دعت صنعاء طهران إلى وضع حد لما سمته دعم مرجعيات إيرانية لجماعة الحوثي, في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير عن وساطة تقوم بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بين البلدين.

وقال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إن الجمهورية الإسلامية في إيران تتحمل جزءا من المسؤولية إزاء النزاع في شمال اليمن.

وأضاف القربي أثناء زيارته للكويت أن "الرسالة واضحة وهي أن أي دولة توجد فيها مجموعات تدعم مجموعات مخربة في دول أخرى تتحمل جزءا من المسؤولية وعليها أن توقف هذا الدعم" في إشارة لإيران.

وجدد الوزير اليمني -الذي حمل إلى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وإلى قادة مجلس التعاون الخليجي رسالة من الرئيس علي عبد الله صالح عشية قمة الكويت الخليجية- موقف بلاده إزاء اتهام "حوزات ومرجعيات " في إيران بدعم الحوثيين.

اتهام صريح

ورغم رفض وزير الخارجية اليمني اتهام الحكومة الإيرانية بشكل مباشر بدعم الحوثيين, إلا أن رئيس جهاز الأمن القومي اليمني ورئيس مكتب الرئاسة علي الآنسي قال صراحة إن بلاده لديها دليل على تورط طهران في ذلك النزاع.

وقال الآنسي -على هامش مؤتمر للأمن في المنامة- إنه توجد علامات وأدلة على تدخل إيراني, لكنه لا يمكن أن يدخل في تفاصيل بشأن تلك المؤشرات وتفاصيلها مع وسائل الإعلام.

وكانت صنعاء أعلنت في أكتوبر الأول الماضي أنها احتجزت سفينة تحمل أسلحة مرسلة للحوثيين وقالت إنها اعتقلت طاقمها الإيراني, وهو ما نفته طهران وقالت إن تلك التقارير مختلقة.

وأوضح الآنسي أن آخر سفينة كانت إيرانية وصلت إلى ميناء ميدي اليمني, وأنه توجد مؤشرات أيضا على أنها جاءت من إريتريا, دون ذكر تفاصيل أخرى.

وساطة حماس

وجاءت تلك الاتهامات لطهران, في الوقت الذي وصل فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل للعاصمة الإيرانية قادما من صنعاء.

وتحدثت تقارير عدة عن وساطة يبذلها مشعل بين القيادتين الإيرانية واليمنية فيما يخص الحرب مع الحوثيين.

اعتقالات وغارات

على الصعيد الميداني ذكرت تقارير سعودية أن السلطات اعتقلت عناصر حوثية من بينهم يمنيون وسعوديون بمنطقة جازان كانوا يمدون المسلحين بمعلومات بشأن طلعات الطيران السعودي ضد الحوثيين.

وقالت مصادر أمنية إن شخصا يحمل الجنسية اليمنية يعمل في محل خضار بخميس مشيط جنوبي غرب السعودية اعتقل وهو يراسل القيادة الحوثية ويقوم بمده بمعلومات حول طلعات الطيران السعودي.

وأضافت أنه تم تتبع اليمني قبل اعتقاله, وتم تمشيط عدد من المحال التي يعمل بها يمنيون ورحل معظمهم. كما أوضحت أن عناصر سعودية بمدينة صبيا كانت تمد الحوثيين بمعلومات عن تحرك الجيش السعودي.

في المقابل قال الحوثيون إن الطيران السعودي شن 31 غارة أمس على الأراضي اليمنية, قائلين إنهم دمروا ثلاث مركبات ودبابة للجيش السعودي.

وأشار بيان للجماعة أن زحف الجيش السعودي استمر أمس على جبل المدود لكنه "انكسر".

وكانت السعودية دخلت طرفا في الحرب الدائرة بين الجيش اليمني والحوثيين وذلك في نوفمبر الثاني الماضي, بعد اتهام الرياض للجماعة بقتل ضابط سعودي وإصابة 14 آخرين أثناء تسللهم للمملكة.

من جانبها ذكرت مصادر يمنية أن 54 من الحوثيين سلموا أنفسهم لأجهزة الأمن اليمنية في اليومين الماضيين.

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن المسلحين هم من أتباع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي وهم من ضمن "الخلايا النائمة" التي تتواجد بالمدينة القديمة لصعدة شمالي اليمن.

وذكرت الوكالة أن قوات الأمن تساندها فرق خاصة تشن حملة ضدهم بالمدينة منذ خمسة أيام.