في وقت إنشغال العالم بما يحدث في سوريا لا تحظى الأزمة في ليبيا  بنفس الاهتمام رغم توغل تنظيم داعش بها، بينما تركز الصحف الأجنبية في غالبية تقاريرها على ليبيا من حيث كونها معبر للهجرة غير الشرعية لأوروبا فقط.

داعش في ليبيا

وبحسب صحيفة "الفاينانشال تايمز"، فإن هناك مخاوف من استخدام داعش  لليبيا كدولة بديلة له، بسبب الضربات التي يتعرض لها التنظيم في سوريا والعراق، وتراجع مساحات نفوذه هناك، ووصلت المخاوف ذروتها عندما تناقلت وسائل إعلام ليبية وغربية في ديسمبر الماضي  أنباء عن هروب زعيم تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" واستقراره في ليبيا بعيدا عن الضربات الجوية على معاقل التنظيم في سوريا والعراق.

وحذرت الأمم المتحدة بالفعل في مارس الماضي من نمو تنظيم داعش في ليبيا مع تدفق المقاتلين من المليشيات الأصغر حجما للانضمام له والأكثر من هذا بحسب تقرير الأمم المتحدة أن المقاتلين الأجانب الذين كانوا يهربون للقتال في سوريا أصبحوا يذهبون لليبيا، وتبلغ قوات داعش في ليبيا بحسب CNN  حوالي 10 ألاف مقاتل.

وتعد أهم أماكن تواجد داعش في ليبيا في البيضاء وبنغازي وسرت والخمس وحتى في العاصمة الليبية طرابلس، وهي كلها مناطق تضمن لداعش التواجد على ساحل البخر المتوسط بحسب موقع واشنطن تايمز.

الجيش الليبي

بعد اندلاع الثورة الليبية وتدخل الناتو في 2011 فقد الجيش الليبي الكثير من قوته  وأسلحته حيث كانت الضربة الكبرى بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، هو استيلاء مقاتلي المليشيات المختلفة على العديد من مخازن أسلحة الجيش الليبي وسط أجواء الفوضى، الأمر الذي قالت عنه الصحيفة إن المسؤولية فيه تتحملها هيلاي كلينتون وزيرة الخارجية السابقة والتي كانت أول المؤيدين للتدخل عسكريا في ليبيا.

ومع استمرار الأزمة في ليبيا والانقسام بين حكومتين في طبرق وطرابلس بدأت عملية الكرامة للجيش الليبي ضد الجماعات الإسلامية في 2014 في بنغازي بحسب موقع bbc ودرنة وعدد من المدن الليبية وحتى منتصف أبريل 2016، تمكنت قوات الجيش الليبي من إزاحة الإسلاميين من محيط بنغازي وحتى درنة على بعد 250 كيلو مترا من بنغازي.

ولكن بحسب تصريحات مارتن كوبلر المبعوث الأممي في ليبيا فلا يوجد  جيش موحد وقال في تصريحات لراديو سوا الأمريكي إنه يدعو الليبيين للبحث عن سبيل لتشكيل جيش موحد وقال إن القوات تحت قيادة خليفة حفتر لا تمثل قوات لكل ليبيا.

الحكومة الليبية

تمزقت ليبيا بين حكومتين الأولى في طبرق والأخرى في طرابلس ودخلتا في حرب أهلية لدرجة  أن صحيفة "ليبيا هيرالد" جاء عنوانها الرئيسي في 4 مايو 2014 "ليبيا لديها رئيسين للوزراء".

و حكومة طبرق اعترف بها العالم كحكومة رسمية ودعمتها مصر والإمارات بالغارات الجوية ضد الجماعات الإرهابية كما وقف معها الجنرال خليفة حفتر والجيش الليبي.   

بينما حكومة طرابلس وتعرف باسم حكومة الانقاذ الوطنى حصلت على دعم جماعة الإخوان المسلمين ومليشيات فجر ليبيا ووقفت معها قطر وتركيا والسودان.

وبحسب BBC جاء اتفاق الصخيرات في ديسمبر 2015 ليضع اساس حكومة الوحدة الليبية وأعلنت حكومة الانقاذ الاستق في أوائل أبريل 2016 ولكن بعدها بيوم واحد تراجعت عن الاستقالة  بدون إعلان السبب.

وفي 25 أبريل ذكرت قناة روسيا اليوم أن حكومة الوحدة الوطنية تمكنت من دخول في سبع مقرات العاصمة طرابلس في إطار بسط السيطرة على العاصمة في نفس الوقت الذي تحاول كسب دعم أكبر عدد ممكن من الجماعات المسلحة.

الأطراف الدولية 

أعلنت القوى الدولية الاعتراف بحكومة طبرق كحكومة رسمية في ليبيا، بحسب موقع العربية، ثم أعلنت تأييدها لحكومة الوفاق الوطني وتعهد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتقديم الدعم لحكومة والوحدة وفرض العقوبات على من يحاول عرقلة تشكيلها وأو ممارستها للعمل.

كما قالت عدة دول بينها بريطانيا وإيطاليا وفرنسا أنها مستعدة لإرسال قوات لليبيا لمحاربة داعش وتأمين السواحل الليبية لوقف عمليات التهريب والهجرة الغير شرعية والتي تتسبب في موت المئات غرقا بالبحر المتوسط..

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريحات يوم الاثنين بألمانيا إن أكبر خطأ وقعت فيه إدارته هو عدم الاستعداد لمرحلة ما بعد القذافي والتي لولاها لكانت الظروف أفضل بكثير في ليبيا حاليا وربما لم يكن داعش لينتشر فيها.