقد تظن بعض هذه القوى أنها تكسب إلى جانب ذلك لونا من استقطاب الجماعة قد يقيها شرها ولو إلى حين.   الصنف الثاني : هو تلك الدول أو القوى التي ربما لا تريد أن تدخل في مواجهة صريحة مع الجماعة , أو لها حسابات خاطئة في توازناتها السياسية , أو بها تيارات متعاطفة مع الجماعة , فتوهم مجتمعاتها بأنها تُسهم في دفع المظلومية الكاذبة عن الجماعة أو أنها تتقي شرها , أو أن الوقت غير مناسب لمواجهتها , بما يضفي على الجماعة هالة لا تستحقها ولا هي عليها , لأنها جماعة خسيسة جبانة , لا تفي بعهد ولا بوعد , طبعها الغدر والخيانة والكذب , وسبيلها الميكافيلية الرهيبة المقيتة , فالغاية لديها تبرر كل الوسائل .   وقد أكدت في أكثر من مقال أن الجماعة سقطت سقوطًا سياسيًّا واجتماعيًّا وأخلاقيًّا شهد به القاصي والداني حتى من بعض حلفائها وبعض عناصرها , وصارت كالنار يأكل بعضها بعضًا , ويخون بعضها بعضا , في أسلوب لا يليق ولا يمكن أن يليق بأناس كانوا يحسبون أنفسهم على الدين , والدين من أفعالهم الساقطة براء.   وإذا كنا نؤكد أن ديننا دين الرحمة فإنهم سلكوا كل سبل العنف , وإذا كنا نؤكد أن ديننا دين البناء والتعمير فإنهم ينتهجون سبل الإفساد والتخريب , وإذا كنا نرى في مقدمة علامات الإيمان الصدق , فإن الكذب قد صار لهم طبعًا وعلامة وسمة , وإذا كنا نرى الوفاء بالعهود جزءًا لا يتجزأ من أخلاق الإسلام فإن الغدر وخلف العهود والوعود قد صار لهم سجية , وإذا كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول : “لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ” , فإن أفعالهم وتصرفاتهم تأتي على عكس ذلك ونقيضه.   وتابع: لهؤلاء وأولئك نؤكد :   أن عناصر الإخوان خطر داهم , أينما حلوا لا يأتون بخير , وأن وصف ذي الوجهين كأنما لم يكن إلا لهم , وإن أخطأهم فلن يجد شرًا منهم في ذلك , والدليل على ذلك أن لهم خطابين مختلفين تجاه أوطانهم , الأول لعناصرهم بالحث على العنف والتخريب والفساد والإفساد , والآخر ما يسوقونه للعالم الغربي بأنهم ضحية وليسوا جلادين سفاكي دماء , ومن لا خير له في وطنه فلن يكون فيه أي خير لمن سواه.     أن هذه الجماعة كخفافيش الظلام , تعشق التنظيم السري , والعمل في الكهوف , وإذا كانت لا تؤمن بوطن ولا بدولة وطنية فإنها كذلك لا تحفظ جميلاً ولا تبقى على معروف , وأنها سريعة التقلب كالحرباء , وسرعان ما تقضم اليد التي تمتد لها بالخير , ولن يتورع مفسدوها عن توجيه ضربات قاسية حتى للدول التي تأويهم أو تساندهم أو تتعاطف معهم متى صدرت فتاوى مرشديهم أو قَلَّ مضللوهم بذلك ومتى كانت مصلحتهم في هذا التقلب , فصديق اليوم عدو الغد متى أبدى اعتراضه عليهم أو تخليه عنهم , ثم إنهم متى حلوا دارًا أو بلدة اجتهدوا في أخونة أكبر قدر ممكن من أبنائها ورجالها والعناصر التي يتوقع أن تكون نافذة فيها يومًا ما , ذلك أنهم ينتهجون منهج الاستعمار الذي رباهم في زرع ذيول وأتباع وعناصر لهم في كل مكان يحلون فيه.   وإذا كنا نتحدث عن مخاطر إيوائهم في الخارج فإن التستر على عناصرهم المخربة في الداخل جريمة لا تغتفر , والتستر على من ينتهجون العنف مسلكًا أو يدعون إليه منهم خيانة للدين والوطن.   واختتم جمعة: يجب على كل وطني غيور على وطنه أن يحتاط في تعامله وبخاصة في تأجير المساكن المفروشة ونحوها , حتى لا يسهم أحد دون أن يقصد في إيواء العناصر الإرهابية أو الهاربة من العدالة , وألا يمكن للعناصر الإرهابية من هذه الجماعة من أي عمل قيادي في أي مفصل من مفاصل الدولة القيادية , لأنهم أينما حلوا لا يأتون بخير , إذ إن قلوبهم السوداء قد انطوت على الفساد والإفساد وكره المجتمع والشعور بالتميز عليه , إذ يترسخ في أذهانهم ظلمًا وزورًا أنهم جماعة الله المختارة , وكل من ليس معهم فهو عليهم , أو خائن مما يستدعي أقصى درجات اليقظة من هذه الجماعة الإرهابية وعناصرها الشريرة وحلفائها المغرضين.