استمرت المعار ك بين ثوار‏17‏ فبراير المناهضين للزعيم الليبيي معمر القذافي والقوات الموالية له‏,‏ في حالة الكر والفر ونقلت وكالة رويترز للانباء عن أحد المعارضين المحتجين قوله أمس إن القوات الليبية أرغمت المعارضين علي التقهقر جراء القصف المستمر

وتراجع خط المواجهة في أثناء الليل‏20‏ كيلومترا من مشارف بلدة رأس لانوف النفطية‏.‏

و أكد الجنرال عبد الفتاح يونس وزير الداخلية الليبي المنشق والذي انضم إلي صفوف المعارضة قد أكد أن الكتائب الأمنية الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي استولت علي ميناء رأس لانوف النفطي‏.‏

ونقل راديو‏(‏ سوا‏)‏ الأمريكي أمس عن يونس قوله إن قوات القذافي أصبحت تسيطر حاليا علي المنطقة السكانية لـرأس لانوف الواقعة شرق ليبيا وميناءها النفطي‏,‏ ولكنه تعهد في الوقت نفسه بأن يعيد الثوار الهجوم لاسترداد الميناء في أقرب وقت ممكن‏.‏

و علي صعيد آخر‏,‏ قال الرئيس الامريكي باراك اوباما مساء أمس الاول إن الولايات المتحدة وحلفاءها يضيقون الخناق ببطء علي الزعيم الليبي معمر القذافي وإن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا مازال أحد الخيارات المطروحة للضغط عليه‏.‏

وقال اوباما الذي تعرض لانتقادات بأنه يتصرف ببطء حيال الازمة في ليبيا في مؤتمر صحفي إنه يعتقد أن العقوبات الدولية وحظرا علي السلاح وإجراءات اخري تؤتي ثمارها وإن كافة الخيارات الاخري مطروحة علي الطاولة‏.‏

وأضاف اوباما علي كل المستويات نحن نضيق الخناق علي القذافي ببطء‏.‏ تتزايد عزلته دوليا شيئأ فشيئا‏...‏لم استبعد أي خيار من علي المائدة‏.‏

وقال اوباما سنكون علي اتصال مع المعارضة وكذا علي تشاور مع المجتمع الدولي لمحاولة تحقيق هدف ازاحة السيد القذافي من السلطة‏.‏

وكانت القمة الأوروبية الطارئة في بروكسل قد انتهت مساء أمس الاول في بروكسل دون التوصل إلي اتفاق بشأن اتخاذ إجراء أكثر صرامة ضد نظام العقيد معمر القذافي بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي‏.‏غير ان قادة الدول الأوروبية أجمعوا علي أنهم لن يتجاهلوا القتال الدائر جنوب حدودهم بين قوات القذافي والثوار‏.‏

و صعد القادة الأوروبيون الضغط علي القذافي من خلال الموافقة علي الحوار مع معارضيه ومن خلال الإشارة الحذرة إلي الخيار العسكري لحماية المدنيين في ليبيا‏.‏

وقال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إذا لم نتمكن من التوصل لحل للأزمة الحالية فإن هناك احتمالا لقيام دولة فاشلة علي حدود أوروبا الجنوبية تهدد أمننا وتدفع الناس للهجرة عبر البحر المتوسط وتخلق عالما أكثر خطورة بالنسبة لبريطانيا وسائر حلفائها‏.‏

وأفاد الخبير الألماني توماس هازل بأنه لا أحد يعلم مصير الزعيم الليبي معمر القذافي ونظامه‏,‏ خاصة في ظل غموض موقف الدول الأوروبية الذي تحكمه مصالحها الخاصة‏,‏ لافتا في هذا الصدد إلي أن قرارات القادة الأوروبيين في قمتهم الاستثنائية كانت غير حاسمة فقد طالبوا القذافي بالتنحي لكنهم لم يتفقوا علي عمل عسكري ضده‏.‏ وقال هازل ـ في تصريحات أدلي بها لصحيفة‏(‏ دويشته فيله‏)‏ الألمانية نشرتها أمس علي موقعها الإلكتروني ـ إن القذافي يملك اليد الطولي حاليا في ليبيا وهو إما سيبقي في السلطة مستخدما العنف لتحقيق ذلك أو سينهار نظامه تماما‏..‏ يجب ألا ننسي أن القذافي لا يملك مكانا آخر يمكنه التوجه إليه لكونه لا يملك أصدقاء في كل العالم‏..‏لذا فهذه الحرب بالنسبة له هي حرب حياة أو موت‏.‏

و رحبت بريطانيا أمس بتشكيل لجنة تابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في التعديات علي حقوق الإنسان في ليبيا‏.‏ ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج النظام الليبي لدعم وتسهيل عمل اللجنة حتي تبدأ التحقيقات في أسرع وقت ممكن‏.‏

وأضاف هيج أن محاسبة المسئولين عن هذه الجرائم هي من واجبات المجتمع الدولي‏.‏ ويتوقع أن تقدم اللجنة تقريرا إلي المجلس الدولي لحقوق الإنسان في شهر يونيو القادم‏.‏

و ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن هزيمة العقيد القذافي وحكومته قد تراجعت في إطار محاولته التصدي لأقوي التحديات التي واجهته خلال‏42‏ عاما من حكمه للبلاد‏,‏ حيث أخمد العقيد الليبي المظاهرات ضده في طرابلس واستعاد مدينة الزاوية ـ التي كانت قد سقطت في حوزة الثوار في وقت سابق ووصلت بالثورة إلي أعتاب عاصمته ـ بسيطرة قواته علي ساحتها الرئيسية‏,‏ كما أصبحت قواته علي مسافة مناسبة لقصف مجموعة المدن البترولية الاستراتيجية شرق البلاد‏.‏